14-يونيو-2024
من مكان المذبحة الإسرائيلية في مخيم النصيرات (محمد النعامي/ الترا فلسطين)

من مكان المذبحة الإسرائيلية في مخيم النصيرات (محمد النعامي/ الترا فلسطين)

اعتبر 16 خبيرًا من الأمم المتحدة، أنّ استخدام إسرائيل "الغادر" لشاحنة إنسانية في عملية النصيرات لتحرير أربعة من أسراها بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بمثابة جريمة حرب، وأدانوا بشدةّ "المذبحة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء العمليّة يوم 8 حزيران/ يونيوK ما أدّى لاستشهاد 274 فلسطينيًا (121 منهم أطفال ونساء)، وإصابة نحو 700.

خبراء من الأمم المتحدة: مذبحة النصيرات تكشف عن مستوى غير مسبوق من الوحشية في الأعمال العسكرية الإسرائيلية، و"استخدام غادر للرصيف الإنساني"

وفي بيان صدر اليوم الجمعة، قال الخبراء الأمميون إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت بمساعدة جنود أجانب وفق ما يُزعم، إلى مخيم النصيرات بعد التنكّر على هيئة نازحين وعمال إغاثة في شاحنة إنسانية، وقد "داهمت تلك القوات المنطقة بعنف، واعتدت على الأهالي بهجمات برية وجوية مكثفة، ونشرت الرعب والموت واليأس".

وتحدث بيان الخبراء الأمميين عن "استخدام غادر للرصيف الإنساني"، إذ أشاروا إلى أنه واستنادًا لروايات الناجين، فإن "شوارع النصيرات امتلأت بجثث القتلى والجرحى، بينهم أطفال ونساء، ملقاة في برك من الدماء، فيما تلطّخت الجدران بالأشلاء المتناثرة".

وأدان الخبراء "الاختباء الغادر" للقوات الإسرائيلية داخل شاحنة مساعدات إنسانية قادمة من الرصيف البحري الذي بنته الولايات المتحدة، وكان يهدف إلى تسهيل المساعدة الإنسانية.

وقالوا: "إن ارتداء ملابس مدنية للقيام بعملية عسكرية يشكل غدرًا، وهو أمر محظور تمامًا بموجب القانون الدولي الإنساني، وهو بمثابة جريمة حرب".

واعتبروا أن "هذه التكتيكات تضع عمال الإغاثة وإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في خطر أكبر، وتكشف عن مستوى غير مسبوق من الوحشية في الأعمال العسكرية الإسرائيلية".

وأكد الخبراء على أن عدد القتلى الكبير في العملية "يؤكد استهتار إسرائيل الصارخ بحياة الفلسطينيين"، وشددوا على أنه "لا توجد حياة تساوي أكثر من حياة أخرى".

ذريعة بمواصلة الجرائم

وأشار الخبراء إلى أن الفرصة أتيحت لـ "إسرائيل" لتحرير الرهائن دون إراقة المزيد من الدماء قبل ثمانية أشهر، عندما تم تقديم أول اتفاق لوقف إطلاق النار، "وبدلًا من ذلك، رفضت إسرائيل بشكل منهجي مقترحات وقف إطلاق النار، مفضّلةً الاستمرار في هجومها على غزة، والذي أدى حتى إلى مقتل رهائن إسرائيليين".

وأضافوا أنّ "استخدام ذريعة السعي لإنقاذ الرهائن لتبرير الاستخدام المفرط للقوة يفضح أعمال إسرائيل الإجرامية، بما في ذلك من خلال التمويه الإنساني، ويخبرنا أنها وصلت إلى مستوى جديد تمامًا".

كرر الخبراء دعوتهم لفرض حظر أسلحة على "إسرائيل" لإنهاء العنف ضد الفلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين

وقال خبراء الأمم المتحدة إن العملية العسكرية في النصيرات هي واحدة "من أبشع الأعمال في الاعتداء الإسرائيلي المدمّر ضد الشعب الفلسطيني منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 80 ألفًا، وتشريد وتجويع مليوني شخص في غزة، في حين أن العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية مستمر أيضًا بلا هوادة".

والخبراء الأمميون هم: فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتلالينغ موفوكينغ، المقررة الخاصة المعنية بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية، وريم السالم، المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات وأسبابه وعواقبه، زتومويا أوبوكاتا، المقرر الخاص المعني بأشكال الرق المعاصرة، وجورج كاتروغالوس، الخبير المستقل المعني بتعزيز النظام الدولي الديمقراطي والعادل.

وأيضًا، مايكل فخري، المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، وباولا جافيريا بيتانكور، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخليًا، وأوليفييه دي شوتر، المقرر الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، ودوروثي استرادا تانك (الرئيسة)، ولورا نيرينكيندي (نائبة الرئيسة)، وكلوديا فلوريس، وإيفانا كرستيتش، وهاينا لو، الفريق العامل المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات، ودومينيك داي وبينا دكوستا، عضوتا فريق الخبراء العامل المعني بالسكان المنحدرين من أصل أفريقي، وأشويني ك.ب، المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب.

ووفق موقع الأمم المتحدة فإن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعيّنون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف، ويكلّفون بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان، ومنصبهم شرفي، أي أن هؤلاء الخبراء والمقررين لا يعتبرون موظفين لدى الأمم المتحدة، ولا يتقاضون أجرًا عن عملهم.

وعلم الترا فلسطين في وقت سابق من مصادر خاصّة أن حركة حماس، تقوم بتحقيق "هادِئ" في تورط الولايات المتحدة في عملية النصيرات، سواء عبر استخدام الميناء الأميركي العائم أو شاحنة المساعدات التي اقتحمت القوة الإسرائيلية الخاصة بها مخيم النصيرات.

وقال قيادي في حركة حماس لـ"الترا فلسطين": "في كل فترة نُقيّم داخليًا المرحلة التي مضت، وبالتأكيد بعد الذي جرى السبت في النصيرات، وحال ثبت في عمليات البحث والتحري، أن عملية الاحتلال في النصيرات، نفذت عبر منطقة الميناء، فإن الحركة في قطاع غزة ستتخذ قرارًا مفصليًا فيما يخص الميناء أو الممر".

وتابع القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه: أنه من "الوارد وبشكلٍ كبير أن يكون التواجد الأميركي في منطقة الميناء البحري، قد استخدم لأعمال تجسسية ولا يوجد عاقل يشكك بهذه الاحتمالية"، مؤكدًا أن "الأهداف السياسية والأمنية من الميناء، غير غائبة عن حركة حماس وتحت الرقابة".

وفي وقت سابق، قال مصدر فصائلي لـ"الترا فلسطين"، إن الميناء الأميركي يعتبر أول خطوة مرتبطة بمرحلة "ما بعد الحرب من ناحية خلق بيئة مناسبة لإعادة الإعمار وإدخال ما يلزم له، بعدما اشترطت حماس عدم وجود نشاط أميركي على أراضي غزة، ما دفع وزارة الدفاع الأميركية ’البنتاغون’ للتأكيد أنه لن يكون لهم موطئ قدم في غزّة بحجّة أنها منطقة معادية".