05-سبتمبر-2024
حماس: لسنا بحاجة إلى مقترح جديد والمطلوب الضغط على نتنياهو

(Getty) قال عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان، بسّام خلف، خلال حديث مع "الترا فلسطين"، إن الحركة لم يصلها أي شيء رسميّ حتى اللحظة من الوسطاء حول مقترح جديد لصفقة تفضي إلى إنهاء الحرب، وذلك عقب تصريحات أميركية رسمية حول ذلك

قالت حركة حماس، إنها "ليست بحاجة إلى مقترحات جديدة، والمطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه". ترافق تصريح حماس المقتضب، مع حديث أميركي عن طرح مقترح جديد لصفقة تبادل الأسرى.

وأوضحت حماس: "نحذر من الوقوع في شرك نتنياهو وألاعيبه، والذي يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على شعبنا".

حركة حماس، تطالب بتطبيق المقترحات المطروحة للتبادل ووقف الحرب، عوضًا عن طرح مقترح جديد

وأضافت: "قرار نتنياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، يهدف إلى إفشال التوصل إلى اتفاق".

وفي يوم أمس، قال عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان، بسّام خلف، خلال حديث مع "الترا فلسطين"، إن الحركة لم يصلها أي شيء رسميّ حتى اللحظة من الوسطاء حول مقترح جديد لصفقة تفضي إلى إنهاء الحرب، وذلك عقب تصريحات أميركية رسمية حول ذلك.

وأضاف خلف بأن حماس لا تتعامل رسميًا مع ما يرد عبر الإعلام -خاصة- الأميركي، بل ما يرد عبر الوسيطين "القطري والمصري"، وأن إشاعة الأجواء الإيجابية من الطرف الأميركي فيه نوع من الخداع، قائلًا: "لو كان الأميركي صادقًا، لكان الجميع توصّل إلى صفقة قبل نحو عدة أشهر، لكن جرت العادة أن التصريحات الأميركية الإيجابية تهدف لتخفيف التوتر في المنطقة إقليمًا بشكل محدد، ومن جانب آخر كي لا ينسب الفشل في التفاوض للولايات المتحدة، التي لم تستطع حتى اللحظة إلزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقبول على ما اتفق عليه". 

ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأسابيع على أن قوات جيش الاحتلال، لن تنسحب من الحدود بين غزة ومصر، وهو مطلب أساسي لكل من حماس ومصر في المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. 

ووفق صحيفة "الواشنطن بوست": "في السر، عرض فريقه التفاوضي سحب القوات كجزء من اتفاق على مراحل، الأمر الذي أربك الوسطاء في وقت حرج للجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب".

في مؤتمر صحفي عقد في وقت متأخر من يوم الإثنين، وصف نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي على طول ممر صلاح الدين/ فيلادلفيا، بأنه "ضرورة استراتيجية". وكرر نقاط نقاش مماثلة في مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام الأجنبية يوم الأربعاء، بحجة أن الاحتفاظ بالسيطرة على منطقة الحدود.

ويوم الإثنين، أبلغ رئيس الموساد الوسطاء الأميركيين والمصريين والقطريين أن إسرائيل مستعدة لسحب كل قواتها من الممر خلال المرحلة الثانية من الاتفاق المقترح المكون من ثلاث مراحل.

وقال مسؤول إسرائيلي ومسؤول من دولة وسيطة مطلعة على المحادثات إن ديفيد برنياع، رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، هو الذي نقل الرسالة يوم الإثنين. وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أول من نشر عن الأمر، يوم الثلاثاء.

وقال مسؤول مطلع على المفاوضات إن نتنياهو يرسل إشارات مختلفة إلى المفاوضين والجمهور الإسرائيلي. وأضاف المسؤول: "هذا هو الحال منذ فترة، ومن هنا جاء إحباط برنياع".

وقالت داليا شيندلين، وهي خبيرة استطلاعات رأي إسرائيلية، إن نتنياهو كثيرًا ما يقول شيئًا علنًا، ويفعل شيئًا آخر، مثل "التعهد ببذل كل ما في وسعه لإعادة الرهائن إلى ديارهم، بينما يعتقد العديد من الإسرائيليين والوسطاء الأجانب أنه يعوق التوصل إلى اتفاق".

وأضافت أن نتنياهو "استخدم هذا التكتيك طوال حياته المهنية لتعطيل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل شامل للصراع". لكنها قالت إن "هذا هو المثال الأكثر تطرفًا للمعلومات المتضاربة تمامًا حول عملية اتخاذ نتنياهو للقرارات. إنه مختلف عن المعتاد".

وقال يوحنان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي، إن المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو يوم الإثنين كان على الأرجح يهدف إلى طمأنة الجمهور الإسرائيلي ــ وقاعدته اليمينية على وجه الخصوص ــ بأن الحكومة لن تقدم تنازلات، بعد العثور على جثث الأسرى.

وأوضح بليسنر أن نتنياهو "سياسي ماهر، وأتوقع من أي زعيم سياسي أن يتحلى بالقدرة على المناورة. لكن الفجوة بين المواقف التي حُدِّدَت للجمهور والمواقف التي حُدِّدَت لوسطاء وقف إطلاق النار، حتى بمقاييس نتنياهو، فهي غير عادية إلى حد ما".

وقال المحللون إن برنياع لن يتخذ أي إجراء دون موافقة نتنياهو.

وقال مسؤول إسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات الحساسة: "إنها ليست المرة الأولى التي تكون فيها الرسالة الداخلية والرسالة الخارجية شيئين مختلفين".

وأضاف المسؤول "هناك بعض المسؤولين الذين لا يعتقدون أن الاتفاق سيتجاوز المرحلة الأولى، إذا حدث".

ويعترف المسؤولون الأميركيون بوجود شكوك حول ما إذا كان الإسرائيليون مهتمين بالتحرك نحو وقف إطلاق نار أكثر ديمومة ومرحلة ثانية. ولكنهم يقولون إن ستة أسابيع من الهدوء من المرجح أن تخلق الظروف على الجانبين التي تجعل من الصعب "استئناف الأعمال العدائية، وأن هذه الفرصة سوف تخلق المزيد من الضغوط لتقديم التنازلات".

وقال مسؤولون أميركيون أيضًا إنه إذا تراجع نتنياهو عن موقفه بشأن قضية الحدود، فما زال من غير الواضح ما إذا كانت حماس ستوافق على الاتفاق.

يقول إفرايم سنيه، نائب وزير الأمن الإسرائيلي السابق، عن الضغوط التي يمارسها اليمين المتطرف: "إنها فعالة للغاية. إنهم يقولون لنتنياهو: إذا توصلت إلى اتفاق بشأن الرهائن، فسوف نتسبب في انهيار حكومتك. وهذا ما يخشاه".

وقال بليسنر إن "أغلبية الجمهور لم يكونوا ليتمكنوا حتى وقت قريب من تحديد مكان محور فيلادلفيا. والآن، أولئك الذين يعتقدون أن نوايا نتنياهو طيبة، أو أنه يدير المفاوضات بحسن نية يميلون إلى الاعتقاد بأن نتنياهو يعتبر فيلادلفيا ضرورية من الناحية الأمنية".

بدوره، قال مصدر أميركي لـ"يديعوت أحرونوت": "من الممكن ضمان أمن إسرائيل في فيلادلفيا، بإجراءات غير مسبوقة. وفي الولايات المتحدة، يفكرون في زيادة الضغط على نتنياهو، من خلال اقتراح جديد سيُكْشَف عنه في نهاية الأسبوع".

ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين كبار تحدثوا مع القناة الـ 13 الإسرائيلية، فإن المقترح الأميركي سيتضمن انسحابًا من فيلادلفيا غرب معبر رفح، وسيتطلب "مرونة إضافية من جانب نتنياهو".