بدا مؤلمًا وقاسيًا وصعبًا، وربما غير مسبوق، مشهد حريّة الأسير حمزة الصيفي من مخيم الدهيشة في بيت لحم، والذي لم تتعرّف عليه والدته في لحظات حريّته الأولى من سجن النقب، بعد سنتين في الاعتقال الإداري، إثر نحول جسمه وتغيّر معالمه، جرّاء ما يعانيه الأسرى في السجون.
لم تتعرّف والدة الأسير حمزة الصيفي عليه، لحظة الإفراج عنه بعد عامين من الاعتقال، ونحول جسمه جرّاء ما تعرض له في سجن النقب
وأظهر مقطع فيديو التقطه بدوي الصيفي، شقيق حمزة، والدتهما وهي غير متأكدة من أنّ الذي يعانقها هو ابنها حمزة، وكررت تساؤلها له: "يمّا انت حمزة؟"، وحين عانقها، بكت، وطوّقته بذراعيها مجددًا، ثم صرخت "يمّا يا حبيبي يمّا، يلّا يلّا نروّح" في إشارة لحثّه على مغادرة المكان المفضي لمعبر الظاهرية، حيث يخرج الأسرى من سجن النقب، خشيةً عليه من العودة للاعتقال.
"يمّا انت حمزة؟!".. شاهد/ي لحظة الإفراج عن الأسير حمزة الصيفي من مخيم الدهيشة بعد سنتين من الاعتقال الإداري في سجن النقب. pic.twitter.com/Fvp7rAY5Nr
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) July 25, 2024
وكانت قوّة إسرائيليّة خاصّة اعتقلت في الثالث من آب/ أغسطس 2022، الشابين حمزة الصيفي (32 عامًا) وصالح الجعيدي من أمام مخيم الدهيشة في بيت لحم.
وذكر نادي الأسير في بيان، أنّ الأسير حمزة الصيفي (32 عامًا) والذي لم تتمكن والدته من التّعرف عليه بسبب التغيير الكبير على هيئته، متزوج وأب لطفلين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 6 سنوات في سجون الاحتلال.
يُشار إلى أن الاحتلال أفرج اليوم عن أسيرتين من بين مجموعة أسرى من غزة والضفة الغربية، والمفرج عنهم من الضفة إمّا كانوا رهن الاعتقال الإداري، أو انتهت محكوميّاتهم، ومن بينهم أيضًا أسير أمضى (12 سنة) وهو الأسير عبد الله الخاروف من نابلس. أما معتقلي غزة فغالبيتهم ممن صنفهم الاحتلال بـ (المقاتلين غير الشرعيين).
ولفت النادي إلى أنه في كل مرة يتم الإفراج فيها عن أسرى ومعتقلين منذ بدء حرب الإبادة، تتكشف المزيد من التّفاصيل الصّادمة عن جرائم التّعذيب والتّجويع والجرائم الطبيّة إلى جانب عمليات الإذلال، والاحتجاز في ظروف مأساوية حاطّة بالكرامة الإنسانية. وبيّن أن الهيئات التي يخرج بها الأسرى تُشكّل شهادة حية عن الجرائم التي تعرضوا، والظروف القاهرة التي واجهوها.
بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتّى مطلع تموز/ يوليو الجاري أكثر من 9700، بينهم نحو 3380 معتقل إداري، وأكثر من 1400 معتقل من غزة
وبين أنّ سجن (النقب) ما يزال يشكّل أبرز السّجون الشّاهدة على جرائم التّعذيب بحقّ الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، وهذا ما تعكسه شهادات المفرج عنهم، ولا تقل مستويات هذه الشّهادات عن مستويات الشّهادات في معسكر (سديه تيمان) وغيره من السّجون، والمعسكرات.
وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتّى مطلع تموز/ يوليو الجاري أكثر من 9700، بينهم نحو 3380 معتقل إداري، وأكثر من 1400 معتقل من غزة ممن صنفتهم إدارة سجون الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين).