ما بين فلسطين وتركيّا وأستراليا، تعود فرقة صول الفلسطينيّة الغزيّة مجدّدًا لتبدع في إنتاج لوحة فنيّة جديدة للشاعر الراحل (محمود درويش) حملت اسم إحدى قصائده (عاشق من فلسطين)، لتكون أغنيّة "تشير إلى تشتّت الفلسطيني، وحبّه لأرضه أينما كان".
الأغنية تتحدّث عن العاشق الفلسطيني الذي يعيش في بلده، وخارجها، والذي يتحدّى كل ظرف يمرّ به
يقول سعيد فضل، وهو أحد أعضاء الفرقة، ويقيم في تركيّا حاليًا، إنّ الفكرة من الكليب هي الإشارة إلى التهجير الذي يعانيه الفلسطيني من مكان إلى آخر، فحتّى أعضاء الفرقة ليسوا في مكان واحد، كحال كثير من العائلات الفلسطينيّة، فبعض الأعضاء في تركيّا، وبعضهم الآخر في قطاع غزّة حيث انطلقت هناك، ومديرها الفنيّ في رام الله، وملحّن الأغنية في أستراليا، "وهذا أثّر على إنجازها في الوقت المطلوب، إذ بدأ العمل مطلع 2021، وتم إنجازها هذه الأيام".
كرّست الفرقة حناجر مغنّيها، في التعبير عن حبّهم لفلسطين والموسيقى، وآلات البيانو، والعود، والبيركشن، والطبلة، والرقّ، والكمان، إضافة إلى مجموعة من التأثيرات الموسيقيّة الإلكترونيّة.
ظروف قطاع غزّة، وعدوان الاحتلال، كان سببًا في إعاقة الإنجاز، وفقًا لسعيد، إذ قرّرت الفرقة التوقّف خلال العدوان الأخير، ووجود إحدى أعضائها (رهف شمالي) في القطاع لم يجعلها قادرة على التسجيل والتصوير، إلى أن استقرّت الأوضاع فأكملت الفرقة مسيرها وأطلقت العمل الفنّي.
يضيف سعيد، أنّ الوصول إلى لحن وآلات تليق بشخصيّة الشاعر الراحل محمود درويش شكّلت تحديًا بالنسبة للفرقة، فتقلّبت أفكار الملحن (ناهض الريّس) المقيم في أستراليا، وأعاد رسم شكلها أكثر من مرّة، إلى أن خرجت بصورتها النهائية.
يصف الريّس، الذي يحمل اسم جدّه الشاعر الفلسطيني، الموسيقى بتجسيدها للابتسامات الحزينة للشعب الفلسطيني، مبيّنًا أنّه تم تسجيلها في غزّة وإسطنبول وملبورن، لإتقان تفاصيل الصوت النهائي، وتأثّره بألحان مارسيل خليفة، والرحابنة، وجوكسيل بكتاجير، وموتسارت، وعمر خيرت، وموسيقى روما الشعبية، وبيورك، ومعن حمادة، ونادي بوينا فيستا الاجتماعي.
رهف شمالي، المقيمة في قطاع غزّة تقول إنّ الأغنية حرصت على أن تبقي كلمات الراحل درويش تتردّد على مسامع الجميع في فلسطين والوطن العربي، فحملت الأغنية اسم وكلمات قصيدته.
تضيف رهف أنّ الأغنية تتحدّث عن العاشق الفلسطيني الذي يعيش في بلده، وخارجها، والذي يتحدّى كل ظرف يمرّ به، ووسائل الضغط المختلفة، "ورسالتنا أنّنا مرتبطين متوحدّين في جميع المناطق، في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والشتات".
وتذكر أنّ الفرقة تأسّست عام 2012 في قطاع غزّة، من مجموعة شبّان يجمعهم حبّ الموسيقى والشغف، وشاركت في مهرجانات محليّة في غزّة عام 2016، وكان الحفل المركزيّ الأوّل للفرقة عام 2018، من خلال حفل الجاز "جيرني إن باليستاين" بالشراكة مع اليونسكو، إضافة إلى المشاركة في مهرجان فلسطين الدولي، ومهرجان "عَ السطح" عام 2019، ويوم الجاز العالمي في رام الله والقدس.
الفرقة تأسّست عام 2012 في قطاع غزّة، من مجموعة شبّان يجمعهم حبّ الموسيقى والشغف
وشاركت الفرقة كذلك في فعاليّات "Palestine music expo pmx"، في رام الله، ثمّ باشرت بإعادة توزيع 30 أغنية فلسطينية تراثية ووطنيّة من خلال برنامج "وصلة" التلفزيوني" عام 2019، الذي تمّ تصويره في أماكن عامّة بقطاع غزة، ولاقى صدى كبيرًا في الوطن العربي وفلسطين، وفقًا لرهف، ثم عادت الفرقة مجددًا بأغنية "عاشق من فلسطين".
وتضمّ الفرقة الفلسطينيّة كلّ من سعيد فضل، وحمادة نصر الله، ورهف شمالي، وفارس عنبر، وأحمد حدّاد، وناهض الريّس، ويدير أعمالها رامي وراسنة.
اقرأ/ي أيضًا: