يقترب عيد الأضحى المبارك هذا العام وسط مؤشّرات تنبئ بأنّ ارتفاعًا سيطرأ على أسعار المواشي، في ظلّ لهيب أسعار لسلع أساسيّة يشهده السوق الفلسطينيّ، ومردّ جزء منه، تبعات الحرب الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها على الأسواق عالميًا.
يتذرّع تجار الماشية بارتفاع أسعار الأعلاف، فيما ترى "حماية المستهلك" أن السبب هو استغلال الموسم لجني ربح أكثر
عبد الناصر أبو خليل، تاجر ومربي مواشي في رام الله منذ عشرات السنين، يؤكّد في حديثه لـ "الترا فلسطين" أنّ أسعار المواشي ستشهد ارتفاعًا مع اقتراب العيد. ويلفت إلى أنّ سعر الخروف القائم "قبل الذبح" سيتراوح بين 35-37 شيقلًا للكيلوغرام الواحد، هذا إذا لم يترفع أكثر من ذلك، فيما يصل سعر الكيلوغرام من الأضحية بعد ذبحها وتغليفها إلى 40 شيقلًا.
ويبيّن "أبو خليل"، أن سعر الأضاحي العام الماضي ارتفع أيضًا مقارنة بالسنوات التي سبقت، إذ وصل سعر الكيلوغرام بعد الذبح والتجهيز 35 شيقلًا، مقابل 30 شيقلًا قبل بضع سنين.
ويرى تاجر المواشي ومربيها، أنّ هناك كميّة متوفرة من الأضاحي في السوق وسعرها هُنا يحدده العرض والطلب، غير أنّ الارتفاع الجديد في أسعار المواضي سببه ارتفاع أسعار الأعلاف مؤخرًا.
موسى العاروري، المدير التنفيذي لإحدى شركات تصنيع الأعلاف أكد لـ"الترا فلسطين" في وقت سابق، ارتفاع أسعار الأعلاف في السوق الفلسطيني، وبيّن أنّ هذا الارتفاع بدأ مع جائحة كورونا قبل سنتين، واستمر مع الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار إلى أنّ هناك 25 نوعًا من الأعلاف، ولكل نوع سعر معيّن، فمثلًا سعر طن علف الخراف كان 1400 شيقل، وصار اليوم 1800 شيقل. وكذلك سعر طن علف الدجاج الذي وصل 2400 شيقل بعد أن كان 1900 شيقل.
ويبيّن أنّ سبب الارتفاع هو ارتفاع مدخلات تصنيع الأعلاف عالميًا، من الذرة والقمح والشعير والزيوت وفول الصويا، وجميعها أصناف مستوردة، وتأثّر سعر الحصول عليها بارتفاع تكلفة أسعار الشّحن عالميًا، وبانخفاض سعر صرف الدولار في الفترة الماضية، علاوة على المشاكل التي واجهت الزراعة عالميًا (الانحباس الحراري) وانعكست على انخفاض الإنتاج، وانخفاض المخزون الاستراتيجي للدول المُصدِّرة.
روسيا وأوكرانيا من أهم الدول المورِّدة عالميًا للحبوب والزيوت، والحرب هناك أثّرت على ارتفاع أسعارها
لكن صلاح هنية مدير جمعية حماية المستهلك عبّر عن استغرابه من الارتفاع السنوي في أسعار الأضاحي، حيث يشهد السوق ارتفاعات في أسعار لحوم الأضاحي مع اقتراب العيد، ودائمًا "المبررات جاهزة".
وأضاف في حديث لـ"الترا فلسطين" أن الذريعة هي ارتفاع أسعار الأعلاف، ولكن السبب الواضح هو استغلال الموسم لجني أرباح كبيرة سواء ارتفعت كلفة تربية المواشي أم لا.
وتابع: "كأننا ندخل في بورصة عالمية في أسعار الأضاحي"، حيث يتراوح الكيلوغرام قبل الذبح بين 6:75 قرشًا، إلى 7:25 قرشًا، أي أن الكيلوغرام يصل 38 شيقلًا.
وشدد هنية أن هذا الأمر الذي يتطلّب مراعاة للوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب، وعدم حرمان الناس من أداء الأضحية.
