14-مايو-2017

على أرض ميناء غزة الذي قصفه جيش الاحتلال عدّة مرّات، جوًا وبحرًا، افتُتح مهرجان "السجادة الحمراء" المُختصّ بأفلام حقوق الإنسان، للسنة الثانية، ليُعبّر عن آمال الشباب المُتعطّشة للحرية، بعد أكثر من عشر سنوات حصار، وثلاث حروب طاحنة.

المهرجان يستمرّ 5 أيام، وانطلق في حيفا ورام الله وغزة، على أن تشارك في عروضه لاحقًا يافا والناصرة والقدس

جاءت فكرة "السجادة الحمراء" من المخرج خليل المزيّن عام 2015، بعد العدوان الإسرائيليّ الأخير على غزة، والدمار الهائل الذي حصل في حيّ الشجاعيّة، فكان مهرجانًا للمهمشين، الذين خرجوا من تحت أنقاض "الشجاعية"، وفق ما يقول نائب مدير المهرجان عبد الرحمن حسين، لـ "الترا فلسطين".

مُدّت السجادة على رصيف الميناء الصغير، فيما كانت مكبرات الصوت تصدح بأغاني الراب التي تنادي بالحرية

قرأ/ي أيضًا: السينما حلم يراود غزة

المقارنة بين "السجادة الحمراء" في غزة، ومهرجان "كان" السينمائيّ الذي تعقد دورته السبعون بعد أيام، هو ما لفت انتباه المخرجين والمنتجين السينمائيين حول العالم. ويقول حسين إنّ هذه المقارنة مثّلت نقطة انطلاق المهرجان، فكانت مقارنة بين سجادة حمراء في فرنسا، وأخرى على الأنقاض في غزة.

آلاف الحضور ساروا على سجادة حمراء، تمتد على مسافة 100 متر، في رمزيّة تؤشر إلى مرور قرن على وعد بلفور المشؤوم

في نسخة هذا العام، طُبع نصّ وعد بلفور المشؤوم على السجادة، وبدأ المهرجان بعرض فيلم "صيد الأشباح" للمخرج رائد أنضوني، الذي يعرض فيه قضية أسرى سابقين في سجون الاحتلال، ليواكب الإضراب الجماعيّ عن الطعام، والذي يخوضه نحو 1700 أسير، منذ 17 نيسان/ ابريل.

وشارك الطفل أحمد أبو جزر (10 أعوام)، والذي كان يبيع مناديل على رصيف الميناء، في حفل قصّ الشريط الأحمر إيذانًا ببدء المهرجان، ومشى على السجادة التي كتب عليها باللغة العربية "وعد بلفور" وبالإنجليزية النصّ الحرفي لرسالة بلفور التي بعثها في العام 1917 وزير الخارجية البريطاني في ذلك الوقت آرثر بلفور، ويشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء "وطن قوميّ" لليهود في فلسطين.

إدارة المهرجان اختارت 45 فيلمًا من مجموع 100 فيلم وصلتها، للمشاركة في عروض يوم الافتتاح وباقي أيّام العرض، والتي ستتواصل حتى (16 أيار/مايو) في مركز المسحال الثقافي بغزة، لمخرجين فلسطينيين وعرب وعالميين.

شاشة ضخمة أمامها صفوف من الكراسي في الجزء غير المرصوف من الرصيف