23-أغسطس-2024
رفح ونتنياهو.. ما هو محور فيلادلفيا؟

كشفت قناة "كان" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن الاقتراح الأميركي الذي وافق عليه رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يبدو كافيًا لمسؤولي طاقم المفاوضات الإسرائيلي من أجل إقناع حماس أو حتى الوسطاء بجديّة إسرائيل للتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى.

وينص المقترح الأميركي على انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الصفقة وليس في بدايتها، الذي أدى إلى خلاف بين الأطراف المعنية. وتعتبر كل من حماس ومصر أن هذا المقترح يتماشى مع الموقف الإسرائيلي، مما تسبب في تفاوت في التوقعات بشأن نجاح الصفقة. ومؤخرًا، أبلغت مصر إسرائيل بأنه لا يوجد ما يستدعي بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا.

يتسحاق بريك، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد: محور فيلادلفيا أكبر خدعة منذ قيام الدولة

من جانبه، وصف يتسحاق بريك، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، محور فيلادلفيا بأنه "أكبر خدعة منذ قيام الدولة"، مؤكدًا أنه لا يحمل أهمية استراتيجية حقيقية.

وأوضح بريك أنه خلال اجتماع سابق مع نتنياهو، قال له إنه لإيقاف الأنفاق تحت محور فيلادلفيا، كان يجب حفر خندق بطول 14 كيلومترًا وعمق 50 مترًا، لكن ذلك لم يحدث.

وأضاف أن جيش الاحتلال عاجز عن وقف تدفق الأسلحة من سيناء إلى غزة عبر هذه الأنفاق، مشيرًا إلى أن نتنياهو رفض المقترحات بحجة أن حفر خندق سيكون مهمة خطيرة، حيث قد تستهدف حماس العاملين فيه.

وأكد بريك، نقلًا عن نتنياهو، أن مصر رفضت تنفيذ هذا الخندق على جانبها من الحدود، مما دفع نتنياهو للاعتراف بعدم وجود حلّ حقيقي. وبدلًا من ذلك، يقول بريك إن نتنياهو يستخدم ذريعة "الأهمية الاستراتيجية" للمحور من أجل تبرير استمرار الوجود الإسرائيلي هناك، حتى لو كان ذلك يعني عدم التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى. واختتم بريك بالقول إن "نتنياهو يخدع الدولة بهذا الموقف".

من جهتها، أفادت موريا أسرف، مراسلة الشؤون السياسية في قناة الـ13 الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي والشاباك نقلا رسالة واضحة من مصر تعبّر عن إحباطها من الموقف الإسرائيليّ، مشيرة إلى أن المصريين يرون أن إسرائيل تراجعت عن التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال القمة في قطر، خاصة فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا.

واتهمت دانا فايس، محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12 الإسرائيلية، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بارتكاب خطأ فادح عندما أعلن أن نتنياهو وإسرائيل قد وافقوا على الصفقة، وأن حماس هي المعرقلة للمفاوضات.

وترى فايس أن هذا التصريح أغلق الباب أمام أي جهود للتوصل إلى اتفاق. كما أشارت إلى أن نتنياهو أعرب عن شكوكه في إمكانية التوصل إلى صفقة، وأكد خلال لقائه مع عائلات "منتدى الأمل" التزامه بالبقاء في محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، مع نية العودة إلى القتال، وهو موقف يتعارض مع ما يمكن أن تساهم به حماس في المفاوضات.

وأضافت أن نتنياهو يستمر في الإصرار على السيطرة على محور فيلادلفيا، رغم أن مصر أعلنت أن هذا الأمر غير قابل للنقاش، مما يزيد من إحباط طاقم المفاوضات والأجهزة الأمنية.

وخلال اجتماع عُقد يوم الأحد، أبلغ الطاقم نتنياهو بأن الصفقة لن تتحقق بدون مرونة في موقفه بشأن محور فيلادلفيا، لكنه أجاب قائلًا: "إذا كان الاختيار بين محور فيلادلفيا أو المخطوفين، فأنا أفضّل فيلادلفيا حاليًا".

في نفس السياق، أوضح يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقًا، أن حل الأوضاع في الجنوب يجب أن يسبق التركيز على الشمال، مؤكدًا أن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ضروري لإنهاء الوضع في غزة. وأضاف أن الإصرار على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا يتعارض مع تحقيق هذا الهدف.

أما نوعام تيفون، قائد الفيلق الشمالي سابقًا، فقد دعا قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى عدم السماح لنتنياهو بعرقلة الصفقة، معتبرًا إياها الفرصة الأخيرة للبقاء على قيد الحياة. وأشار إلى أن عرقلة الأمور قد تضرّ بفرص التوصل إلى حل، ويجب إبلاغ الجمهور بذلك.

وأفاد عاموس هارئيل، المحلل العسكري لصحيفة هآرتس، بأن فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار قد تضاءلت بشكل كبير، مما قد ينذر بتصعيد أكبر.

أفاد عاموس هارئيل، المحلل العسكري لصحيفة هآرتس، بأن فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار قد تضاءلت بشكل كبير، مما قد ينذر بتصعيد أكبر

وأوضح هارئيل أن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للشرق الأوسط لم تُحقق تقدمًا ملحوظًا، وأن الفجوات بين مواقف إسرائيل وحركة حماس ما زالت واسعة.

كما لفت إلى أن الجهود الأميركية قد نجحت في تأمين حماية إسرائيل من ردود فعل انتقامية محتملة من إيران أو حزب الله خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو.

وأكد هارئيل أن الأزمة لا تزال بدون حلّ، والمفاوضات ما زالت متعثرة، مما يجعل إدارة بايدن تواجه صعوبة في تقليص الفجوات بين الأطراف المتنازعة.