01-أغسطس-2024
وقالت الصحيفة البريطانية: "تأتي الضغوط الدبلوماسية الغربية في الوقت الذي تصاعدت فيه المخاوف بشأن صراع إقليمي أوسع نطاقا، حيث تعهدت إيران وحزب الله بشكل منفصل بالانتقام".

(Getty)

يجري دبلوماسيون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مناقشات عاجلة في مختلف أنحاء المنطقة "في سباق" لمحاولة تجنب خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة بعد استهداف إسرائيل لقادة حزب الله وحماس في بيروت وطهران، وفق مزاعم صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية.

وأجرى إنريكي مورا، أحد أكبر الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، محادثات حاسمة مع مسؤولين في العاصمة الإيرانية، يوم الأربعاء، بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران. في حين أجرى بريت ماكغورك، المسؤول الكبير للبيت الأبيض عن شؤون المنطقة، مناقشات في السعودية.

وقالت الصحيفة البريطانية: "تأتي الضغوط الدبلوماسية الغربية في الوقت الذي تصاعدت فيه المخاوف بشأن صراع إقليمي أوسع نطاقا، حيث تعهدت إيران وحزب الله بشكل منفصل بالانتقام".

حاول البيت الأبيض التقليل من احتمال اندلاع حرب شاملة، رغم اعتراف المسؤولين بشكل خاص بأن هذه اللحظة هي من بين الأكثر حساسية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر

وقال المسؤولون إن المحادثات "ركزت على إقناع طهران إما بعدم الرد أو القيام بعمل رمزي"، بعد أن أبلغ دبلوماسيون إسرائيليون محاورين غربيين أن جيشهم لا يخطط لمزيد من العمليات.

وقال دبلوماسي غربي مشارك في المناقشات: "منذ الليلة الماضية، كان الجميع يضغطون على طهران حتى لا ترد واحتواء هذا الأمر".

ويتمتع مورا، الذي يشغل منصب المدير السياسي ونائب الأمين العام للخدمة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بخبرة واسعة في التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي وكان في طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان عندما وقع هجوم الأربعاء.

وقال المتحدث باسم السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بيتر ستانو: "استغل مورا تفاعلاته مع مسؤولي الإدارة الإيرانية القادمة في طهران لنقل موقف الاتحاد الأوروبي بشأن جميع القضايا المثيرة للقلق المتعلقة بإيران بما يتماشى مع سياستنا في التعامل النقدي".

وأجرت إدارة بايدن، الأربعاء، مشاورات عاجلة مع إسرائيل وحلفاء وشركاء آخرين لديهم علاقة مع إيران لـ"محاولة إبعاد جميع الأطراف عن شفا الصراع".

وتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيريه الأردني والقطري، بينما تحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.

ومن المقرر أن يتوجه ماكغورك، الذي كان في السعودية الأربعاء في إطار رحلة مقررة مسبقًا، إلى القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات المتعلقة بحرب غزة.

وحاولت واشنطن إقناع إسرائيل بالرد بشكل مدروس، حيث حذر الدبلوماسيون من عواقب الرد في عمق لبنان. ولم يؤد الهجوم في طهران إلا إلى زيادة مخاوف المسؤولين الأميركيين من أن أي رد قد يتحول إلى صراع إقليمي.

وحاول البيت الأبيض التقليل من احتمال اندلاع حرب شاملة، رغم اعتراف المسؤولين بشكل خاص بأن هذه اللحظة هي من بين الأكثر حساسية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الأربعاء "لا نعتقد أن التصعيد أمر حتمي ولا توجد أي علامة على أن التصعيد وشيك"، مضيفًا أن الولايات المتحدة لا تزال تحاول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة ليس لديها علم مسبق أو مشاركة في الغارة على هنية، لكنه قال إن ذلك يؤكد أهمية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

ومع ذلك، أقر المسؤولون الأميركيون بأن الهجوم في طهران أكد التحدي الذي يواجهونه في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح الأسرى، حيث كان هنية المحاور الرئيسي لحماس مع الوسطاء.

وقال السيناتور بن كاردين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي: "هنية كان أحد المفاوضين الرئيسيين، وهذا يجعل الأمور أكثر تحديًا الآن فيما يتصل بمفاوضات الرهائن ويجعل الوضع الساخن أكثر سخونة".

وفي وقت سابق، أصدر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي أمرًا بضرب إسرائيل بشكل مباشر، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وفقا لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر، تحدثوا لـ"نيويورك تايمز".

وقال المسؤولون الإيرانيون الثلاثة، ومن بينهم عضوان في الحرس الثوري، إن خامنئي أصدر الأمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني صباح الأربعاء، بعد وقت قصير من إعلان إيران عن استشهاد هنية.