29-مارس-2018

زفة العريس علاء شاهين في جباليا - تصوير محمود الهمص (Getty)

كانت كلماته تتراقص فرحًا عندما بدأ حديثه بالقول: "سأكون اليوم عند أقرب نقطةٍ من بلدتي (نعليا)! ببدلتي وربطة عنقي، أرقص اليرغول وأقفز مع الدبّيكة على وقع كلمات أناشيد العودة".

العريس علاء شاهين (23 عامًا) قرر أن يشارك في مواجهة "صفقة القرن" على طريقته الخاصة، حين أراد لزفّته اليوم الخميس 29 آذار/ مارس، أن تمر في محطة  "موقع العودة" فوق "تلة أبو صفية" قرب الحدود الشرقية لبلدة جباليا شمال قطاع غزة، حيث نُصبت هناك أكثر من ثلاثين خيمة ستكتظ غدًا بأنفاس المؤمنين بحق العودة بعد صلاة الجمعة مباشرة.

علاء من نعليا، والمجدلية مريم، يعقدان زفافهما في "خيام العودة"، عند أقرب نقطة من قريتيهما المهجّرتين في ذكرى يوم الأرض

يضيف علاء لـ الترا فلسطين: "أفراحنا هذه ناقصة، الفرحة الحقيقية هي عودة الأرض التي هُجّرنا منها قبل سبعين عامًا".

العريس المهجر من قرية "نعليا" الواقعة على بعد 20 كم من حدود قطاع غزة، خشِيَ أن يتأخر عن ما أسماه بـ "أداء الواجب" في يوم الأرض، الجمعة 30 آذار/مارس، حيث ستبدأ فعاليات "مسيرات العودة الكبرى"، فقرر أن يفتتح المخيم و"يبصم بالعشرة بأنه سيعود إلى أرضه، ولكن برفقة عائلةٍ جديدة سيكوّنها لتكون شوكةً في حلق المحتل" وفق تعبيره.

العروس مريم، ضاقت الدنيا على حجم فرحتها عندما علمت أنها ستزفّ في تلك المنطقة، وهي أصلاً من لاجئي مدينة المجدل التي تبعد عن بلدة عريسها ثلاثة كيلومترات فقط. يقول علاء: "ستكون هي الأخرى هناك بين خيمات الصمود تعاهد مدينتها بأن العودة مسألة وقت".

ويكمل ضاحكًا، "يقال إن دربًا فرعيًا يربط نعليا بـالمجدل، يشق طريقه بين بساتين أشجار مثمرة، قلت لمريم إننا - لا بد-  سنمشي فيه يومًا برفقة أطفالنا خلال زيارات أهلها وقت عودة البلاد".

وتعتزم الفصائل الفلسطينية تنظيم مسيرة سلمية أطلقت عليها اسم "العودة الكبرى"، يوم الجمعة، في الذكرى الـ42 ليوم الأرض، في المناطق المحاذية للسياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48.

وتعود أحداث يوم الأرض إلى اليوم الذي قررت فيه سلطات الاحتلال عام 1976م مصادرة 21 ألف دونمًا من أراضي قريتي عرابة وسخنين، وقد ترافق مع القرار إعلان حظر التجوال في القريتين، وأربع قرى أخرى (دير حنا، طرعان، طمرة، كابول)، لكن الفلسطينيين تجاهلوا القرار وانتفضوا شعبيًا، وجرت مواجهات مع قوات الاحتلال أدت إلى استشهاد 6 فلسطينيين وجرح واعتقال المئات، وقد تراجعت حكومة إسحق رابين آنذاك عن قرار المصادرة.

[[{"fid":"71196","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":427,"width":640,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

[[{"fid":"71197","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":396,"width":594,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

[[{"fid":"71198","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":391,"width":594,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]


اقرأ/ي أيضًا:

مسيرات العودة.. هل تذيب 70 سنة لجوء؟

مرضى غزة.. نفيٌ بعد الموت

بين الزواج وشباب الخليل العتيقة.. إسرائيل