27-أغسطس-2024
مفاوضات حرب غزة

(Getty)

قال مسؤولون إسرائيليون إن وفدًا إسرائيليًا يضم مسؤولين على مستوى العمل من الموساد والجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، سيتوجه إلى الدوحة يوم الأربعاء.

وأفاد مراسل موقع "أكسيوس" الإسرائيلي، بأن إرسال الوفد بهدف "مواصلة المحادثات مع مسؤولين أميركيين وقطريين ومصريين بهدف سد الثغرات المتبقية في اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة".

من جانبه، قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي للتلفزيون العربي: إن "وفد حماس لم يشارك في أي مفاوضات بالقاهرة"، مضيفًا: "نتنياهو أرسل مفاوضين برؤية تتعمد عرقلة التوصل إلى أي اتفاق".

وأكد نتنياهو أن "موقف المقاومة الفلسطينية واضح، ويتمثل في القبول بورقة 2 تموز/يوليو". وتابع الهندي: "المقاومة أبدت مرونة في ملفي وقف الحرب والانسحاب من غزة".

قال مسؤولون إسرائيليون إن وفدًا إسرائيليًا يضم مسؤولين على مستوى العمل من الموساد والجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، سيتوجه إلى الدوحة يوم الأربعاء

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر أمنية، إن نتنياهو طلب من فريق التفاوض الإسرائيلي، الذي ذهب إلى القاهرة، عرض مجموعة من الخطوط العريضة المقبولة لديه بخصوص محور نتساريم، رغم معارضة الفريق الإسرائيلي الشروط، مع إصرار نتنياهو على طرحها للوسطاء، الذين رفضوا الاقتراح أيضًا، والي يتعلق بحفر "خنادق داخل محور نتساريم".
وأوضح مصدر إسرائيلي مشارك في المفاوضات: "من يعتقد أننا إذا حللنا بندًا واحدًا، فستكون هناك صفقة، لا يفهم أن نتنياهو سيجلب بندًا آخر".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: "قبل بضعة أشهر، وفي إحدى المناقشات العديدة التي أجراها فريق التفاوض الإسرائيلي، جرت محاولة لإيجاد حل لما كان يسمى آنذاك "الممر"، أي مما نتساريم. وكان السؤال المطروح هو كيفية التوفيق بين مطلب حماس الواضح بالانسحاب الإسرائيلي من المحور، أو على الأقل جزء منه، والمطلب الذي شاركه الجيش حينئذ، بمواصلة السيطرة على الممر، للتحقق من الجهة التي ستمر منه".

وبحسب مصدرين أمنيين، كلف نتنياهو هذا الأسبوع فريق التفاوض الإسرائيلي بأن يعرض في القاهرة الخطوط العريضة التي قبلها لحل قضية محور نتساريم، وهي نفس الفكرة التي تم رفضها في الماضي، وتدور حول: "حفر خنادق عبر المحاور التي تعبر ننتساريم من الشمال إلى الجنوب بشكل لا يسمح بمرور المركبات، وتحويل المركبات التي تطلب العبور إلى الشرق، حيث ستمرر على الفحص وتدخل شمالًا".

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه "سبق ونوقش هذا الحل كما ذكرنا في السابق وتم حذفه من جدول الأعمال لأسباب مختلفة، وهي وقت طويل للتنفيذ، كما أنه سيخرب السبب الذي من أجله أُنْشِئ الممر ويشكل عبئًا كبيرًا على حركة الفلسطينيين هناك، وفوق كل شيء لا توجد فرصة لقبوله من قبل حماس أو الوسطاء. وأبلغ فريق التفاوض نتنياهو بالفعل بأنه يعارض هذا الاقتراح بشدة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلية أصر على تقديمه إلى الوسطاء الذين، كما كان متوقعًا، رفضوه تمامًا".

ما هو تحول نتنياهو؟

وشرح الصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان، خلفية موافقة نتنياهو، قائلًا: "بعد الإصرار على استحالة الانسحاب من محور نتساريم، غير الجيش الإسرائيلي رأيه في نهاية شهر آذار/مارس، وقرر وضع الرهائن في مكان أعلى من مسألة المرور إلى شمال القطاع، وأيد الانسحاب من محور نتساريم، وبعد ضغوط شديدة، وافق نتنياهو على صياغة الخطوط العريضة التي أصبحت مصيرية، تلك التي قدمتها في 27 أيار/مايو، والتي تقضي بأن تنسحب إسرائيل المحور. كل ما كان واضحًا هو أنه لا توجد فرصة لأن تبتلع حماس، وأنها ستكتفي بالبيان المعلن بأن أولئك الذين سيمرون من نتساريم سيكونون غير مسلحين، وبعد أن قبلت حماس فعليًا بمعظم الخطوط العريضة لـ 27 أيار/مايو، الذي قدمه نتنياهو. أمر الأخير ممثليه بإعلان أن الطريقة التي سيتأكدون بها من عدم مرور المسلحين ’ستُحَدَّد باتفاق الطرفين’، وأعيد فتح القضية".

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال مسؤول كبير في إحدى الدول الوسيطة إن ما يجري في القاهرة "إنعاش مصطنع"، مضيفةً: "رغم أن هذا التعريف قد يظلم ما نجح اجتماع القاهرة في تحقيقه، وهو استمرار زخم المفاوضات. من الأفضل الجلوس والتحدث بدلًا من عدم التحدث، ومن الممكن أن تؤدي المحادثات على مستوى منخفض بين حماس وإسرائيل إلى تسوية الخلافات التكتيكية في وقت قصير نسبيًا، ومناقشة النقاط التي لا يمكن التوصل إلى صفقة بدونها، وهي هوية الأسرى المفرج عنهم بالنظر إلى حق النقض، وما إذا كان سيُرَحَّلُون وإلى أين، وأكثر من ذلك".

وبحسب الوسطاء: "الواجهة وكأنها تقدم حقيقي"، وذلك نتيجة "تغيير اتجاه التفاوض، وبدلًا من بحث نقاط الخلاف الرئيسية، بحث التفاصيل الأخرى".

وقالت مصادر إسرائيلية وأميركية: إن "هذه القضايا الصعبة، بما فيها إصرار المسؤولين الإسرائيليين على حفر محور نيتساريم، لا يمكن حلها إلا بطريقة واحدة، وهي الخطة التي سيُتَّفَق عليها بين الدول الثلاث الوسيطة. وسيتضمن ما يعتبرونه حلًا وسطًا معقولًا لجميع نقاط الخلاف، وسيقدم في الوقت ذاته لنتنياهو والسنوار. وسيتم تقديم هذا الطرح كمسودة نهائية، وتهديد ضمني أو صريح لكل من لا يوافق، بأنه سيُعْتَبَر رافضًا وكشخص غير مهتم بالاتفاق. ويوجد في هذه الخطة عنصر سري من شأنه أن يخفف على الأقل بعض المشاكل، كما نشر نداف إيال هنا الأسبوع الماضي: آلية التنفيذ والإشراف والحكم التي ستكون الأمم المتحدة عضوًا فيها أيضًا، والتي ستكون مسؤولة بالنسبة للاتفاق برمته، وخاصة الأجزاء المتنازع عليها، ألا يعبر مسلحون من الشمال إلى الجنوب، وألا تكون هناك أنفاق تحت محور فيلادلفيا".

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية: "منذ حل مجلس الوزراء الحربي، لا يحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى نقل المفاوضات إلى أي منتدى، طالما لا يوجد اتفاق، وهو حاليًا مسؤول بشكل مباشر وحيدًا".