كشف رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار في رسالة وجهها لوزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، عن أن عدد الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية يصل إلى 21 ألفًا، في الوقت الذي تبلغ طاقة السجون الاستيعابية 14 ألفًا فقط.
كشفت الرسالة عن أنّ 21 ألف فلسطينيّ في السجون الإسرائيلية، القسم الأكبر منهم جرى اعتقالهم بعد الحرب (9490 من الضفة) وعدد غير معلوم من غزة
وكتب رونين بار في الرسالة التحذيرية التي وجهها لايتمار بن غفير، بحسب ما نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، الثلاثاء، أنّ السجون بعد الحرب فيها 21 ألف فلسطينيّ، رغم أن سعتها لا تسمح باحتجاز أكثر من 14500 فقط.
وأشار رئيس جهاز الشاباك أنّ الأزمة في السجون الإسرائيلية نشأت رغم التحذيرات التي أرسلت إلى وزارة الأمن القومي للاستعداد لذلك، قبل نحو عام.
وحذّر رونين بار في رسالته لبن غفير من تداعيات احتجاز الأسرى الفلسطينيين، قائلًا "هذه أزمة ذات عواقب استراتيجية سلبية على إسرائيل أوّلًا وقبل كل شيء، على صعيد الشرعية الدولية لاستمرار الحرب، بالإضافة إلى المخاوف من التبعات على الصادرات والواردات الأمنية مع الدول الغربية، وأهمّ أصدقاء إسرائيل على الساحة الدولية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة) اشترطوا استمرار التجارة الأمنية معها على تقديم أدلة على أنها لا تنتهك المعايير الدولية".
وجاء في رسالة بار أيضًا: "لقد أثاروا بشكل ملموس سلسلة من الادّعاءات حول ظروف الاحتجاز، وحول معاملة المعتقلين، ويبدو أن ظروف الحبس كانت عنصرًا مهمًا في مجموعة الاعتبارات الخاصة في هذا السياق خصوصا الضرب والشتائم والإهانة والتهديدات، وعدم وجود آليات مراقبة كافية نظرًا لمنع زيارات الصليب الأحمر".
ومنذ أشهر، لا يتردد ايتمار بن غفير في مهاجمة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الشاباك)، رونين بار. وتصاعد الهجوم الشهر الماضي بعد الإفراج عن رئيس المجلس التشريعي السابق عزيز دويك، وبرر مسؤولون في مصلحة السجون الأمر بالقول إن السجون لا تتّسع، ولاحقًا قال مسؤولون إن الجيش والشاباك يضطران لإلغاء تنفيذ اعتقالات بسبب الاكتظاظ في السجون.
وتصاعدت حدّة هجوم بن غفير على رونين بار صباح أمس الإثنين، بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء الطبي بغزة، محمد أبو سلمية. إذا طالب بن غفير في تعليقات على جروب واتساب خاصّ بوزراء الحكومة الإسرائيلية، رئيس الشاباك بالاستقالة والذهاب لمنزله، واتهمه ويؤآف غالانت بممارسة سياسة منفصلة ومستقلّة عن توجهات الحكومة الإسرائيلية.
وقال بن غفير إن تصريحات رئيس الشاباك حول الأزمة في السجون كاذبة وغير صحيحة. وردّ بار بالقول إنه "سيكون من الجيّد أن يستثمر الوزير المكلف طاقته في حل الأزمة الخطيرة التي تقع على عاتقه، وليس في نشر الكاذبة والصبيانية".
ماذا يحدث للأسرى في السجون؟
ونشر نادي الأسير بيانًا اليوم، أجمل فيه أبرز ما عايشه أسرى غزة في سجون الاحتلال بعد إتمام عدد من الزيارات المحدودة لهم. وقال إن روايات الأسرى شددت على إبقائهم مقيدين على مدار 24 ساعة، ومعصوبي الأعين، كما أنهم يتعرّضون على مدار الوقت لعمليات ضرب بكافة الوسائل والأدوات ومنها الهراوات والكلاب البوليسية.
وتحدّث الأسرى عن ممارسة جريمة التجويع بحقهم، وإذلالهم بشتى الوسائل والأدوات وشتمهم طوال الوقت وإجبارهم على التلفّظ بألفاظ للمساس بكرامتهم وإذلالهم إلى جانب الترهيب والتهديد، وعدم السماح لهم التواصل فيما بينهم حتى أصبحوا يتحدثون مع أنفسهم، ومن يحاول الحديث مع آخر يتعرض للتنكيل والعقاب.
وأشار بيان نادي الأسير إلى أنّ الجرائم الطبية برزت كأساس في شهادات الأسرى الذين بُترت أطراف بعضهم دون تخدير، كما بُترت أطراف عدد منهم بسبب عمليات التقييد المستمرة.
وبيّن النادي أن بعض الأسرى تعرّضوا لاعتداءات جنسية، ومنهم من تعرض للاغتصاب، كما أنهم يستخدمون أحذيتهم كمخدات للنوم. وفي المعسكرات، دقيقة واحدة فقط هو الوقت المتاح للمعتقل للاستحمام واستخدام دورة المياه. أمّا أداء الصلاة أو أي من الشعائر الدينية، فهم محرومون منها.