20-أغسطس-2024
نتنياهو يتحدث عن ازدواجية في موقفه بشأن وقف إطلاق النار: متساهل مع الولايات المتحدة ومتشدد مع المفاوضين

(Getty) أيد نتنياهو الاقتراح الأميركي، الذي تضمن العديد من مطالبه المحدثة، وهو "يعلم أن حماس سترفضه"، بحسب ما قاله مسؤولون إسرائيليون كبار لـ"أكسيوس".

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الإثنين، إنه ملتزم بالتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في غزة ووقف إطلاق النار، لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنه رفض منح مفاوضيه مساحة كافية للتوصل إلى اتفاق.

وخلف الكواليس، أشار فريق التفاوض التابع لنتنياهو، يوم الأحد، إلى أنه إذا منحهم المزيد من مساحة المناورة، فقد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق. فيما رفض نتنياهو التراجع، ووبخهم على "الاستسلام"، كما قال مسؤولان إسرائيليان كبيران لـ"أكسيوس".

وقال المفاوضون، مدير الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، والجنرال نيتسان ألون، لنتنياهو في إحاطة يوم الأحد، إنهم كانوا يتفاوضون منذ أشهر، وأن التوصل إلى اتفاق يعتمد على مواقفه الحالية غير ممكن. لكن نتنياهو يواصل القول إنه إذا بقيت إسرائيل ثابتة، فإن "حماس سوف تستسلم في نهاية الأمر".

"أكسيوس": "الفجوات التي ضُيِّقَت في الدوحة كانت بين المواقف الأميركية والإسرائيلية، وليس بين إسرائيل وحماس".

وجاء ذلك بعدما زعم البيت الأبيض، تحقيق تقدم كبير خلال المحادثات في الدوحة الأسبوع الماضي، وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس بايدن يريد التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع.

وقال بلينكن خلال زيارة لإسرائيل، يوم الإثنين، إن نتنياهو قبل "الاقتراح الأميركي والآن أصبح من الواجب على حماس أن تحذو حذوه".

وأثار هذا التصريح حيرة بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين قالوا لـ"أكسيوس"، إن الخطوط المتشددة التي يتبناها نتنياهو تجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة في الواقع.

وأيد نتنياهو الاقتراح الأميركي، الذي تضمن العديد من مطالبه المحدثة، وهو "يعلم أن حماس سترفضه"، بحسب ما قاله مسؤولون إسرائيليون كبار لـ"أكسيوس".

وتقول المصادر إن تصريحه العلني بأن المفاوضين الإسرائيليين "متفائلون بحذر" بشأن التوصل إلى اتفاق كان مجرد موقف سياسي.

وقال "أكسيوس": إن "الفجوات التي ضُيِّقَت في الدوحة كانت بين المواقف الأميركية والإسرائيلية، وليس بين إسرائيل وحماس".

ورغم التفاؤل من واشنطن، فإن الوسطاء المصريين والقطريين الذين قدموا تحديثات لحماس لم يعتقدوا أنه تم تحقيق أي تقدم حقيقي، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لـ"أكسيوس".

وأطلع المفاوضون الإسرائيليون نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع على أن حماس "سترفض الصفقة، وتزعم أنها تمثل مواقف إسرائيل، وليس الولايات المتحدة. وفي يوم الأحد، قالت حماس هذا بالضبط".

وأضاف الموقع الأميركي: "الواقع أن هناك عقبتين رئيسيتين في طريق المحادثات، وهما المطالب الجديدة التي طرحها نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، وأن تُنْشَأ آلية لتفتيش في محور نتساريم".

وتوصل وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت ورؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أنهم "قادرون على التخفيف من مخاطر سحب القوات من ممر فيلادلفيا، وأن إنشاء آلية المراقبة هذه سوف يستغرق شهورًا".

وعلاوة على ذلك، قال غالانت والمفاوضون لنتنياهو في اجتماع الأحد، إن تأخير أي اتفاق حتى تتم تلبية تلك المطالب من شأنه أن يعرض للخطر نحو 115 أسيرًا ما زالوا في الأسر في غزة، ويزيد من خطر اندلاع حرب إقليمية.

واجتمع مسؤولون إسرائيليون ومصريون وأميركيون في القاهرة، يومي الأحد والإثنين، لمناقشة ممر فيلادلفيا. وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه بناء على أوامر نتنياهو، قدم الجانب الإسرائيلي خريطة أظهرت أن إسرائيل قلصت بعض قواتها لكنها ما زالت تنشرها على طول الممر/ ورفض المصريون هذه الخطة.

وقال أحد المسؤولين: "كانت المحادثات في القاهرة عقيمة. نحن بالتأكيد في طريق مسدود".

وفي السياق نفسه، ناقش بلينكن ونتنياهو الوضع في غزة لمدة ثلاث ساعات يوم الإثنين، حيث أكد بلينكن أن الولايات المتحدة تتوقع إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق، بحسب مصدر مطلع على الاجتماع.

وقال المصدر إن بلينكين شعر أن نتنياهو كان "بناءً" ويريد حقًا المضي قدمًا في صفقة جزئيًا لأنه يشعر بالقلق بشأن خطر التصعيد الإقليمي في غيابها.

وقال نتنياهو في بيان إنه أبلغ بلينكن بأنه ملتزم بالمقترح الأميركي الحالي، والذي أكد أنه يأخذ في الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية.

وأبلغ نتنياهو بلينكن أنه ينوي إرسال رؤساء فريق التفاوض الإسرائيلي إلى قمة متابعة في القاهرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وقال مسؤول إسرائيلي "إن ما يهم ليس ما إذا كان نتنياهو سيرسل المفاوضين، بل ما إذا كان سيعطيهم تفويضًا واسعًا بما يكفي للتوصل إلى اتفاق".

بدوره، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان لـ"رويترز": "تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الإثنين، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل اقتراحًا محدثًا، يثير الكثير من الغموض؛ لأنه ليس ما قدم إلينا ولا ما اتفقنا عليه".

وأضاف، حماس أكدت بالفعل للوسطاء "أننا لسنا بحاجة إلى مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة، بل نحتاج إلى الاتفاق على آلية للتنفيذ". مشيرًا إلى أن يحيى السنوار كان مواكبًا لعملية التفاوض وشريكًا في صناعة القرارات المتعلقة بها.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، الليلة الماضية، إنه على الرغم من الأزمة، فمن المقرر أن يجتمع كبار المسؤولين من إسرائيل والدول الوسيطة قبل نهاية الأسبوع في القاهرة. وأضافت: "بايدن منخرط للغاية ويحاول استكمال هذا الأمر".

وقال مصدر سياسي إسرائيلي للقناة الـ13 الإسرائيلية: "سنغادر فيلادلفيا ونستطيع ذلك للوصول إلى اتفاق، لكن موقف رئيس الوزراء هو أننا إذا غادرنا، فلن نتمكن من العودة".

وأضافت القناة الإسرائيلية: "سيتعين على نتنياهو أن يقرر ما إذا كان يصر على إجراء فحص أمني في نتساريم، الأمر الذي من شأنه أن يقتل الصفقة، وما إذا كان يقبل موقف المؤسسة الأمنية القائل بإمكانية إخلاء محور فيلادلفيا والعودة إليه أيضًا في المستقبل".

وفي وقت سابق، كشف التلفزيون العربي، استنادًا إلى مصادر خاصة، تفاصيل المقترح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

ووفقًا للتفاصيل، ينص المقترح على أن وقف إطلاق النار الدائم سيكون بندًا للتفاوض في المرحلة الثانية من المحادثات، بينما "يناقش وقف إطلاق النار ضمن سقف زمني محدد".

وأضافت المصادر أن المقترح يربط بشكل مباشر بين عمليات الإغاثة وموافقة الأطراف جميعها على شروط الاتفاق. كما يتضمن المفاوضات الفنية حول محور فيلادلفيا، ويوصي بإيجاد آلية رقابة على عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة.

في الوقت ذاته، يشير المقترح إلى ضرورة التفاوض على إعادة الإعمار في المرحلة الثانية، لكنه لا يتضمن انسحابًا إسرائيليًا من قطاع غزة في المرحلة نفسها.

وأبلغت المصادر أن إسرائيل رفعت عدد الأسرى الذين تطالب بإبعادهم إلى 150 أسيرًا، مما يعكس تعقيدًا إضافيًا في المفاوضات. 

من جانبه، قال القيادي في حماس طاهر النونو للتلفزيون العربي: "لا يمكن القبول بأي اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار الشامل"، مضيفًا: "تصريحات بلينكن جزء من الانحياز للاحتلال وتوفير الغطاء لجرائمه"، موضحًا: "تصريحات بلينكن منافية للحقيقة وحماس من قبلت الاتفاق ورفضه نتنياهو".