13-يوليو-2024
كتيبة نيتسح يهودا

جنود من كتيبة نيتسح يهودا أثناء تدريب في مرتفعات الجولان

أكد تحقيقٌ أجرته شبكة CNN، ونُشر يوم السبت، أن قادة سابقين في كتيبة نيتسح يهودا حصلوا على ترقية إلى مناصب عليا في جيش الاحتلال، مشيرًا إلى استمرار سياسة الإفلات من العقاب في إسرائيل، وسط امتناع أميركي عن اتخاذ أي إجراءات حيال ذلك.

باستخدام تقنية التعرف على الوجوه وتقنيات أخرى مفتوحة المصدر، تبين أن ثلاثة قادة سابقين في كتيبة نيتسح يهودا -وقعت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أثناء قيادتهم للكتيبة- قد حصلوا على ترقية في الجيش

وأوضح التحقيق، أنه باستخدام تقنية التعرف على الوجوه وتقنيات أخرى مفتوحة المصدر، تبين أن ثلاثة قادة سابقين في كتيبة نيتسح يهودا -وقعت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أثناء قيادتهم للكتيبة- قد حصلوا على ترقية في الجيش.

ومن بين الضباط الذين حصلوا على الترقية، المقدم ماتي شيفاخ، الذي كان قائد كتيبة نيتسح يهودا عندما ارتكبت الكتيبة جريمة قتل المسن عمر الأسعد، وقد أصبح الآن في منصب نائب قائد لواء كفير، ويشرف على تدريب الجنود الذين هم على وشك الدخول في القتال.

وبحسب تحقيق CNN، فإن المقدم نيتاي أوكاشي، الذي أشرف على كتيبة نيتسح يهودا من عام 2018 إلى عام 2020، هو الآخر رُقِّي. وفي أثناء قيادته للكتيبة، تم نشر فيديو يوثق جنودًا من كتيبة نيتسح يهودا، وهم يضربون ويهينون أبًا فلسطينيًا وابنه بعد اعتقالهما في الضفة الغربية.

وفي بداية الحرب على غزة، عمل نيتاي أوكاشي قائدًا للواء القدس، واستقبل مراسلين من وسائل إعلام دولية، مثل مجلة دير شبيغل الألمانية وصحيفة الغارديان البريطانية.

أما الضابط الثالث الذي رُقِّي، فهو المقدم أوري ليفي، الذي كان مسؤولًا عن وحدة نيتسح يهودا من عام 2014 إلى عام 2016. وفي فترة قيادته للكتيبة، كُشِف عن قيام جنود بتعذيب معتقلين فلسطينيين بصعقات كهربائية.

وأوضح تحقيق CNN، أن أوري ليفي بعد مغادرته كتيبة نيتسح يهودا، رُقِّي للعمل في لواء كفير. وفي عام 2023، تقاعد من الخدمة العسكرية، والآن يظهر بانتظام في البرامج الحوارية الإسرائيلية كمحلل سياسي.

وكتيبة نيتسح يهودا، جزءٌ من لواء كفير، وكان قد شكلها جيش الاحتلال لتكون وحدة خاصة بالجنود المتدينين المتشددين، وجميع أعضاء هذه الكتيبة من الرجال، ولا يسمح للنساء بالانتماء إليها.

وسبق أن أفاد تقريرٌ نُشر في موقع أكسيوس الأميركي، خلال شهر نيسان/أبريل الماضي، أن إدارة بايدن تنوي إعلان عقوبات ضد قادة كتيبة "نيتسح يهودا"، لكن لم يُعْلَن عن أي قرارات. بينما دافع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عن الكتيبة وأكدا رفضهما لأي عقوبات ضد الجنود الإسرائيليين.

ونشر تحقيق CNN رسالة من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أوضح فيها أن الولايات المتحدة "تعمل مع إسرائيل على تحديد مسار لمعالجة فعَّالة". ولم يذكر بلينكن اسم كتيبة نيتسح يهودا، لكن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين أكدوا أن بلينكن كان يشير إلى الكتيبة.

وتحدث عضوٌ سابقٌ في كتيبة نيتسح يهودا لشبكة CNN عن حالات المعاملة القاسية والعنيفة بشكل مفرط للفلسطينيين في الضفة الغربية، مبينًا أن القادة المذكورين في الكتيبة دعموا بقوة العنف الذي يمارسه الجنود، وترقيتهم إلى مناصب عليا في الجيش قد تؤدي إلى نقل الثقافة نفسها لأجزاء أخرى من الجيش الإسرائيلي.

وقال: "ربما لم ينظر الكثير منا إلى العرب، والفلسطينيين على وجه الخصوص، على أنهم أشخاص لهم حقوق"، مؤكدًا أن كتيبة نيتسح يهودا كانت معروفة بتنفيذ عقاب جماعي للفلسطينيين، ومن ذلك الاعتداء على قرية فلسطينية كاملة، حيث كان الجنود ينتقلون من بيت إلى بيت، ويطلقون قنابل الصوت وقنابل الغاز، انتقامًا من بعض الأطفال الذين كانوا يلقون الحجارة.

الإفلات من العقاب

وكشف مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون لشبكة CNN عن "إحباط شديد" داخل إدارة بايدن من المعاملة الخاصة التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بمعالجة انتهاكات جنودها لحقوق الإنسان.

وكانت كتيبة يهودا نيتسح واحدة من خمس وحدات عسكرية إسرائيلية "خضعت للتدقيق" لدى الولايات المتحدة مؤخرًا، قبل أن تقرر أن أربعًا من هذه الوحدات (ليس منها نيتسح يهودا) أُصْلِحَت، وهذا القرار جاء على أساس أن إسرائيل اتخذت خطوات "لتقديم أفرادها المسؤولين عن الانتهاكات إلى العدالة".

إحدى الحالات التي ارتكبتها الوحدات الخمسة التي خضعت للتدقيق، هي تقارير عن اغتصاب طفل (15 عامًا) على يد محقق في شرطة الاحتلال في مركز المسكوبية بمدينة القدس، خلال شهر كانون الثاني/يناير 2021.

ومن بين الوحدات الخمسة التي خضعت للتدقيق أيضًا، وحدة اليمام، وحرس الحدود، ووحدة الأمن الداخلي المرتبطة بمركز احتجاز المسكوبية. ويؤكد جوش بول، الذي عمل مديرًا سابقًا في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية الأميركية لأكثر من 11 عامًا قبل أن يستقيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بسبب نقل الأسلحة إلى إسرائيل، أن الوحدات الثلاثة لم تقم بأي شيء للإصلاح.

أكد جوش بول، أن امتناع الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على أي وحدة عسكرية إسرائيلية "يظهر غياب الإرادة السياسية والشجاعة الأخلاقية لمحاسبة إسرائيل"

وورد اسم وحدتين من الوحدات الخمسة في جرائم وقعت بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إحداهما وحدة اليمام، التي شاركت في مجزرة النصيرات التي قالت وزارة الصحة إنها أسفرت عن 270 شهيدًا. أما الثانية، فهي حرس الحدود، والجريمتان اللتان أشار لهما تحقيق CNN هما قتل طفلة (3 أعوام) في الضفة الغربية خلال كانون الثاني/يناير، وطفل (12 عامًا) في القدس خلال آذار/مارس.

وأكد جوش بول، أن امتناع الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على أي وحدة عسكرية إسرائيلية "يظهر غياب الإرادة السياسية والشجاعة الأخلاقية لمحاسبة إسرائيل".