16-أكتوبر-2022
Getty

للشهر الثاني على التوالي تدفع جامعة بيرزيت رواتب منقوصة لموظفيها، مبررة ذلك بوجود أزمة مالية سببها إضراب نقابة العاملين، وتعطيل العمل في الجامعة لأكثر من شهر ونصف.

عاملون في الجامعة يعتصمون رفضًا للرواتب المنقوصة، ومسؤول في الجامعة يتحدّث لـ "الترا فلسطين" عن تفاصيل الأزمة المالية

وفي بداية شهر أكتوبر/ تشرين أول الجاري دفعت جامعة بيرزيت 50 في المئة من رواتب العاملين عن راتب شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، كما أنها تنوي دفع 70 في المئة من راتب شهر أكتوبر/ تشرين أول مطلع شهر نوفمبر/ تشرين ثاني القادم، بحسب ما علم "الترا فلسطين".

واعتصم عدد من العاملين في الجامعة، أمس السبت، أمام مبنى رئاسة الجامعة احتجاجًا على دفع رواتب منقوصة لهم للشهر الثاني، وذلك بدعوة من نقابة العاملين.

رئيسة نقابة العاملين في جامعة بيرزيت لينة ميعاري، قال إن المسّ برواتب العاملين في الجامعة "خطٌ أحمر"، لذلك جرى تنظيم الوقفة للتعبير عن رفضهم المسّ برواتب الموظفين، وبأن مسؤولية الإدارة توفير الرواتب لكافة الموظفين في موعدها.

رئيسة نقابة العاملين في جامعة بيرزيت لينة ميعاري: رواتب الموظفين وقوتهم وقوت عائلاتهم "خط أحمر"

وأضافت ميعاري في تعقيب لـ"الترا فلسطين" أنهم أرادوا إيصال رسالة إلى إدارة الجامعة بأن رواتب الموظفين وقوتهم وقوت عائلاتهم "خط أحمر".

وأكدت ميعاري، أنه بعد عودة الدوام الجامعي واستئناف جباية الأقساط من الطلبة والتسجيل للطلاب الجدد، وبقاء نصف شهر حتى موعد الراتب الجديد، سوف تستمر عملية التسجيل والجباية، بالتالي لا مبرر للمس بالرواتب.

وشهدت جامعة بيرزيت الفترة الماضية، أزمة كبيرة نهاية الفصل الصيفي الجاري، وقبيل بدء العام الدراسي الجديد فيها، في أعقاب إعلان نقابة العاملين فيها الإضراب عن العمل لمدة تجاوزت 45 يومًا، في سبيل الضغط على إدارة الجامعة لتنفيذ اتفاقيات معها، أهمها إضافة علاوة 15 في المئة على قسيمة الراتب الأساسي، بدلًا من دفعها مبلغًا مقطوعًا، ولكن جرى تعليق الاحتجاجات واستئناف العمل دون التوصل إلى حل جذري للأزمة، رغم عديد الوساطات.

غسان الخطيب: إغلاق الجامعة لمدة تجاوزت 40 يومًا أخّر جمع الأقساط من الطلبة القدامى، وجزء من الطلبة الجدد لم يثبّتوا تسجيلهم 

نائب رئيس جامعة بيرزيت لشؤون التنمية والاتصال غسان الخطيب، قال إن السبب المباشرة في دفع رواتب منقوصة، أن إغلاق الجامعة لمدة تجاوزت 40 يومًا أخّر جمع الأقساط من الطلبة القدامى، وجزء من الطلبة الجدد لم يثبّتوا تسجيلهم ولم يدفعوا، بالتالي حصلت أزمة سيولة لدى الجامعة.

وأضاف الخطيب في حديث مع "الترا فلسطين" أن إدارة الجامعة قررت التعامل مع السيولة المتاحة كأولوية في دفع الرواتب للعاملين، وجرى حساب المتوفر من الرواتب وبالتالي دفع نصف راتب، والباقي سيرصّد كمستحقات تُدفع في اللحظة التي تتوفر فيها السيولة.

وتابع، أن هذا الشهر بالفعل بدأ التسجيل ولكنه ما يزال بطيئًا لأن الفصل الصيفي لم ينته بعد، والفصل الأول تبقى له أكثر من أسبوعين، والطلاب عادة يدفعون مع بداية الفصل.

وأكد الخطيب، أنه وبسبب الإغلاق الطويل وتوقيت الإغلاق في وقت التسجيل والامتحانات حصل هناك إزاحة للفصل، وبالتالي أزيح معه جمع الأقساط، بسبب التعديل على التقويم الأكاديمي، لذا حصلت أزمة سيولة دفعت الجامعة لهذا القرار بدفع 70 في المئة من الراتب عن هذا الشهر و50 في المئة عن الشهر الماضي.

ولكن الخطيب استدرك، أنه في حال استمر فتح الجامعة وجمع الأقساط، من المتوقع أن يتم دفع راتب كامل الشهر القادم، وسداد المبالغ المستحقة للعاملين بشكل تدريجي عن رواتب الشهرين المنقوصة.

هل الأزمة في الجامعة بهذا السوء؟ 

وردًا على سؤال "الترا فلسطين"، أن جامعة بحجم جامعة بيرزيت، هل تعيش على أقساط الطلبة أولًا بأول؟ رد الخطيب أن الوضع سيء لهذه الدرجة من الوصف في السؤال، حيث أن الجامعة تمر بوضع أسوأ من ذلك وتصرف من المستقبل وليس فقط أولًا بأول، وقال إنه عند جمع أقساط الفصل تدفع الجامعة جزءًا من هذه الأقساط راتب أشهر من الفصل الذي قبله، بمعنى أن الجامعة تستدين من المستقبل.

والسبب في ذلك بحسب ما رد الخطيب، أنه خلال السنوات الأخيرة حصل هناك ارتفاع تدريجي في فاتورة الرواتب لأسباب طبيعية ومفهومة وهي الزيادة الطبيعية على الراتب للعاملين حسب نظام الجامعة، وغلاء المعيشة، ودفع 15 في المئة علاوة على الرواتب التي أقرت في عام 2016 ونفذت طوال السنوات الخمس الماضية.

وأوضح الخطيب، أن الزيادة الكبيرة في الرواتب خلال الفترة الماضية، لا يقابلها زيادة مشابهة في الدخل، لأن الأقساط لا ترتفع، وفي كل مرة تحاول الجامعة رفع الأقساط تفشل بسبب إضرابات الطلاب.

وأضاف، أن الجامعة خلال فترة ما قبل الثلاث سنوات الأخيرة قامت برفع عدد الطلاب فزاد الدخل من الأقساط ولكن ليس بمقدار زيادة رواتب العاملين، وهذه الزيادة في عدد الطلاب توقفت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فزادت الفجوة بين الدخل والصرف خصوصًا أن أقساط الطلبة تشكل نسبة 86 في المئة من الدخل، والرواتب تشكل نسبة مشابهة من المصروف، بمعنى أن معظم مصروف الجامعة رواتب، ومعظم دخل الجامعة أقساط.

وبيّن أن الأقساط لا تزيد، والرواتب تزيد، لذا تنشأ أزمة بنيوية كل سنة وتزيد بشكل تدريجي ولا يبقى لدى الجامعة فائض ولا كاش، وتصبح الحياة كما وصفت في السؤال "أولاً بأول"، لذلك تعطّل الجامعة الأخير أثّر على دفع الرواتب.