21-أغسطس-2024
نتنياهو وغالانت يعلنان رفض شروط حماس على ورقة باريس

كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن الخلاف القائم بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

وأكدت القناة أن غالانت لا يمثّل فقط تقديرات وخيارات الجيش الإسرائيلي والاستخبارات، بل يُعبّر أيضًا عن مواقف جهاز المخابرات الخارجية "الموساد" وجهاز المخابرات "الشاباك"، وأيضًا النُخب الاقتصادية التي تدرك تأثير استمرار الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي.

وأوضحت دانا فايس، محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12 الإسرائيلية، أن نتنياهو يعتبر الوضع الحالي مسألة "حياة أو موت"، ولا يقبل التنازل.

وأضافت أن "الخلاف الأكبر يكمن بين وزير الجيش ورئيس الحكومة؛ فبالنسبة لغالانت، هناك واجب أخلاقي لإعادة الأسرى، بالإضافة إلى بُعد استراتيجي يتطلب النظر في الخيارات المطروحة".

فايس: نتنياهو يرى أن حزب الله وإيران سيهاجمون إسرائيل في الأحوال كلها، ولذلك فإن الاستجابة لمطالب حماس ستُظهر إسرائيل كضعيفة

وأشارت إلى أنه إما أن تُبْرَم صفقة تهدئ الجبهة الشمالية دون حرب، أو يُرفض العرض مما سيؤدي بالضرورة، إلى حرب في الشمال، وربما إلى حرب إقليمية.

وأكملت فايس، بالقول إن نتنياهو يرى أن حزب الله وإيران سيهاجمون إسرائيل في الأحوال كلها، ولذلك فإن الاستجابة لمطالب حماس، بالنسبة له، ستُظهر إسرائيل كضعيفة. 

وأكدت أن "نتنياهو لا يضع موعدًا نهائيًا لإنهاء المفاوضات، ويشدد على ضرورة مواصلة القتال بالتزامن مع استمرار التفاوض"، وأوضحت أن "نتنياهو يدّعي أنه ينظر إلى الصورة بشكل شامل، لكنه في الواقع يتجاهل أن الوقت ينفد بالنسبة للمخطوفين، وهذا هو جوهر الخلاف".

من جانبها، سلّطت المراسلة السياسية للقناة الـ13 الإسرائيلية موريا أسرف والبيرغ، الضوء على أهمية التوتر داخل الفريق المفاوض، حيث ذكرت أن "المصادر داخل فريق المفاوضات، أفادت بأن رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا ينوون التخلي عن مناصبهم في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات. إلا أن هناك انقسامات واضحة، حيث رفض اللواء نيتسان ألون، المكلف من قبل الجيش بملف المفاوضات، الانضمام إلى الوفد الذي أجرى محادثات في القاهرة. وأرجع ألون رفضه إلى عدم جدوى المشاركة في ظلّ موقف نتنياهو المتصلب بشأن محور فيلادلفيا وممر نتساريم".

في سياق متصل، انتقد مسؤول أميركي رفيع المستوى تصريحات نتنياهو حول أهمية استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، واعتبرها "متشددة" وتعرقل الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك وفقًا لما نشره التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان". 

تساءلت القناة 12 عن مدى إمكانيّة إحضار حماس إلى طاولة المفاوضات، وكيفية إقناع قيادتها بالموافقة على المقترحات المطروحة، خاصة في ظلّ تشدد نتنياهو

وأكد المسؤول، الذي رافق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال جولته في المنطقة، أنّ هذه التصريحات تشكلّ خطرًا على إمكانية التقدم في المفاوضات، خاصة في ظلّ الجهود المبذولة لسدّ الفجوات بين الأطراف المتفاوضة.

وفي هذا السياق، تساءلت القناة الـ12 الإسرائيلية، عن مدى إمكانيّة إحضار حماس إلى طاولة المفاوضات، وكيفية إقناع قيادتها بالموافقة على المقترحات المطروحة، خاصة في ظلّ تشدد نتنياهو. وأشار مراسل الشؤون العسكرية في القناة، نير دفوري، إلى أن القضية الأساسية تكمن في كيفية الضغط على حماس للموافقة.

كما كشف موقع "واللا" العبري، أن نتنياهو عقد اجتماعات مع وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش لمناقشة موقفه من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. ويأتي ذلك في ظل تهديدات سموتريتش بإسقاط الحكومة إذا ما أقرّت الصفقة، مما يزيد  تعقيد الوضع السياسي الداخلي. وتهدف هذه الاجتماعات إلى فهم موقف سموتريتش ومدى إمكانية التوصل إلى توافق داخلي قبل الدخول في جولة جديدة من المفاوضات.