15-يونيو-2024
مدرعة النمر

الترا فلسطين | فريق التحرير

تلقى جيش الاحتلال، يوم السبت 15 حزيران/يونيو، واحدة من أصعب الضربات في حربه على قطاع غزة، حيث قُتل ثمانية جنود من سلاح الهندسة، كانوا داخل مدرعة النمر، المحصنة، والمحسنة، المخصصة لاختراق مناطق الاشتباك بأمان، دون أن يُصاب الجنود في باطنها بأي ضرر.

مدرعة النمر توصف من قبل خبراء إسرائيليين بأنها "وسّعت بشكل كبير قدرات المناورة للجيش، وأصبحت لاعبًا مهمًا في أي سياق لتحقيق اختراق للقوات في العمليات البرية"

وإلى جانب الخسارة الكبيرة المتمثلة في عدد القتلى، وكونهم من سلاح الهندسة وأحدهم نائب قائد سرية برتبة نقيب، إلا أن تدمير مدرعة النمر على هذا النحو ومقتل من بداخلها، يشكل بحد ذاته ضربة لجيش الاحتلال، إذ أن مدرعة النمر توصف من قبل خبراء إسرائيليين بأنها "وسّعت بشكل كبير قدرات المناورة للجيش، وأصبحت لاعبًا مهمًا في أي سياق لتحقيق اختراق للقوات في العمليات البرية".

ما هي مدرعة النمر؟

يقول الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، إن تكرار نجاح كتائب القسام في تدمير مدرعة النمر، يعني فعليًا نسف الأساس الذي قامت عليه، وهو دبابة ميركافا 4 المزودة بمنظومة "معطف الرياح" المخصصة لاعتراض الصواريخ المضادة للدروع.

ودبابة ميركافا 4 هي النموذج الرابع من سلسلة دبابات ميركافا، وهي دبابة قتال إسرائيلية تم تطويرها وتصنيعها في إسرائيل لسلاح مدرعات. وتتجاوز المواصفات والقدرات الفنية لميركافا 4، بشكل كبير تلك التي سبقتها، وتشمل نصب رشاش آلي 120 ملم، ومدفع دبابة ومحرك ديزل بقوة 1500 حصان.

وفي عام 2003، أدخل الجيش الإسرائيلي ميركافا 4 إلى الخدمة. ثم في عام 2004، بدأت دبابات ميركافا 4 نشاطها التشغيلي في جنين.

ميركافا 4
ميركافا 4

وخضع النموذج الأساسي للعديد من عمليات التطوير والإصلاحات لمعالجة مواطن الخلل التي تم اكتشافها في الخدمة التشغيلية.

وفي عام 2009، بدأ الجيش الإسرائيلي في استلام نموذج محسن من دبابات ميركافا 4، يتضمن "معطف الرياح"، وهو نظام حماية نشط للدبابات المصنوعة في "إسرائيل"، وأصبح هذا النموذج جاهزًا للاستخدام بعد حوالي عام. واليوم تخدم دبابات ميركافا 4 في جميع الألوية النظامية، وفي لواء احتياطي واحد (اللواء الرابع).

وشاركت  دبابات ميركافا 4  في حرب لبنان 2006، والعدوان على غزة عام 2008-2009، ثم في حرب 2014 التي استمرت أكثر من 50 يومًا.

وبين أنس أبو عرقوب، أن مدرعة النمر، التي تبلغ تكلفتها ثلاثة ملايين دولار، تلعب في العمليات البرية دورًا هامًا، بوصفها ناقلة جند تقوم في الأساس بضخ الجنود في ميدان المعارك، للانتشار والانخراط في القتال والتمهيد للتموضع، من أجل السيطرة على الأرض والانسحاب السريع في حال وقوع مفاجآت غير محسوبة.

وأضاف، أن مدرعة النمر، إلى جانب هذه المهام، تستخدم أيضًا في نقل الذخائر والمؤن وإجلاء الجرحى، وهي قادرة على التحول إلى مركز قيادة وضبط وسيطرة وتوجيه متقدم.

مدرعة النمر
مدرعة النمر

وحلت مدرعة النمر، محل مدرعة "بوما"، التي كانت مخصصة لحماية الجنود وتجاوز العوائق، واستخدمتها القوات الهندسية قبل 8 سنوات.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإن مدرعة النمر قادرة أن تتحرك وفي بطنها ما لا يقل عن 10 جنود من سلاح الهندسة، وأثناء القتال، تقود القوات إلى النقاط الأكثر تعقيدًا وخطورة في ساحة المعركة، حيث يمكنهم اختراقها بسرعة والتعامل مع العقبات الصعبة.

يُشار أن تدمير مدرعة النمر في رفح يوم السبت، ليس العملية الأولى من نوعها في معركة طوفان الأقصى، ففي الشهر الأول من المعركة دمرت المقاومة مدرعة بصاروخ مضاد للدروع في شمال قطاع غزة.