10-سبتمبر-2024
طائرة مسيرة

أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء، بأن طائرة مُسيّرة تابعة لحزب الله اخترقت الأجواء الجويّة لفلسطين المحتلة، ووصلت إلى عمق 20 كيلومترًا من الحدود اللبنانية. 

وذكرت الإذاعة أن الطائرة المسيّرة حلّقت في سماء منطقة الجليل الأعلى لأكثر من 10 دقائق دون أن يتم اعتراضها، وتمكنت من الوصول إلى منطقة مفرق "عميعاد".

تزامنًا مع ذلك، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر طائرة مسيرة تحلّق فوق مستوطنات في شمال فلسطين المحتلة بعد عبورها الحدود اللبنانية.

أشار حزب الله في بيانه إلى أن الهجوم يأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تهدف إلى إسناد المقاومة الفلسطينية وتوجيه ضربات للمنشآت العسكرية الإسرائيلية في إطار التصعيد المتواصل بين الطرفين

وفي وقت لاحق، أصدر حزب الله بيانًا أكد فيه أن العملية جاءت "دعمًا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القرى الجنوبية اللبنانية، خاصة البقاع الغربي"، في إشارة إلى عملية اغتيال إسرائيلية. وأوضح البيان أن عناصر حزب الله استهدفوا المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة احتياط فرقة الجليل في منطقة عميعاد باستخدام أسراب من الطائرات المُسيّرة الانقضاضية.

وأشار حزب الله في بيانه إلى أن الهجوم يأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تهدف إلى "إسناد المقاومة الفلسطينية وتوجيه ضربات للمنشآت العسكرية الإسرائيلية في إطار التصعيد المتواصل بين الطرفين".

وأشرف وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، يوم الثلاثاء على ختام تدريبات اللواء التاسع في شمال فلسطين المحتلة، التي تضمنت محاكاة لقتال بريّ في الأراضي اللبنانية. وأكد غالانت أن الجيش الإسرائيلي سيكون جاهزًا للعمل داخل لبنان إذا اقتضت الضرورة.

وأشار غالانت إلى أن التدريب يهدف إلى تجهيز القوات لأي عملية بريّة محتملة، قائلًا: "هذا السهم جاهز للإطلاق، وسنعرف متى نستخدمه". وأضاف أن القوات يجب أن تستغل هذا الوقت للتحضير بشكل جيد.

وصرّح يعقوب عميدرور، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، بأن إسرائيل قد تواجه خيار المواجهة المباشرة مع حزب الله إذا لم يستجب لمطالب الولايات المتحدة، خصوصًا فيما يتعلق بعودة قواته إلى ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان.

وأكد أن الطرفين يدركان تمامًا أن أي حرب واسعة في الشمال ستكون مكلفة جدًا، وستتسبب بأضرار كبيرة لكلا الجانبين، حيث ستتعرض مناطق في العمق الإسرائيلي لقصف صواريخ حزب الله.

من جهتها، أفادت صحيفة "هآرتس" بأن القيادة الشمالية لجيش الاحتلال رصدت استعدادات حزب الله لخوض معركة طويلة الأمد إذا انهارت المفاوضات بشأن غزة. ورغم عدم تحريك قواته نحو الحدود بعد، يُتوقع أن يستمر حزب الله في مهاجمة إسرائيل من الشمال طالما استمرت العمليات العسكرية في غزة.

كما ذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن بعد الحدود الشمالية منطقة قتال رئيسية، مما يؤثر على استعدادات الجيش ويعوق نقل موارده الرئيسية هناك.

وأضافت "هآرتس" بأن عودة المستوطنين للمستوطنات الشمالية بعد مرور عام على إجلائهم لا تبدو وشيكة، حيث لم يحدد مجلس الوزراء الأمني (الكابينت) عودتهم كهدف رسمي للحرب.

وأوضحت الصحيفة أن احتمال القتال مع حزب الله يظهر فقط ضمن الأهداف الضمنية التي حددها المجلس. وفي ظل غياب الموافقة على شنّ هجوم في الشمال، تحاول قوات جيش الاحتلال  الإسرائيلي إضعاف قدرات حزب الله لتحقيق ميزة في حال حدوث تصعيد. 

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، أن الإدارة الأميركية بدأت في صياغة خطة بديلة لحل دبلوماسي على الجبهة الشمالية، بعد تعثر المفاوضات مع حماس. ومع ذلك، نقل مسؤولون إسرائيليون إلى نظرائهم الأميركيين أن إسرائيل لا تستطيع الانتظار طويلًا قبل بدء عملية عسكرية في الشمال. 

وخلال الأشهر الماضية، سعى المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين لتحقيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لكنه فشل بانتظار انتهاء الحرب على غزة.