04-أغسطس-2024
معبر رفح والسلطة الفلسطينية وضغوط عربية عليها لتولي المسؤولية

(Getty/ultrapal) الاحتلال الإسرائيليّ، يرفض أيّ وجود للسلطة الفلسطينيّة على معبر رفح، بشكل علنيّ

قال مسؤول فلسطينيّ رفيع المستوى، لـ"الترا فلسطين"، إنّ "هناك ضغوطًا عربيّة على السلطة الفلسطينيّة لدفعها للقبول بالرؤية الإسرائيليّة لإدارة معبر رفح".

وتابع المصدر الفلسطينيّ، الّذي رفض الكشف عن اسمه لمناقشة قضيّة حسّاسة: أنّه "عُرض على السلطة الفلسطينية من الحكومة الإسرائيليّة قبل حوالي أسبوعين، وجودًا رمزيًّا للسلطة على معبر رفح، ولكنّ السلطة رفضت العرض".

مصدر مسؤول لـ"الترا فلسطين": التصوّر الإسرائيليّ لإدارة معبر رفح، يرتبط بوجود 6 موظّفين يتّبعون السلطة الفلسطينيّة، ويتواجدون فيه بلباس مدنيّ، دون رفع العلم الفلسطينيّ عليه

وتابع المصدر المسؤول: "منذ ذلك الحين والسلطة تتعرّض لضغوط من الولايات المتّحدة والإمارات والسعوديّة، للقبول بالرؤية الإسرائيليّة المطروحة حول معبر رفح". وتزامن ذلك، مع إظهار أبو ظبي الاستعداد للانخراط بشكل أكبر في ترتيبات ما يعرف بـ"اليوم التالي" في غزّة.

ووفق المصدر الّذي تحدّث لـ"الترا فلسطين"، فإنّ التصوّر الإسرائيليّ لإدارة معبر رفح، يرتبط بوجود 6 موظّفين يتّبعون السلطة الفلسطينيّة، ويتواجدون فيه بلباس مدنيّ، ودون رفع العلم الفلسطينيّ عليه، فيما يحصلون على رواتبهم من الاتّحاد الأوروبّيّ.

وحول حضور الاتّحاد الأوروبّيّ في هذه الرؤية، فإنّ المطرح إسرائيليًّا على السلطة الفلسطينيّة، يرتبط في وجود 22 مراقبًا أوروبّيًّا على المعبر، بحسب ما ورد لـ"الترا فلسطين".

وأكّد المصدر الفلسطينيّ، أنّ "العرض الإسرائيليّ لا يتضمّن انسحاب القوّات الإسرائيليّة من معبر رفح أو محور فيلادلفيا".

وبحسب التقارير، فإنه خلال المحادثات المصرية- الإسرائيلية الأخيرة، التي أقيمت يوم 3 آب/أغسطس في القاهرة، وبينما تراوح مفاوضات التبادل ووقف الحرب مكانها، فقد ركزت المحادثات على "القضايا الأمنية"، المرتبطة في محور فيلادلفيا، إذ شارك في المحادثات منسق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي المحتلة، بهدف "البحث مع المصريين في كيفية إعادة فتح معبر رفح أمام حركة الأشخاص".

وحتى الآن، يُصرّ الاحتلال الإسرائيلي على التواجد في ممر فيلادلفيا، في كافة مفاوضات وقف الحرب والتبادل، بالإضافة إلى أنه يصنف مدينة رفح "كميحط لقطاع غزة"، إذ من المتوقع التوافق على انسحاب قوات الاحتلال إلى أطراف القطاع، حال بداية المرحلة الأولى من الصفقة، مما يعني "التمسك بالبقاء في المحور الحدودي".

وأكّدت تقارير غربيّة، منتصف شهر تمّوز/يوليو المنصرم، عقد اجتماع بين السلطة الفلسطينيّة وإسرائيل برعاية الولايات المتّحدة، في تلّ أبيب، بهدف مناقشة إعادة فتح معبر رفح، وحينها كان الاجتماع الأوّل الّذي يضمّ تلّ أبيب والسلطة الفلسطينيّة، بهدف مناقشة ترتيبات ما يعرف باسم "اليوم التالي" للحرب على غزّة.

وحينها شارك في الاجتماع، من جانب الولايات المتّحدة مستشار الرئيس الأميركيّ جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، وعن دولة الاحتلال مدير جهاز الأمن الداخليّ الإسرائيليّ (الشاباك) رونين بار، ومن الجانب الفلسطينيّ، أمين سرّ اللجنة التنفيذيّة لمنظّمة التحرير الفلسطينيةوزير الشؤون المدنيّة حسين الشيخ، ومدير جهاز المخابرات العامّة في السلطة الفلسطينيّة ماجد فرج.

يشار إلى أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيليّ جمّدت فعاليّة كافّة بطاقات كبار الشخصيّات (تصاريح VIP)، الصادرة لكبار الشخصيّات في السلطة الفلسطينيّة، الّتي تتيح الدخول إلى دولة الاحتلال، باستثناء تلك الّتي تخصّ رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس، وحسين الشيخ، وماجد فرج.

ودار النقاش السابق، حول رفض أيّ وجود رسميّ فلسطينيّ على المعبر، وأشار التقرير إلى أنّ تلّ أبيب وواشنطن "يتفهّمون اعتراضات السلطة الفلسطينيّة على الاقتراح، ومع ذلك ما زالوا يعتقدون أنّ من مصلحة السلطة الفلسطينيّة أن يكون لها ’قدم في باب" غزّة، حتّى بصفة غير رسميّة".

ووفق آخر التقارير، فإنّ الاحتلال الإسرائيليّ، يرفض أيّ وجود للسلطة الفلسطينيّة على معبر رفح، بشكل علنيّ.

وفي شهر أيّار/مايو الماضي، أكّد مصدر فلسطينيّ مسؤول لـ "الترا فلسطين"، أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة طلبت من السلطة الفلسطينيّة السيطرة على معبر رفح الحدوديّ بين قطاع غزّة ومصر، وذلك "بناء على رغبة إسرائيليّة"، غير أنّ القيادة الفلسطينيّة رفضت الطلب، الّذي لا يأتي ضمن حلّ سياسيّ كامل.

وفي وقتها، قال المصدر الفلسطينيّ المسؤول: "نقل هذا الطلب إلى القيادة الفلسطينيّة عبر القنوات الأمنيّة والسياسيّة الأميركيّة، بالتوازي مع ’تدخّل بريطانيّ’ في هذا الاتّجاه".

وفي تقرير سابق، تحدّثت مصادر مصريّة، عن موافقة القاهرة تركيب أجهزة مراقبة إلكترونيّة على طول الحدود بين مصر وغزّة، بهدف إتاحة إمكانيّة انسحاب الجيش الإسرائيليّ من معبر رفح.

أمّا عن دور الاتّحاد الأوروبّيّ، فهو فكرة أميركيّة طرحتها إدارة بايدن على الاتّحاد الأوروبّيّ، الّذي امتلك بعثة مراقبة على معبر رفح سابقًا، وتحاول واشنطن إعادة إحياء دورها. 

وتناولت تقارير في أيّار/مايو الماضي، تفاصيل مباحثات إدارة بايدن لأسابيع وبشكل سرّيّ مع بعثة المساعدة الحدوديّة التابعة للاتّحاد الأوروبّيّ في معبر رفح، الّتي كانت تعمل على المعبر الفاصل بين غزّة ومصر، حتّى عام 2007، وجاء النقاش الأميركيّ- الأوروبّيّ، بعد استكشاف إدارة بايدن التعاون مع شركة أمنية خاصّة للتواجد على المعبر، إلّا أنّ هذه الجهود لم تجد أيّ نجاح يذكر. ووقتها، أشار تقرير إلى أن مفاوضات أميركية تدور مع شركة أمنية، توظف جنودًا أميركيين سابقين، وتتخصص في تأمين المواقع الاستراتيجية، بهدف التواجد على معبر رفح.

يشار إلى أن ما سبق، يترافق مع تحرك إسرائيلي إلى إيجاد معبر مؤقت لقطاع غزة، يُعبّر عنه بإخراج الجرحى والمرضى من غزّة عبر حاجز كرم أبو سالم، للإخلاء نحو الإمارات، من مطار رامون في إيلات.

يشار إلى أن نتنياهو، قال خلال مشاركته في ذكرى وفاة الزعيم الصهيوني زئيف جابوتنسكي: "قبل بضعة أسابيع، عندما زرت قوات الجيش الإسرائيلي في رفح، شعرت بإحساس عميق بالفخر. لقد رأيت عملهم الضخم فوق وتحت الأرض، وازدادت قوة عندما أدركت أن قبضتنا على فيلادلفيا ورفح أمر ضروري للاستمرار"، وفق تعبيره.