11-مايو-2024
توتر بين نتنياهو وبايدن

بايدن ونتنياهو

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أكدت صحيفة نيويورك تايمز، أن الأسلحة الأميركية مازالت تتدفق إلى إسرائيل، رغم أن "الصدام" بين نتنياهو وبايدن حول إدارة الحرب بدأ قبل ثلاثة شهور، مبينة أن شحنات الأسلحة التي أوقفها جو بايدن هي قنابل أميركية الصنع تزن 2000 رطل، وهي الأكبر في سلسلة قنابل مارك 80 التابعة لوزارة الدفاع الأميركية.

إعلان بايدن عبر شبكة CNN وقف بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل يرجع إلى شعوره بالقلق تجاه الآثار المدمرة لسلاح واحد، وهي قنابل الـ2000 رطل في سلسلة مارك 80،

وأوضحت نيويورك تايمز في تحقيق، يوم السبت، أن إعلان بايدن عبر شبكة CNN وقف بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل يرجع إلى شعوره بالقلق تجاه الآثار المدمرة لسلاح واحد، وهي قنابل الـ2000 رطل في سلسلة مارك 80، وكان يفترض أن ترسل 3500 قنبلة منها إلى إسرائيل، لكن بايدن يخشى أن تستخدم في هجوم كبير على رفح، فتوقع عددًا هائلاً من الضحايا.

وأشارت نيويورك تايمز إلى تحقيق نشرته في كانون أول/ديسمبر الماضي، توصلت فيه أن القنابل الأميركية التي تزن 2000 رطل كانت مسؤولة عن بعض أسوأ الهجمات على المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة.

وبحسب مكتبٍ للجيش الأميركي يدير الذخيرة لوزارة الدفاع الأميركية، فإن الأهداف المثالية للأسلحة بهذا الحجم هي المباني وساحات السكك الحديدية وشبكات الاتصال.

ومع ذلك، يُضيف تحقيق نيويورك تايمز، أن بيانات وزارة الدفاع الأميركية تشير إلى أن الطائرات الحربية الأميركية تستخدم عادةً ذخائر أقل قوة بكثير لدعم القوات البرية المشاركة مع مقاتلي العدو.

وأفادت الصحيفة، أن الرؤوس الحربية المتفجرة لهذه القنابل لم تتغير كثيرًا منذ أن أنشأتها البحرية الأميركية بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، لكن وزارة الدفاع الأميركية أبقتها في الخدمة من خلال تطوير أجزاء وقطع جديدة يمكن ربطها لمجموعة متنوعة من الأغراض.

وأضافت، أن حوالي 40 في المائة من وزن كل قنبلة من هذه القنابل يتكون من خليط شديد الانفجار، أما الباقي فيأتي من علبتها الفولاذية. وعند تفجيرها، تتحول القنبلة إلى شظايا حادة يمكن أن تمزق أجساد البشر والمركبات غير المدرعة على حد سواء.

وأكدت، أن الولايات المتحدة احتكرت هذه القنابل لبعض الوقت، ولكن الآن يتم بيع مثل هذه القنابل إلى أستراليا والبرازيل وكندا وفرنسا والهند وإيطاليا وباكستان وإسبانيا وسويسرا وتركيا والإمارات العربية المتحدة.

وتصنع إسرائيل نسخها الخاصة من هذه القنابل، لكن، بحسب نيويورك تايمز، فإن بيانات التصدير تشير أن إسرائيل تشتري معظم قنابلها من الولايات المتحدة من خلال منحة سنوية قدرها 3.5 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين.

وفي تقرير منفصل لصحيفة نيويورك تايمز، نُشر يوم السبت، جاء أن قرار جو بايدن بتعليق هذه الشحنة من القنابل هو "خطوة رمزية"، وأن الأسلحة الأميركية الأخرى لازالت تتدفق، كما أن الإسرائيليين بحوزتهم ما يكفي من قنابل للمضي قدمًا بمفردهم في الحرب.

وبيّن التقرير، أن قرار وقف إرسال شحنة القنابل جاء على خلفية "الصدام" بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو حول اجتياح رفح، مضيفًا أن هذا "الصدام" بدأ في شهر شباط/فبراير الماضي، عندما أجرى بايدن "محادثة مليئة بالتوتر" مع نتنياهو، حذره فيها أن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل يعتمد على كيفية تعامل إسرائيل في موضوع اجتياح رفح.

أجرى بايدن "محادثة مليئة بالتوتر" مع نتنياهو، حذره فيها أن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل يعتمد على كيفية تعامل إسرائيل في موضوع اجتياح رفح.

وبحسب نيويورك تايمز، فإن محادثة بايدن ونتنياهو، حينها، "كانت لحظة غير عادية"، وقد أبقى البيت الأبيض هذا الخلاف في السر، مضيفة أن "التحذير الدقيق للغاية من بايدن وقع على آذان صماء".

وأضافت، أن جو بايدن يعتقد بأن زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار، يريد من إسرائيل أن تنفذ اجتياحًا بريًا لقطاع غزة، لأن ذلك سيؤدي إلى عزل إسرائيل عن العالم.

ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى ضغوطات على جو بايدن بدأت فور عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، من أجل كبح جماح "الانتقام الإسرائيلي الشرس"، وكانت نظرية بايدن دائمًا أن الأحاديث المنفردة مع إسرائيل، كأصدقاء، سيكون لها تأثير أكبر من الضغط على قادتها علنًا، لكن مع مرور الوقت بدأ يعبر عن إحباطه علنًا.

وأفادت نيويورك تايمز، أن إدارة بايدن كانت تعتقد أن إسرائيل ستدخل المرحلة الثالثة من الحرب على غزة بحلول نهاية شهر كانون ثاني/يناير، بحيث تسحب معظم قواتها من غزة باستثناء لواء واحد، وتركز أكثر على الضربات الموجهة نحو هدف محدد بناءً على معلومات استخبارية، وهذا يناسب بايدن، الذي يريد الانتقال لإعادة الإعمار واتفاق واسع مع لاسعودية يمنح إسرائيل اعترافًا من شأنه تغيير المنطقة.

وأوضحت، أن إدارة بايدن مع انتهاء شهر كانون ثاني/يناير بدون الانتقال للمرحلة الثالثة، بدأت تناقش إن كان الإسرائيليون قد كذبوا عليهم، أو أنهم ببساطة عالقون في حرب لا يمكن التنبؤ بمجرياتها.

ورغم هذه التطورات، فإن بايدن، وفقًا لتقرير نيويورك تايمز، ظل أكثر من يقاوم الضغوطات داخل البيت الأبيض لكبح جماح نتنياهو، باتخاذ إجراءات مثل وقف بيع الأسلحة.

وبحسب مارتن إنديك، السفير الأميركي مرتين لدى إسرائيل، فإن الاحتجاجات في الولايات المتحدة، وعلى رأسها الجامعات، تدفع بايدن إلى مكان لم يتوقع أن يذهب إليه، وهي التي جعلته يتحدث بقوة ويصدر الإنذار.