03-يوليو-2023
جنين

الترا فلسطين | فريق التحرير

بدأ جيش الاحتلال، فجر اليوم الإثنين، تنفيذ غارات جوية يرافقها هجوم كبير على الأرض، لمدينة جنين ومخيمها، مايزال متواصلاً حتى الآن، وقد أسفر عن ارتقاء ثمانية شهداء بينهم ثلاثة ارتقوا في غارة جوية، وإصابة 50 آخرين، بينهم 10 بحالة خطيرة، وفق آخر تحديث لوزارة الصحة عند الساعة 1:00 ظهرًا.

الخطوط العريضة للعملية حازت على المصادقة من حيث المبدأ بعد تفجير "مصفحة الفهد" بتاريخ 19 حزيران/يونيو

وبدأ جيش الاحتلال بحشد قواته على الأرض عند حاجز الجلمة قبيل منتصف الليل، ثم بحدود الساعة الواحدة فجرًا، بدأت مروحياتٌ عسكرية بتنفيذ غارات من الجو، في حين كانت عشرات الآليات تهاجم المخيم على الأرض. وحتى الثامنة صباحًا، كانت طائرات الاحتلال قد شنت 15 غارة على مناطق في جنين.

وقال موقع "واللا"، إن آلاف الجنود والطائرات المروحية إضافة إلى عشرات الطائرات المسيرات يشاركون في الهجوم على جنين. وبينما كررت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن الجيش يُنفذ عملية بعنوان "البيت والحديقة"، قال وزير الجيش إنهم لا ينفذون عملية موسعة على غرار اجتياح "السور الواقي" إبان الانتفاضة الثانية، وأنكر إطلاق أي تسمية خاصة حول هذا العدوان.

وفي بيان مشترك لجيش الاحتلال وجهاز "الشاباك"، جاء أنهما ينفذان "عملية محدودة ومركزة" في جنين. وأضاف الناطق باسم جيش الاحتلال، أن القوات الخاصة تتحرك الآن داخل مخيم جنين. وحتى الآن، تم اعتقال العشرات ويتم استجوابهم، وتم تفتيش عشرات المنازل،  وتستعد القوات لمواصلة القتال خلال ساعات النهار.

وقال المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال، إن هناك مئات المسلحين في مخيم جنين للاجئين، والمؤسسة الأمنية تدرك أنهم لن يكونوا قادرين على اعتقال أو قتل الجميع كجزء من عملية محدودة ومحددة زمنيًا، لذا فهم يستهدفون مراكز الثقل لاعتقال الأقدم، وقبل كل شيء للاستيلاء على أكبر عدد ممكن من العتاد العسكري، وتدمير مختبرات تصنيع المتفجرات الكبيرة قدر الإمكان.

بينما قال رون بن يشاي، المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إنه لا وقت محدد لهذه "العملية"، بل يُفترض أن تستمر طالما تقتضي الحاجة لذلك، واعتمادًا على الإنجازات التي ستتحقق، مبينًا أن الجيش يواجه في هذه "العملية" عدة صعوبات، أحدها وجود عدة مراكز ثقل في جنين، وهي حماس والجهاد الإسلامي وفتح، وهناك مراكز فرعية أيضًا، وهذا ما يجعل الوضع في جنين مختلفًا عن الوضع في نابلس، ففي نابلس هناك مركز ثقل واحد.

أما الصعوبة الرئيسية، بحسب بن يشاي، فهي أن المقاتلين بعد الغارات الجوية فجرًا اختبئوا في مواقعهم، ولا يخرجون لخوض اشتباكات عنيفة ومتواصلة لاعتقادهم أن الجيش يسعى لاستدراجهم وتصفيتهم.

وأفاد بن يشاي، أن الخطوط العريضة للعملية حازت على المصادقة من حيث المبدأ بعد تفجير "مصفحة الفهد" بتاريخ 19 حزيران/يونيو، وعندما نضجت عوامل التنفيذ، اتصلت المؤسسة الأمنية برئيس الحكومةً، وطلبت الموافقة وقدمت خططًا له، فحصلت على الموافقة النهائية.

وأضاف، أن المقاتلين في مخيم جنين استعدوا منذ فترة طويلة لهجوم كبير من الجيش، فأعدوا حواجز حديدية وعوائق أخرى على طرق المرور، وزرعوا عبوات ناسفة، لأنه من المتوقع أن القوات ستمر في عربات مدرعة.

أحد الصعوبات في هذا الهجوم هو الإنذار الذي يرسله السكان في محيط جنين ومخيمها بمجرد تحرك جيش الاحتلال، خاصة عند معبر الجلمة

وبيّن، أن أحد الصعوبات في هذا الهجوم هو الإنذار الذي يرسله السكان في محيط جنين ومخيمها بمجرد تحرك جيش الاحتلال، خاصة عند معبر الجلمة، وهو ما حدث الليلة الماضية، حيث التقط السكان صورًا توثق احتشاد الجيش عند المعبر، فبدأ المقاتلون يستعدون لمواجهة عنيفة مع القوات على الأرض بعد وصولها للمخيم، لكنهم فوجئوا بالغارات من الجو قبل ذلك.

وعلقت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة على العدوان في بيان بقولها: "نحن في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، وإن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم"، مؤكدة أن استمرار عدوان الاحتلال وسلوكه هو ما يحدد شكل رد المقاومة.

من جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن حكومة الاحتلال تقوم بجريمة حرب جديدة في جنين ومخيمها، "وكل هذه الجرائم التي ترتكبها مع مستوطنيها الإرهابيين لن تحقق الأمن والاستقرار لهم، ما لم يشعر به شعبنا الفلسطيني".

وطالب أبو ردينة، المجتمع الدولي "بالخروج عن صمته المخجل والتحرك الجدي لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق شعبنا الفلسطيني، ومحاسبتها على كل هذه الجرائم".