08-أغسطس-2024
ورجحت مصادر غربية مطلعة على مشاورات الدوائر المعنية بالمقترح، "إمكانية قبول طهران وحزب الله بالفكرة"، خصوصًا في ظل تأخر الرد، إذا ما اشتملت التسوية على اتفاق يرضي ويلبي مطالب غزة، وينهي الحرب هناك.

(Getty)

تعمل الولايات المتحدة إلى "إشاعة" أجواء إيجابية تحيط في صفقة تبادل للأسرى، وتتحدث عن اتفاق قريب، وهو ما تنفيه المصادر الإسرائيلية. وفي ظل حرب استنزاف تواجه دولة الاحتلال، وتصاعد التوتر في الإقليم، فإن مصادر صحيفة، تشير إلى طرح مقترح لإيجاد تسوية إقليمية، تساهم في إنهاء الحرب على غزة.

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعتقد أن "إسرائيل وحماس أقرب من أي وقت مضى إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار". ومع ذلك، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا قال فيه، دون الإشارة إلى كيربي تحديدًا، إن إسرائيل قدمت "اقتراحًا واضحًا" وحتى الآن "لم نتلق أي رد من حماس".

وبالإضافة إلى ذلك، قال دبلوماسيون غربيون تشارك حكوماتهم في المحادثات بين إسرائيل وحماس لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنهم "لا يدركون أي تقدم ملموس حُقِّق في الأيام الأخيرة، وأن المحادثات لا تزال في أزمة".

وأوضحت "هآرتس": "لا تزال نقاط الخلاف التي حالت دون التوصل إلى اتفاق، بما في ذلك الانتقال بين المراحل المختلفة وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، دون حل. وفي الأسابيع الأخيرة، قدمت حماس وإسرائيل ردودًا وتحفظات على مخطط وقف إطلاق النار الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية مايو/أيار، ووصلت المحادثات بين الطرفين إلى طريق مسدود".

قال دبلوماسيون غربيون تشارك حكوماتهم في المحادثات بين إسرائيل وحماس لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنهم "لا يدركون أي تقدم ملموس حُقِّق في الأيام الأخيرة، وأن المحادثات لا تزال في أزمة"

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين لـ"هآرتس"، إنه "يعتقد أن الحكومة الأميركية تحاول بث التفاؤل في محاولة لتأخير ردود الفعل الإيرانية وحزب الله على الاغتيالات في طهران وبيروت، وكسب المزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية لمنع أو تقليص نطاق هجومهم المتوقع على إسرائيل".

وفي بداية الأسبوع، أرسلت دولة الاحتلال وفدًا إلى مصر "لمناقشة الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وغزة في حال التوصل إلى اتفاق وانسحاب إسرائيلي، لكن المناقشات لم تسفر عن أي اختراقات". وقال أحد المصادر: "إن احتمالات التصعيد الكبير بين إسرائيل وحزب الله أكبر الآن من احتمالات التوصل إلى اتفاق التبادل".

ويقدر دبلوماسيون غربيون، وفق "هآرتس"، تشارك حكوماتهم بشكل غير مباشر في المفاوضات أيضًا أن قرار تعيين يحيى السنوار خلفًا لهنية لن يؤثر في موقف حماس في المحادثات، لكنهم أعربوا عن قلقهم من أن وتيرة الاتصالات من جانب السنوار ستظل بطيئة.

وقال أحد الدبلوماسيين، الذي أعرب عن قلقه من أن الوتيرة الحالية للاتصالات مع السنوار قد تشكل تحديًا، "نحن بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، لأن الرهائن يموتون في الأنفاق، والاتفاق هو أفضل طريقة لمنع التدهور إلى حرب إقليمية"، وفق قوله.

وعودة إلى تصريحات كيربي، قال إن "الجانبين بحاجة إلى القيام بالجزء الأخير المتبقي من العمل الذي سيؤدي إلى التوصل إلى اتفاق". وفيما يتعلق بالتخوف من التصعيد مع إيران، قال إن "الولايات المتحدة تراقب الأحداث من كثب، وتقوم بنشاط دبلوماسي مكثف لمنع توسع الصراع".

وبحسب قوله: "لا نريد أن نرى حربًا إقليمية، والمؤشرات تشير إلى أن الأطراف في المنطقة غير مهتمة بذلك أيضًا. ولهذا السبب نعمل جاهدين على المستوى الدبلوماسي لمنع التصعيد". وقال كيربي: "لا أستطيع التنبؤ بنسبة 100 بالمئة بما إذا كنا سننجح في ذلك، ولهذا السبب أمر الرئيس بايدن بنشر موارد عسكرية إضافية في المنطقة".

في أثناء ذلك، قال مصدر إسرائيلي لـ"يسرائيل هيوم"، عن كلام كيربي: "لا تقدم ولا أنباء عن صفقة المختطفين".

بدوره، كتب الصحفي الإسرائيلي نداف إيال، مقالة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تحدث فيها عن مواجهة دولة الاحتلال حرب استنزاف، وتطرق إلى صفقة التبادل، بالقول: "وجهة النظر الواقعية، كما يقول يوآف غالانت وهيرتسي هاليفي ورونان بار وبقية المؤسسة الأمنية، تتطلب التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي، وفي أسرع وقت ممكن فقط، أو حتى بشكل أساسي، عودة المخطوفين، لأن عنصر الزمن لا يعمل لصالحنا، وكما قال لي عضو بارز في الليكود قبل نحو عشرة أيام: الحقيقة هي أن غادي آيزنكوت كان على حق. وهو الذي حذرنا من أننا إذا لم نقبل المقترحات التي قدمتها حماس في مؤتمر باريس الثاني مثلًا، فإننا سنقدم لهم مقترحات أفضل في المستقبل. لن يتحسن وضعنا".

وأضاف: "هذا هو الفرق بين رؤساء الأجهزة الأمنية ونتنياهو: ليس أنهم يعرفون أن الوقت يعمل ضدنا. بل يعتقدون أن هناك مثل هذا الاحتمال الحقيقي. أن إسرائيل سوف تنجر إلى معركة استنزاف لا نهاية لها، في حين يتآكل أمنها، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة على حافة الهاوية، والمجتمع الإسرائيلي منهك، واقتصادها يتعثر".

وأفاد المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، نقلًا عن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يلعب عمدًا على الوقت، وأنه يسعى إلى حرب استنزاف أبدية، دون صفقة رهائن من شأنها أن تعرض استقرار حكومته للخطر".

تسوية أوسع؟

وفي سياق آخر، قالت صحيفة "العربي الجديد"، إن مستويات غربية تعمل على إقناع أطراف إقليمية في مقترح جديد لتسوية "شاملة" تضع حدًا للتوتر المتصاعد في الإقليم، يتضمن منع رد إيران وحزب الله على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر، كذلك يوقف العدوان على قطاع غزة. 

وأشارت الصحيفة إلى أن على مدار الأيام الماضية "جرى تداول المقترح على نطاق واسع في دوائر غربية وعربية ذات صلة وثيقة بأطراف الصراع، من بينها دول في الإقليم، تتمتع بعلاقات ودية مع طهران، ولعبت أدوارًا وسيطة بينها وبين القوى الغربية خلال فترات سابقة في أثناء مباحثات الاتفاق النووي".

ووفقًا لمعلومات "العربي الجديد"، يتضمن المقترح تسوية شاملة للحرب في قطاع غزة، عبر اتفاق متكامل، يتضمن وقفًا لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من القطاع، وتحقيق ما يُعرف بالهدوء المستدام، وإبرام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية، يُطلَق بموجبها سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وعدد كبير من قيادات وأعضاء الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال، مع التوسع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال المرحلة الانتقالية للمفاوضات، ووضع تصور كامل لعملية إعادة إعمار غزة محدد المدة الزمنية.

وأضافت صحيفة العربي الجديد: "تعتقد الدوائر التي تروج للمقترح بعيدًا عن الإعلام، أن الفرصة قد تكون مواتية، في ظل رغبة ومساعٍ أميركية وغربية لمنع التصعيد وإيقاف رد إيران وحزب الله على اغتيال هنية وشكر، خصوصًا في ظل ترجيح فشل جهود ضبط الرد المرتقب، على غرار ما حدث عقب الرد الإيراني في 13 نيسان/أبريل الماضي على قصف قنصلية طهران في دمشق وقتل عدد من أبرز القادة الإيرانيين".

وحول دور يحيى السنوار في الأمر، ورد في "العربي الجديد"، أن الدوائر التي تعمل على المقترح تعتقد أن "وجود يحيى السنوار على رأس المكتب السياسي لحركة حماس خلفًا لهنية، قد يكون فرصة جيدة في ظل النفوذ الذي يتمتع به داخل الحركة، ما يسهّل معه عملية اتخاذ قرار التسوية في حال التوصل إلى اتفاق يراعي مطالب المقاومة".

قالت صحيفة "العربي الجديد"، إن مستويات غربية تعمل على إقناع أطراف إقليمية في مقترح جديد لتسوية "شاملة" تضع حدًا للتوتر المتصاعد في الإقليم

وبحسب المعلومات، فإن المقترح الذي "يتضمن منع رد إيران وحزب الله اللبناني، ثمنًا من أجل التوصل إلى تسوية، شهد مداولات على مستوى زعماء في الإقليم، مع الإدارة الأميركية، التي تعمل في الوقت الحالي على إنهاء ملف الحرب في غزة، قبل الشروع في الانتخابات الأميركية، خشية توسع رقعة الصراع، وعدم محدودية الرد المرتقب من جانب ما يعرف بمحور المقاومة". 

ورجحت مصادر غربية مطلعة على مشاورات الدوائر المعنية بالمقترح، "إمكانية قبول طهران وحزب الله بالفكرة"، خصوصًا في ظل تأخر الرد، إذا ما اشتملت التسوية على اتفاق يرضي ويلبي مطالب غزة، وينهي الحرب هناك.