11-سبتمبر-2024
هل يستعد الجيش الإسرائيلي للقتال

(Getty)

أعربت إدارة بايدن عن مخاوفها المتزايدة من أن يتدهور الوضع في جبهة جنوب لبنان، إلى حرب مفتوحة، وحذرت إسرائيل من أي إجراءات يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه النتيجة، وفق ما نشرت صحيفة "هآرتس". وذلك بعد يوم من حديث وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، عن الاقتراب لانتقال "ثقل الحرب" إلى الشمال.

ويخشى المسؤولون الأميركيون أن يشجع الجمود في المحادثات بشأن اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار، إسرائيل على الشروع في عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حزب الله.

تخشى واشنطن أن يدفع كبار المسؤولين الإسرائيليين باتجاه حرب ضد لبنان، ويقدرون أن حجم الضرر في هذا الحدث سيكون كبيرًا

ووفق صحفية "هآرتس": "تحافظ إدارة بايدن على التزامها بمساعدة إسرائيل في حالة اندلاع مثل هذه الحرب، بينما تحذر إسرائيل من تكثيف هجماتها عبر الحدود بطريقة قد تؤدي إلى الحرب".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: "تخشى واشنطن أن يدفع كبار المسؤولين الإسرائيليين باتجاه حرب ضد لبنان، ويقدرون أن حجم الضرر في هذا الحدث سيكون كبيرًا. وقد أعرب كبار المسؤولين الأميركيين عن مخاوفهم في الأيام الأخيرة من أن تؤدي حرب شاملة ضد حزب الله إلى أضرار جسيمة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وخاصة إذا انضمت إليها إيران والمجموعات الموالية لها ودول أخرى في الشرق الأوسط، وكذلك الحوثيون في اليمن. ويتمثل الخوف الأميركي في أنه في مثل هذا السيناريو، ستنجر الولايات المتحدة وقواتها في المنطقة إلى الصراع".

وقال مسؤول أميركي كبير لصحيفة "هآرتس": "لا تزال إسرائيل تقاتل في غزة، وهناك العشرات من الرهائن الذين يجب أن يعودوا إلى ديارهم أحياء وفي الوقت نفسه نرى تدهورًا في الأمن في الضفة الغربية". 

وأضاف المسؤول أن "إدارة بايدن تتفهم الإحباط الهائل في إسرائيل إزاء الهجمات المستمرة من قبل حزب الله وتدعم الأنشطة الإسرائيلية للحد منها". مستدركًا: "لكننا بحاجة إلى مراعاة العواقب الأوسع نطاقًا لحرب شاملة، للنظر في كيفية تأثير ذلك على قضية الرهائن في غزة والوضع في الضفة الغربية. لا يمكننا اتخاذ مثل هذا القرار المهم دون وضع جميع الاعتبارات في الاعتبار".

وتراجع مستوى "القلق" في إدارة بايدن بشأن احتمال اندلاع حرب شاملة في لبنان الأسبوع الماضي، بعد أن وصلت الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله إلى ذروة جديدة الشهر الماضي عندما حاول الحزب إطلاق مئات الصواريخ على مواقع عسكرية في وسط إسرائيل ردًا على اغتيال فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، في أوائل آب/أغسطس.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: "لكن حتى بعد العودة إلى مستوى القتال ’العادي’، واصل الأميركيون التحذير من أن صفقة إطلاق التبادل وإنهاء القتال في غزة لا تزال ضرورية لإزالة خطر الحرب الشاملة على الجبهة الشمالية بشكل كامل. هذا هو الموقف الذي عبرت عنه إدارة بايدن منذ أشهر، بمستويات مختلفة من الإلحاح وفقًا للأحداث على الأرض". 

وقال المسؤول الأميركي لصحيفة "هآرتس": "خلال معظم شهر آب/أغسطس، شعرنا أن خطر الحرب كان مرتفعًا للغاية، وحاولنا دفع صفقة التبادل لمنعها".

ويصف المسؤول مستوى القلق الحالي بأنه "قريب" من ذلك الذي شعرت به إدارة بايدن في الأسابيع التي أعقبت اغتيال شكر. ولكن حتى الآن، يعتقد المسؤولون في الإدارة الأميركية أنه سيكون من المستحيل التوصل إلى اتفاق منفصل بين إسرائيل وحزب الله لمنع حرب واسعة النطاق دون وضع حد للحرب في غزة أولًا، من خلال اتفاق للتبادل وفرض وقف إطلاق النار هناك.

يوآف غالانت ونقل مركز القتال

بدوره، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال اختتام تدريبات اللواء التاسع في الجيش الإسرائيلي، والتي تضمنت محاكاة للقتال البري في لبنان، إن "الجيش الإسرائيلي سيعمل في لبنان".

وأضاف: "مركز الثقل ينتقل الآن نحو الشمال. وبينما نختتم مهماتنا في الجنوب، تظل هناك مهمة هامة في الشمال: استعادة الأمن والسماح للسكان بالعودة إلى ديارهم".

وتابع غالانت قائلًا: "في الجنوب، أصدرت الأمر بالمضي قدمًا بعد ثلاثة أسابيع. سيحدث نفس الشيء هنا، ويجب أن تكونوا مستعدين لتنفيذ هذه المهمة عندما يحين الوقت". وأكد أن التدريبات تهدف إلى إعداد كافة القوات لعملية برية. وأضاف "هذا السهم جاهز للإطلاق وسنعرف متى نطلقه، استخدموا هذا الوقت بحكمة للاستعداد".

وأشار غالانت إلى أن "بعض القوات التي تقاتل في الجنوب افترضت أن الدخول إلى غزة كان مجرد حديث؛ ومع ذلك، ففي غضون أسبوع، التقى بهذه القوات نفسها في ساحة المعركة".

وقبل أيام، قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "معاريف": "منذ اللحظة التي تعطي فيها القيادة السياسية الضوء الأخضر، لن يحتاج الجيش الإسرائيلي سوى دقائق معدودة لتنفيذ عملية في لبنان".

بدوره، تحدث رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، يعقوب عميدرور، عن الحرب على غزة وفي جنوب لبنان، وقال "لقد انتهت المرحلة المكثفة من القتال، والآن يتعين علينا أن نضمن ألا تعيد حماس بناء نفسها كتهديد رئيسي". 

وأضاف عميدرور أن "الجيش الإسرائيلي يجب أن يحافظ على المرونة العملياتية وأن يكون قادرًا على التصرف وفقًا للاحتياجات على الأرض". 

وفيما يتعلق بفشل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قال عميدرور: "لا توجد علاقة مباشرة بين الفشل في ذلك اليوم وما يفعله الجيش الإسرائيلي الآن. ومعظم الضباط والمقاتلين في غزة اليوم ليسوا مسؤولين عن فشل السابع من أكتوبر"، مضيفًا أن هاتين قضيتين مختلفتين. 

وفيما يتعلق بالضفة الغربية، قال إنه "في حين تحتاج إسرائيل إلى تدمير البنية التحتية للإرهاب التي تم بناؤها في المنطقة، فإن القدرات الفلسطينية هناك لا تشكل تهديدًا خطيرًا لإسرائيل".

وفي الشمال، قال عميدرور إن "التهديد الذي يشكله حزب الله له أهمية أكبر". وأضاف: "إذا شن حزب الله هجومًا، فإن مدنًا مثل تل أبيب والقدس وحيفا سوف تتعرض لنيران كثيفة، وهو ما قد يؤدي إلى سقوط العديد من القتلى على الجبهة الداخلية".