08-أغسطس-2024
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو: "إنّنا ندرك أنّ النصر سوف يتحقّق إذا فزنا. وإذا لم نفز فإنّ مستقبلنا سوف يكون في خطر عظيم. لذا يتعيّن علينا أن ننتصر، وهذا يتطلّب العزم والتصميم".

(Getty) كرر نتنياهو في مقابلته مع التايمز تصريحاته السابقة عن صفقة التبادل

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو: "إنّنا ندرك أنّ النصر سوف يتحقّق إذا فزنا. وإذا لم نفز فإنّ مستقبلنا سوف يكون في خطر عظيم. لذا يتعيّن علينا أن ننتصر، وهذا يتطلّب العزم والتصميم".

جاء ما سبق، في مقابلة مع مجلة "التايمز" الأميركية، نشرت اليوم الخميس، تناول فيها التصعيد على جبهة جنوب لبنان، وتحدث عن احتمالية صفقة تبادل الأسرى، التي يظهر أن نتنياهو يتمسك بالشروط كلها التي يطرحها، كما عرض جزءًا من تصوره لـ"اليوم التالي" للحرب على غزة، كما عبر عن الاستعداد لخوض حرب إقليمية، والأهم أنه لم يظهر أي اقتراب من انتهاء العدوان على قطاع غزة.

وفي مادة إضافية، تتناول المقابلة ونشرت بالتزامن معها على صفحات التايمز، قال مسؤول إسرائيلي كبير للمجلة، السر المكشوف عن نتنياهو، موضحًا: "إنه يخاطر بحكومته بإبرام صفقة مع حماس. ولن يقبل نتنياهو بصفقة الرهائن إلا عندما يناسبه ذلك سياسيًا".

بدوره، يقول إفرايم هاليفي، رئيس الموساد الإسرائيليّ السابق: "نتنياهو ليس لديه أيّ خطّة لنهاية اللعبة. أوّلًا وقبل كلّ شيء، استغرق الأمر منه وقتًا طويلًا للاعتراف بوجود نهاية للعبة، لكنّه لم ينشرها أبدًا كاقتراح، وما نشره كان هشًّا للغاية".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق إيهود باراك، إنّ نتنياهو "يعتقد حقًّا أنّه ينقذ إسرائيل. وليس أنّه مسؤول عن أحد أسوأ الأحداث في تاريخها".

قال مسؤول إسرائيلي كبير لـ"التايمز": "إنه يخاطر بحكومته بإبرام صفقة مع حماس. ولن يقبل نتنياهو بصفقة الرهائن إلا عندما يناسبه ذلك سياسيًا".

نتنياهو والحرب المستمرّة

أقرّ نتنياهو في المقابلة، بأنّ حركة حماس لم تكن مردوعة قبل 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، مشيرًا إلى أنّه لم يكن أيّ دعم شعبيّ أو دوليّ لعمليّة شاملة ضدّ حركة حماس في قطاع غزّة، قبل 7 تشرين الأوّل/أكتوبر.

أمّا عن اعتذار عن أحداث 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، أجاب نتنياهو: "لقد قلت أنّه بعد انتهاء الحرب، ستكون هناك لجنة مستقلّة ستفحص كلّ ما حدث من قبل، وسيتعيّن على الجميع الإجابة عن بعض الأسئلة الصعبة، بما فيهم أنا". وفي سؤال آخر: "هل ستفعل ذلك الآن؟ هل ستعتذر؟"، وردّ نتنياهو: " لا أعتقد أنّنا نستطيع أن نفعل ذلك الآن في خضمّ الحرب. هل نعتذر؟ بالطبع، بالطبع. أنا آسف بشدّة؛ لأنّ شيئًا كهذا حدث. ودائمًا ما تنظر إلى الوراء وتقول، هل كان بوسعنا أن نفعل أشياء كانت لتمنع ذلك؟ كان لا بدّ أن نفعل ذلك ـ كيف لا؟".

وعن مسؤوليّته، قال: "أعتقد أنّنا سوف ندرس كلّ هذا، هذا السؤال، ونفحصه بالتفصيل، ماذا حدث بالضبط؟ كيف حدث؟ كيف ساهم هذا الفشل في الاستخبارات والقدرة التشغيليّة والسياسات الأخرى في ذلك؟ سيكون لدينا الوقت الكافي للتعامل مع هذا الأمر. لكنّني أعتقد أنّ التعامل معه الآن خطأ. نحن في خضمّ حرب، حرب على سبع جبهات. أعتقد أنّنا يجب أن نركّز على شيء واحد: النصر".

وعن سؤال: "بعد اغتيال شكر في بيروت وهنّيّة في طهران هل تعتقد أنّ الفرصة لا تزال قائمة للتوصّل إلى صفقة تبادل؟"، أجاب: "نعم، أعتقد ذلك. أعتقد أنّ الضغوط زادت بالفعل؛ لأنّ بعض العناصر الأكثر تطرّفًا الّتي تعارض الاتّفاق لم تعد موجودة بيننا".

أمّا عن اغتيال رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس إسماعيل هنيّة، وتصريح جو بايدن إنّ اغتيال هنيّة "لن يكن مفيدًا" لمحادثات وقف إطلاق النار، قال نتنياهو: "لقد قلت أنّنا لن نعلّق على هذا الأمر، ولم أغيّر وجهة نظري".

وبينما أقرّ نتنياهو بمقتل العديد من الأسرى في غزّة، لكنّه رفض تحديد عددهم، قال عن فرضيّة "إنّ التصعيد في المنطقة لن يؤدّي إلى اتّفاق وقف إطلاق نار"، بأنّ ذلك "ليس صحيحًا. فنحن نواجه حبل المشنقة الّذي تحاول إيران لفّه حول أعناقنا، وأعتقد أنّ الرسالة الّتي نرسلها هي أنّنا لن نكون حملانًا تقاد إلى المذبحة. وإسرائيل ليست حملًا يذبح للإيرانيّين أو لوكلائهم"، وفق تعبيره.

وحول مفهوم "النصر المطلق" الّذي يروّجه ويكرّره نتنياهو طوال الوقت، وأولويّته على صفقة التبادل، قال: "أعتقد أنّ هذين الهدفين متكاملان في واقع الأمر. فهما لا يتعارضان مع بعضهما البعض. وكلّما زاد الضغط العسكريّ الّذي نمارسه، كلّما اقتربنا من تحقيق الهدفين. الأوّل هو إطلاق سراح الرهائن. والثاني هو تعزيز هدفنا المتمثّل في تدمير القدرات العسكريّة لحماس والتأكّد من أنّها لن تتمكّن من إدارة غزّة".

وفي ردّه على سؤال: "هل أنتم على استعداد لقبول صفقة يتمّ بموجبها إطلاق سراح الرهائن جميعهم، ولكن دون إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزّة؟"، قال نتنياهو: "لا، لا أعتقد ذلك. وأعتقد أنّ هناك إجماعًا واسع النطاق في إسرائيل على أنّه إذا فعلنا ذلك، فلن يكون لدينا سوى تكرار ما حدث. وسوف نشهد في المستقبل عمليّات احتجاز رهائن، وسوف نشهد السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر، وربّما تحدث أمور أسوأ. لذا يتعيّن علينا أن نحقّق الهدفين، وأن نحقّق إطلاق سراح جميع الرهائن وننتصر بالحرب. وأعتقد أنّ هذا ممكن. وبالمناسبة، لقد أطلقنا بالفعل سراح أكثر من نصفهم، كما تعلمون، وأصررنا، عندما طرح الاتّفاق، على زيادة العدد، بنحو 30. وانتقلنا من 50 إلى 80 في ذلك الإفراج المحدّد، وأطلقنا سراح آخرين أيضًا في عمليّات الإنقاذ. ولكنّني ملتزم، ملتزم تمامًا، بإطلاق سراح الرهائن جميعهم. وفي الواقع، أعتقد أنّ الطريقة الّتي نتبعها في التعامل مع الأمر هي الطريقة الوحيدة الّتي تمكّننا من تحقيق هذا الهدف".

أمّا عن مطالبه الجديدة في صفقة تبادل الأسرى، ورفض المؤسّسة الأمنيّة لها، قال: "لن أخوض في تفاصيل ما يقولونه بالضبط. إنّهم لا يقولون ذلك، وبعض رؤساء الأجهزة الأمنيّة يقولون إنّني أبالغ. ولكن في نهاية المطاف، هذه دولة لها جيش، وليس جيشًا له دولة. وفي نهاية المطاف، تقع مسؤوليّة اتّخاذ القرار على عاتق المستويات السياسيّة. هكذا تسير الأمور في الديمقراطيّة. وفي بعض الأحيان تتّفق، وفي أحيان أخرى تختلف... ولكنّني أعتقد أنّ الطريقة الّتي أسعى من خلالها إلى تحقيق هذه الصفقة هي طريقة من شأنها أن تزيد من عدد الرهائن الّذين سيتمّ إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، والرهائن الأحياء الّذين سيتمّ إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، ولكنّها ستضمن أيضًا عدم قدرة حماس على الاستيلاء على غزّة بعد الصفقة".

وحول نهاية الحرب، قال نتنياهو: "أريد أن أنهي الحرب. سأنهي الحرب غدًا، لو كان بوسعي. وبالمناسبة، إذا ألقت حماس سلاحها، واستسلمت، وذهبت إلى المنفى، فإنّ الحرب ستنتهي على الفور. ولماذا نحتاج إلى ذلك؟ لأنّ حماس، في قطاع غزّة، تبعد 40 ميلًا عن تلّ أبيب، أليس كذلك؟ إن تركهم في مكانهم لا يعني فقط أنّهم سيكونون قادرين على تكرار السابع من أكتوبر، بل ويذهبون إلى أبعد من ذلك بكثير. عندما يتصرّفون بالتناغم مع المحور الإيرانيّ، وحزب اللّه في الشمال، والحوثيّين وغيرهم الّذين يطلقون النار علينا في وقت واحد، فهذا أمر غير مقبول".

وكرّر نتنياهو ترويج روايته عن عدد الضحايا المدنيّين، مثلما حصل في الكونغرس، قائلًا إنّ النسبة هي "واحد إلى واحد".
وفي المقابلة ذاتها، رفض نتنياهو التطرّق إلى استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعيّ في العدوان على قطاع غزّة، قائلًا: "لن أتطرّق إلى قدراتنا في جمع المعلومات الاستخباراتيّة". رغم إشارة عشرات التقارير، نقلًا عن مصادر إسرائيليّة، استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعيّ في الحرب على غزّة.

وتقترب المقابلة من تلخيص خطابه نتنياهو في الكونغرس، إذ استمرّ في الحديث عن وجود مجاعة في قطاع غزّة، زاعمًا أنّ حصّة الفرد في غزّة 3000 آلاف سعرة حراريّة، رغم نفي عشرات التقارير الحقوقيّة هذه المزاعم والتأكيد على وجود مجاعة فعليّة في قطاع غزّة.

"اليوم التالي".. ماذا يقول نتنياهو؟

وحول "اليوم التالي" وارتباطه في توزيع المساعدات وإيجاد إدارة بديلة لقطاع غزّة، قال: "إنّنا نحاول أن نجنّد سكّان غزّة للقيام في توزيع الطعام. ولكنّ أوّل ما حدث هو أنّ حماس قتلتهم. لذا فإنّنا نعمل على احتمالات أخرى. ولكن مرّة أخرى، كلّما قلّ الحديث عن هذا الأمر، كلّما زادت احتمالات تحقيقه".

وأجاب نتنياهو على سؤال: "رؤيتك لقطاع غزّة بعد الحرب. لقد وصفت النصر الكامل بأنّه تحقيق ثلاثة أشياء: الأوّل، تدمير البنية التحتيّة العسكريّة لحماس وإبعادها عن السلطة. والثاني، تحرير الرهائن. والثالث، إنشاء كيان فلسطينيّ مدنيّ جديد قادر على حكم غزّة دون تهديد إسرائيل. والواقع أنّ الجيش الإسرائيليّ لديه خطّة للهدف الأوّل. والجميع يعرف الخطوط العريضة الأساسيّة للهدف الثاني، ولكن ما هي خطّتك للهدف الثالث؟".

وقال: "إنّ هذا يتطلّب أمرين أساسيّين، نزع السلاح ونزع التطرّف. إنّ نزع السلاح يعني ضرورة التأكّد من تدمير حماس، ولكن في الوقت نفسه منعها من استعادة قوّتها. وهذا يعني أوّلًا وقبل كلّ شيء منع تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزّة. ولهذا السبب أصرّ على السيطرة على ممرّ فيلادلفيا بين مصر وسيناء وغزّة. ولكنّ هذا يعني أيضًا أنّه في المستقبل المنظور، وإلى أن تظهر قوّة أخرى، سوف يتعيّن على إسرائيل أن تتحمّل المسؤوليّة الأمنيّة الأساسيّة المتمثّلة في اتّخاذ الإجراءات ضدّ أيّ محاولة لعودة الإرهاب. والأمر الثاني هو أنّني أودّ أن أرى إدارة مدنيّة يديرها سكّان غزّة، وربّما بدعم من الشركاء الإقليميّين، لتتولّى إدارة الإدارة المدنيّة في غزّة. نزع السلاح من جانب إسرائيل، وإدارة مدنيّة من جانب غزّة".

وتطرّق نتنياهو إلى تفاصيل ما يطرحه، مشيرًا إلى أنّ تغيير مناهج التدريس.

وحول الدول العربيّة الّتي تناقش قضيّة "اليوم التالي"، قال نتنياهو: "كلّما قلت الحديث عن هذا الأمر، كلّما زادت احتماليّة تحقيق بعض النجاح". وأضاف المحاور: "حسنًا، يقال إنّك تتحدّث إلى مصر والإمارات والأردنّ، هل هذا صحيح؟"، وردّ نتنياهو: "أنت مراسل، ولكم الحرّيّة في أن تسألوا أيّ شخص تريدون".

وتابع في نفس القضيّة السؤال: "أعني، هل تريد هذه الدول حقًّا أن تأتي إلى هنا وهي تركب على ظهور الدبّابات الإسرائيليّة؟"، وأجاب نتنياهو: "إنّني أعتقد أنّ الجميع يدركون، حتّى ولو لم يعلنوا ذلك علنًا، أنّ هزيمة حماس لا تخدم غرض إسرائيل فحسب، بل إنّها تخدم أيضًا مصالح السلام والأمن في المنطقة بأسرها، سواء اعترفوا بذلك علنًا أم لا. ومن المؤكّد أنّهم أخبرونا بذلك في محادثات خاصّة".

نتنياهو: دولة فلسطينيّة بدون سيادة

وانتقل الحوار، في مجلّة التايمز الأميركيّة، إلى الدولة الفلسطينيّة، وجاء السؤال: "في الماضي، تحدّثت عن "دولة ناقص" بالنسبة للفلسطينيّين، أو "الحكم الذاتيّ المعزّز". ولكن هل يمكنك أن تشرح لماذا لا تكون الدولة الفلسطينيّة هي الهدف النهائيّ لحلّ هذا الصراع؟".

وأجاب رئيس وزراء الاحتلال، بالقول: "لقد قلت دائمًا إنّ رؤيتي للتسوية، وهي تسوية طويلة الأجل، مع الفلسطينيّين تعني أنّ الفلسطينيّين يجب أن يتمتّعوا بالصلاحيّات كلّها لحكم أنفسهم، ولكن لا يتمتّعون بأيّ من الصلاحيّات الّتي تهدّدنا. وهذا يعني أنّ المسؤوليّة الأمنيّة الشاملة سوف تترك في أيدي إسرائيل، وهذا ينتقص من الصلاحيّات السياديّة. لا شكّ في ذلك. هذا هو الترتيب المعقول الوحيد الّذي كان بوسعنا أن نتوصّل إليه. في الواقع، عندما غادرنا المناطق المتاخمة لإسرائيل وتخلّينا عن تلك الصلاحيّات، كان هناك دخول واستيلاء فوريّ من قبل وكلاء إيران، حزب اللّه في لبنان، وحماس عندما غادرنا غزّة. لذا لا أعتقد أنّه ينبغي لنا أن نكرّر هذا الخطأ. يتعيّن علينا أن نمتلك القدرة على ضمان الأمن الشامل لإسرائيل. وهذا يعني أنّ أيّ تسوية مع الفلسطينيّين سوف تمنحهم الصلاحيّات الّتي يحتاجون إليها لحكم أنفسهم، ولكن ليس الصلاحيّات الّتي قد تهدّدنا. وأهمّ هذه الصلاحيّات هي الأمن".

وأضاف نتنياهو: "القوى الحاسمة الّتي تتعلّق بالأمن، يجب أن تبقى في أيدي إسرائيل، حتّى تثبت لي أنّ هناك قوّة أخرى يمكن أن تتولّى السلطة، وأنا لا أرى ذلك في المستقبل القريب".

وردًّا على بايدن، قال: "إنّ الناس يجب أن يكون لديهم الأسباب كلّها للاعتقاد بأنّ نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل الحفاظ على نفسك سياسيًّا. كيف تردّ؟".

وردّ نتنياهو، بالقول: "إنّ هذا ليس صحيحًا على الإطلاق. فأنا لست في حاجة إلى ذلك. فأنا لا أهتمّ بالحفاظ على مكانتي السياسيّة. بل أهتمّ بالحفاظ على بلدي، وفي الوقت الحاليّ، لا أريد إطالة أمد هذه الأزمة. بل أودّ إنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن. والواقع أن كلّما زادت المساعدات الّتي نتلقّاها، كلّما كان بوسعنا حلّ هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن. وهذا ما قلته في الكونغرس. لقد استعرت عبارة تشرشل. فقد قال: أعطونا الأدوات اللازمة، وسوف ننجز المهمّة. وقلت: أعطونا الأدوات اللازمة، وسوف ننجز المهمّة في أسرع وقت. وهذا هو موقفي".

وردًّا على سؤال: "لقد قال رؤساء الوزراء السابقون إسحاق رابين، وشمعون بيريز، وإيهود باراك، وحتّى أرييل شارون، إنّ إسرائيل لا بدّ وأن تسمح بإنشاء دولة فلسطينيّة للحفاظ على المثل الصهيونيّ المتمثّل في البقاء دولة ديمقراطيّة ذات أغلبيّة يهوديّة. هل تتّفق مع هذا الرأي؟".

قال نتنياهو: "حسنًا، أنا أتّفق على أنّه ينبغي لنا أن نحافظ على الأغلبيّة اليهوديّة، ولكن أعتقد أنّه ينبغي لنا أن نفعل ذلك بالوسائل الديمقراطيّة. وأعتقد أيضًا أنّه لا ينبغي لنا أن ندمج الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة كمواطنين في إسرائيل.. أعتقد أنّ هناك حلًّا محتملًا لهذه المشكلة. ومرّة ​​أخرى، أعتقد أنّ هذا يعني أنّه ينبغي لهم أن يديروا حياتهم بأنفسهم. وينبغي لهم أن يصوّتوا لصالح مؤسّساتهم الخاصّة. وينبغي لهم أن يتمتّعوا بحكم ذاتيّ. ولكن لا ينبغي لهم أن يمتلكوا القدرة على تهديدنا".

وأضاف رئيس وزراء الاحتلال: "نحن لا نحكم أراضيهم. ولا ندير رام الله. ولا ندير جنين. ولكنّنا نتدخّل ونتّخذ الإجراءات اللازمة حين يكون لزامًا علينا منع الإرهاب. والمسألة هنا تتعلّق بالفخّ المفاهيميّ الّذي وقع فيه الناس. فهم يعتقدون أنّ الاحتمال الوحيد هو السيادة الكاملة غير المختصرة... والواقع أنّ الفكرة القائلة بأنّ الشيء الوحيد الّذي ينبغي لنا أن نفعله هو التنازل عن أمننا من خلال منح السيادة المطلقة للفلسطينيّين في المستقبل، دون أن نمتلك القدرة على منع ظهور الإرهاب أو غيره من التهديدات الأمنيّة من المناطق المجاورة، فكرة سخيفة. فهي لا تبشّر بالخير فيما يتّصل بالسلام".

وتابع: "المسافات ضئيلة للغاية، ومن المحتمل أن تكون إسرائيل هشّة للغاية وغير قادرة على الدفاع عن نفسها. وأولئك الّذين يطلبون منّا أن نمنحهم دولة على بعد خمسة أمتار، وليس آلاف الأميال، بل ميلًا واحدًا، وأن نتخلّى عن سلطة التدخّل العسكريّ في مثل هذه الدولة إذا أصبحت معادية لكم كما هي الآن، هذا لا معنى له".

وختم حديثه عن الأمر، بالقول: "قلت من قبل إنّني لا أرغب في حكم الفلسطينيّين، ولكنّني بالتأكيد لن أسمح لهم بتهديد وجود الدولة اليهوديّة الوحيدة. لذا، لا بدّ من تقسيم السلطة"، بحسب تعبيره.

نقاش لبنان وإيران

وعلى سؤال "إذا هاجمت إيران إسرائيل بشكل مباشر، وشنّت حربًا عليها، هل ستطلب من الولايات المتّحدة أن تدافع عنك؟"، أجاب نتنياهو بالقول: "إنّني أقدّر الدعم الأميركيّ دائمًا، وأقدّره في الأحوال كلّها. وقد تجلّى هذا بالفعل في هجوم الرابع عشر من نيسان/أبريل. ولكنّني لن أتحدّث عن استعداداتنا الدفاعيّة، أو استعداداتنا الهجوميّة. بل سنفعل ما يلزم للدفاع عن أنفسنا".

وعن سؤال حول "كفاية الدعم الأميركيّ لإسرائيل"، قال نتنياهو: "كلّما قلت المسافة بين إسرائيل وأميركا، زادت فعاليّة الردع ضدّ إيران ووكلائها. وأنا أقدّر حقيقة أنّ الرئيس بايدن أرسل مجموعات قتاليّة ومجموعات حاملات طائرات إلى هنا في الجزء الأوّل من الحرب. وأقدر حقيقة أنّه يفعل ذلك الآن".

وحول فرضيّة الحرب الشاملة مع حزب اللّه، باعتبار أنّه "لا مفرّ منها"، قال نتنياهو: "حسنًا، أعتقد أنّ حزب اللّه عليه أن يفكّر في العواقب المترتّبة على مهاجمة إسرائيل وشنّ حرب أوسع نطاقًا معها. وأعتقد أنّه إذا كانوا يفكّرون في الأمر، فعليهم أن يفكّروا مرّتين".

وأضاف نتنياهو، في ردّه على سؤال حول "تكرار ما حصل يوم 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، من جهة حزب اللّه"، أنّ "هذا الأمر يشغل بال إسرائيل كثيرًا"، وتابع: "نحن لا نواجه حماس فحسب، بل نواجه محور إيران الأوسع الّذي يشمل حماس والحوثيّين وحزب اللّه والميليشيات في سوريا والعراق، فضلًا عن الجهود الّتي يحاولون القيام بها لإنشاء جبهة أخرى في الضفّة الغربيّة. لذا فإنّنا نواجه محورًا إيرانيًّا كاملًا، ونحن ندرك أنّه يتعيّن علينا أن ننظّم أنفسنا للدفاع على نطاق أوسع، الأمر الّذي لا يؤثّر علينا فحسب، بل يؤثّر في كلّ دولة في المنطقة، بما في ذلك شركاؤنا العرب".

قال نتنياهو: الجميع يدركون، حتّى ولو لم يعلنوا ذلك علنًا، أنّ هزيمة حماس لا تخدم غرض إسرائيل فحسب، بل إنّها تخدم أيضًا مصالح السلام والأمن في المنطقة بأسرها، سواء اعترفوا بذلك علنًا أم لا. ومن المؤكّد أنّهم أخبرونا بذلك في محادثات خاصّة

وعن عودة المستوطنين إلى منازلهم في الشمال، وهو سؤال يرتبط ضمنًا بالحديث عن نهاية الحرب، قال نتنياهو: "لا أستطيع أن أحدّد موعدًا محدّدًا لذلك، ولكنّ هذا هدف. ويتلخّص أحد أهدافنا الرئيسيّة في ضمان عودة نحو 60 ألف إسرائيليّ إلى ديارهم والعيش في مجتمعاتهم في سلام وأمن. وهذا هو الهدف الّذي يتعيّن علينا أن نحقّقه".

وفي إجابة أخيرة حول ما يتعلّق في جبهة جنوب لبنان، ارتبطت في السؤال السابق، ومدى صحّة قرار إخلاء المستوطنات، أوضح نتنياهو: "أعتقد أنّنا كنّا في ذلك الوقت قلقين من أنّ ما حدث في غزّة، من غزو برّيّ، قد يتكرّر في الشمال".