16-أغسطس-2024
 مصدر يكشف كواليس محادثات الدوحة.. هل من تقدم في مفاوضات وقف حرب غزة؟

مصدر لـ"الترا فلسطين": الولايات المتحدة كانت تصر على إصدار بيان إيجابي بعد جولة المحادثات

كشف مصدر خاصّ لـ"الترا فلسطين"، عن تفاصيل وكواليس اجتماعات الدوحة، الّتي ضمّت قطر والولايات المتّحدة الأميركيّة ومصر، وبحضور إسرائيليّ، بهدف التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى "زحزحة" في بعض الملفّات الّتي كانت عالقة في السابق، وللمرّة الأولى في قضايا رئيسيّة. وقال المصدر الخاصّ، إنّ "الأجواء في جولة المفاوضات الحاليّة أفضل ممّا سبق، ولكن لا شيء نهائيًّا حتّى الآن".

وأكّد المصدر الفلسطيني المطلع على المحادثات، أنّ الاجتماع تناول، قضايا مثل "الفيتو الإسرائيليّ على أسماء الأسرى الفلسطينيّين الّذين سيطلب الإفراج عنهم في صفقة تبادل"، و"الاحتلال الإسرائيليّ لمحور فيلادلفيا ومعبر رفح"، و"محور نتساريم وتفتّيش أهالي القطاع الّذين سيعودون إلى شماله"، مشيرًا إلى أنّ قضيّة محور نتساريم، ستتابعها واشنطن، مع تأكيد بأنّ الرئيس الأميركيّ جو بايدن، سوف يتحدّث مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، لمتابعة هذه القضيّة.

قال مصدر خاصّ لـ"الترا فلسطين"، إنّ "إسرائيل تراجعت عن مطلبها بوجود حقّ نقض على أسماء الأسرى أو الفيتو، من 120 أسيرًا إلى 65 أسيرًا"

وتُعد قضية محور نتساريم وعودة أهالي قطاع غزة إلى شماله، بالإضافة إلى تواجد الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومعبر رفح، من القضايا الحاسمة في مفاوضات صفقة التبادل، التي رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي التنازل عنها في كل المحادثات السابقة.

وأوضح مصدر "الترا فلسطين"، أنّ المفاوضات ستستمرّ في مصر، ومن المقرّر مشاركة وفد من الجيش الإسرائيليّ في المباحثات الّتي توصف بـ"الفنّيّة"، ويمكن أن تعقد جلسة محادثات يوم السبت أو الأحد المقبل، بهدف بحث احتلال محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وسط إصرار حركة حماس على "انسحاب الاحتلال شرقًا"، أي ابتعاد الجيش الإسرائيليّ عن معبر رفح ومحور فيلادلفيا، وصولًا إلى نقطة أقرب إلى المنطقة الحدوديّة.

وكان نتنياهو يرفض الانسحاب من محور فيلادلفيا، رغم موافقته على الانسحاب من المناطق السكنية، مشيرًا إلى أن المحور منطقة فارغة من السكان في قطاع غزة.

وبما يخصّ الجهة الإدارية الّتي ستتواجد على معبر رفح، طرحت إسرائيل عودة بعثة المراقبة الأوروبّيّة الّتي كانت تتواجد على المعبر سابقًا، بينما ترغب القاهرة في عودة السلطة الفلسطينيّة إلى المعبر، وهو ما ترفضه إسرائيل حتّى الآن.

وقال مصدر "الترا فلسطين"، حال استمرار رفض إسرائيل وجود السلطة في معبر رفح، فإنّه "سيبدأ التفكير في قضيّة الهيئة الّتي ستدير غزّة في اليوم التالي".

وأشار إلى أنّ مصر تحمل اقتراحًا في تنظيم حوار فلسطينيّ- فلسطينيّ، في القاهرة خلال الأيّام القريبة القادمة، وسيكون موضوعه "من يدير معبر رفح"، موضّحًا: "حال اتّفاق الأطراف الفلسطينيّة على هذه القضية، ستكون نقطة لبداية التفكير في القضايا القادمة، وبداية الحديث عن إدارة غزّة".

ورجّح المصدر الخاصّ لـ"الترا فلسطين"، قيام نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وعضو اللجنة المركزيّة في حركة فتح جبريل الرجوب، بالتفاوض مع حركة حماس، بترأّسهم وفدًا يمثّل السلطة الفلسطينيّة وحركة فتح.

وعودة إلى المفاوضات، قال مصدر خاصّ لـ"الترا فلسطين"، إنّ "إسرائيل تراجعت عن مطلبها بوجود حقّ نقض على أسماء الأسرى أو الفيتو، من 120 أسيرًا إلى 65 أسيرًا".

وحول تجاوب حركة حماس مع المقترح، أكّد المصدر على أنّ حماس، كما بات معلومًا، لم تكن في غرفة التفاوض، كما أنّ هناك حاجة إلى الوقت، حتّى الحصول على ردّ قيادة حماس في قطاع غزّة، إذ بات رئيس المكتب السياسيّ للحركة يحيى السنوار، المتواجد في القطاع.

أمّا بخصوص جلسة المفاوضات المقبلة، بين الوسطاء وإسرائيل، فإنّها ستكون قبل نهاية الأسبوع القادم في العاصمة المصريّة القاهرة.

وأكّد المصدر الخاصّ، وجود علاقة بين المحادثات القائمة حاليًّا، وإمكانيّة احتواء الضربة الإيرانيّة المتوقّعة، ردًّا على اغتيال إسماعيل هنّيّة في العاصمة الإيرانيّة طهران.

وحول البيان الثلاثيّ الّذي صدر بتوقيع قطر ومصر والولايات المتّحدة الأميركيّة، فقد أشار المصدر إلى أنّ "واشنطن كانت تُصرّ على إصدار بيان إيجابيّ بهذا الخصوص".

وجاء في البيان، أنّ "المحادثات كانت جادّة وبنّاءة، وأجريت في أجواء إيجابيّة". مشيرًا إلى أنّ الاقتراح المقدّم "يقلّص الفجوات بين الطرفين، ويتوافق مع المبادئ الّتي وضعها الرئيس الأميركيّ بايدن في 31 أيّار/مايو 2024، وقرار مجلس الأمن رقم 2735".

وأكّد البيان الثلاثي المشترك بين قطر ومصر والولايات المتحدة، على مواصلة الفرق الفنّيّة العمل خلال الأيّام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، مع الإشارة إلى اجتماع مُقبل في القاهرة، قبل نهاية الأسبوع المقبل.

وخُتم البيان، بالقول: "لم يعد هناك وقت نضيّعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أيّ طرف تبرّر مزيدًا من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتّفاق. الآن أصبح الطريق ممهّدًا لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزّة، وتهدئة التوتّرات الإقليميّة".

وفي سياق متّصل، كشف عن زيارة مقبلة لوزير الخارجيّة الأميركيّ أنتوني بلينكن، إلى المنطقة، يوم الأحد المقبل، ستشمل قطر ومصر وإسرائيل، وستضمن لقاءً مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو.

وأشار موقع "أكسيوس"، إلى أنّه من المتوقّع أن يجري الرئيس الأميركيّ جو بايدن، اتّصالًا هاتفيًّا اليوم مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس مصر عبد الفتّاح السيسي، ويبحث معهما المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزّة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن: "لم نصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد، لكننا أقرب مما كنا عليه قبل ثلاثة أيام".

وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض جون كيربي: "لم نكن لنكرّس طاقتنا والانخراط الشخصيّ لبايدن لو لم يكن هناك أمل في التوصّل إلى اتّفاق بين حماس وإسرائيل".

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد سعى مسؤول أمني إسرائيلي، الليلة الماضية، إلى التقليل من التقارير التي تحدثت عن تقدم كبير في المفاوضات، قائلًا: "الحدث برمته هو في الأساس اقتراح وساطة أميركي تم تسليم تفاصيله بالفعل إلى إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الأمر "ليس مقبولًا لنتنياهو".