01-أغسطس-2024
محاولات اغتيال محمد الضيف

(N12) صورة محمد الضيف القديمة مع الصورة التي كشفها الاحتلال مؤخرًا

لا تمر أي مواجهة عسكرية أو حرب على قطاع غزة، إلّا وتزعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسّام محمد الضيف، الذي تطارده دولة الاحتلال منذ ما يزيد عن 30 عامًا.

وتحول محمد الضيف إلى "هاجس" لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، نتيجة فشل عدة محاولات اغتيال، بعضها أدى إلى إصابته بجروح بالغة، ولم "تصل إلى هدف إسرائيل". وفي الحرب الحالية، كان أول التصورات الإسرائيلية الخاطئة التي كشفت، هي الحالة الصحية للضيف، الذي كانت تدور القناعة في إسرائيل، حول قدرته على الحركة بشكلٍ ذاتي، لكن الصور التي زعم جيش الاحتلال أنها تعود لقائد القسّام، ونشرها خلال الحرب، كانت مغايرة للتصور الإسرائيلي عنه.

ماذا نعرف عن محاولات الاغتيال الإسرائيلية لمحمد الضيف؟

من حي الرمال في غزة، خلال اجتماع قيادي استهدف كافة قادة حماس، إلى قصف على حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، وصولًا لحرب عام 2021، كان هناك سلسلة من محاولات الاغتيال الإسرائيلية الفاشلة لمحمد الضيف، وهنا نستعرض تفاصيل المعلن منها.

  • محمد الضيف.. محاولة أولى 

في 22 آب/أغسطس 2001، حاولت إسرائيل للمرة الأولى اغتيال محمد الضيف مع نائبه عدنان الغول (المعروف باسم يحيى الغول) وصلاح شحادة، قائد الجناح العسكري لحماس حينها، ومسؤولين كبار آخرين، إلا أنهم تمكنوا من النجاة. 

  • محاولة ثانية

في 26 أيلول/سبتمبر 2002، أطلقت مروحية أباتشي تابعة للجيش الإسرائيلي صاروخين من طراز "هيلفاير" على مركبة محمد الضيف، الذي كان في طريق عودته من بيت عزاء في حي الشيخ رضوان في غزة. 

وبعد عدة ساعات من المحاولة، تلقت فيها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية معلومات متضاربة فيما يتعلق بمصيره، تبين أن الضيف لم يُقتل، بل أصيب بجروح خطيرة (فقد عينه وبقيت يده مشوهة - وهي أنباء تبين لاحقًا أنها كاذبة) وأصيب نحو 30 فلسطينيًا كانوا حوله، نتيجة الانفجار بينهم اثنان من حراس الضيف، وخشية من محاولة اغتيال أخرى، لم ينقل محمد الضيف إلى المستشفى بل إلى مكان سري، إذ تم علاجه في البداية على يد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، الذي كان طبيب أطفال من قبل. ثم خضع لعملية تأهيل العظام على يد أطباء عرب تم تهريبهم عبر مصر إلى قطاع غزة، رغم أن إصابته سببت له صعوبات في النطق وتحريك أطرافه، إلّا أنه عاد النشاط عام 2003. 

  • المحاولة الثالثة 

وجرت محاولة أخرى في أيلول/سبتمبر 2003 عندما ورد بلاغ عن تجمع قيادة حركة حماس في شقة بمدينة غزة في حي الرمال، ومن بينهم عدنان العول وإسماعيل هنية ومحمد الضيف والزعيم الروحي للحركة أحمد ياسين.

وأطلق جيش الاحتلال على عملية الاغتيال الكبيرة اسم "قطف شقائق النعمان"، وخلالها قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بناية، كان كبار قادة حماس، يجتمعون في الطابق السفلي منها، لم يصابوا بأذى تقريبًا. 

وأشار الضيف إلى محاولات اغتياله في كلمة هاتفية ألقاها في مؤتمر بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس حماس، إذ قال: "لا أؤمن إلا بما يريد الله". وقال أيضًا "أعدكم بأننا سنستمر حتى النصر أو حتى الموت، سنستمر على طريق يحيى عياش وصلاح شحادة، كما تعلمنا من الشيخ ياسين".

بعد سنوات من العملية، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي وقتها، موشيه يعلون (بوغي): إنه فشل عملية الاغتيال كان أمرًا صعبًا.

بدوره، قال مدير شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال يسرائيل زيف: اعتبر إن جميع المعلومات والحظة الذهبية والرغبة الشديدة بتحقيق الإنجاز تبخرت مرة واحدة، لتُصاب بالإحباط الكبير وخيبة الأمل، بعد الفشل في اغتيال قادة حماس. 

ووفق المعلومات الإسرائيلية، فإن سبب فشل محاولة اغتيال قادة حماس، كانت معلومة خاطئة تتعلق بمكان وجودهم في البناية المستهدفة.

  • المحاولة الرابعة 

وفي 12 تموز/يوليو 2006، أصيب بجروح خطيرة جراء هجوم للقوات الجوية على المنزل الذي كان يقيم فيه. 

وعقب هذه المحاولة، أُعلن عن بتر يديه وقدميه وإبقائه على كرسي متحرك. وعقب الإصابة، نُقل محمد الضيف لتلقي العلاج الطبي في مصر وعاد إلى غزة بعد ثلاثة أشهر. 

وفي غيابه، تولى أحمد الجعبري قيادة الجناح العسكري لحركة حماس، رغم أن اللقب الرسمي ظل محتفظًا به محمد الضيف

حينها، صرح رئيس الشاباك السابق، آفي ديختر، أنه عند استقالته من منصبه، لم يعد محمد الضيف يعمل و"هو معاق ومصاب بالشلل الجزئي"، وفق قوله. 

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012، خلال العملية المعروفة إسرائيليًا باسم "عامود السحاب"، وفلسطينيًا باسم "حجارة السجيل"، أصدرت حركة حماس شريطًا تحدث فيه محمد الضيف بعد سنوات من الصمت، وقال: إن "إسرائيل ارتكبت خطًأ غبيًا بقتلها أحمد الجعبري". 

  • المحاولة الخامسة

واصل الضيف العمل كقائد للجناح العسكري لحركة حماس خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014. خلال تلك الحرب، أعلن في وسائل الإعلام الأجنبية، أن الجيش الإسرائيلي قصف منزلًا في خانيونس في 22 تموز/يوليو 2014، في محاولة أخرى لاغتيال الضيف.

وفي الحرب، نشرت حماس شريطًا لمحمد الضيف، قال فيه، من بين أمور أخرى، إن "إسرائيل قد هُزمت، ولن يتوقف إطلاق النار على إسرائيل إلا إذا تم رفع الحصار عن غزة". 

  • المحاولة السادسة

بتاريخ 19 آب/أغسطس 2014، ألقت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي عددًا من القنابل تزن الواحدة طنًا على منزل ناشط في حماس في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، حيث كان يقيم الضيف وأدى الهجوم إلى استشهاد زوجته، مع ابنتهما البالغة من العمر ثلاث سنوات وابنهما البالغ من العمر سبعة أشهر. 

وردت حماس بزيادة معدل إطلاق الصواريخ على "إسرائيل". وبحسب حماس، فإن الضيف لم يصب بأذى في الهجوم، إلا أن المخابرات الإسرائيلية قدرت بشكل غير رسمي استشهاده.

بعد ستة أسابيع، قام رئيس أركان جيش الاحتلال بيني غانتس بتقييم، وجاء فيه: "أحيانًا ترى علامات كما لو كان الشخص موجودًا، وأحيانًا تكون هناك علامات كما لو أن الشخص غير موجود. وفي رأيي أنه على قيد الحياة". 

وفي عام 2015 أُعلن في إسرائيل أن الضيف لا يزال على قيد الحياة وأنه يشارك في صنع القرار في الجناح العسكري لحركة حماس.

  • المحاولة السابعة 

وقبل معركة "سيف القدس، المعروفة باسم "حارس الأسوار"، خرج الضيف في تسجيل صوتي، يهدد بوقف عملية التهجير من حي الشيخ جراح. وخلال العدوان الإسرائيلي حاول الاحتلال اغتيال الضيف في مرتين.

وحينها، أكد المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال للإذاعة العبرية هادي زلبرمان، فشل محاولتين لاستهداف الضيف خلال الحرب. 

وفي 19 كانون الأول/ديسمبر 2023، وبعد العثور على مواد استخباراتية في أجهزة الكمبيوتر التي أخذها الجيش الإسرائيلي من غزة خلال العدوان الحالي، إذ تم الإعلان عن أن التكهنات بأن الضيف على كرسي متحرك غير صحيحة، وعُثر على مقاطع فيديو يظهر فيها مع كلتا يديه سليمتين، وأنه يمشي (مع عرج خفيف) على قدميه بمفرده دون أدوات مساعدة خاصة.

وفي 27 كانون الأول/ديسمبر 2023، نُشرت صورة حديثة للضيف من عام 2018 مع مساعده رافع سلامة، وفي الصورة ظهر وهو يرتدي نظارة، وفي صورة أخرى نشرت لمحمد الضيف ظهر وهو يستخدم كلتا يديه خلافًا للادعاءات الإسرائيلية السابقة بأن إحداهما تعرضت للضرر.