كشف تحقيق نشرته صحيفة هآرتس عن فشل ذريع لمشروع "أتلانتس" الذي نفّذه جيش الاحتلال بهدف إغراق أنفاق حركة حماس في قطاع غزة، بالمياه.
هآرتس: مشروع "أتلانتس" للقضاء على أنفاق حماس بغزة بغمرها بالمياه، فشل، ولم يعد قيد الاستخدام، ولا يستطيع أحد في الجيش أن يتحدّث عن الفائدة التي تحققت
ونظام "أتلانتس" اختراق هندسيّ تكنولوجيّ للتعامل مع التحديات التي يواجهها جيش الاحتلال تحت الأرض، بضخّ المياه للأنفاق، غير أنّ المشروع فشل في تغيير قواعد اللعبة كما كانت تطمح قيادة الجيش التي راهنت عليه للقضاء على منظومة أنفاق حماس بغزة.
وطبقًا لما نشرته هآرتس مساء الخميس، فإن قادة الجيش الإسرائيليّ الذين بشّروا بجدوى المشروع ليس بمقدورهم حاليًا الادّعاء بأنه حقق أي نتيجة رغم التكاليف الباهظة.
▶️ جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن رسميًا ضخّ مياه إلى #الأنفاق في قطاع #غزة، ضمن محاولاته لتحييد شبكة أنفاق كتائب القسام. pic.twitter.com/8b2iToYZex
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 30, 2024
واضطر جيش الاحتلال لإيقاف العمل بالمشروع الفاشل سرًا، وتجنّب الإعلان عن ذلك لتفادي أيّ انتقادات، علمًا أنّه كان قرر الشروع في التنفيذ قبل الحصول على الرأي الاستشاري من الجهات المعنيّة صاحبة الاختصاص، بحسب "هآرتس" التي قالت إن وراء تسريع عملية استخدام هذا النظام ضغوط مارسها قائد قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء يارون فينكلمان.
الصحيفة الإسرائيليّة أشارت إلى أنّ الجيش جرّب المشروع في نفق واحد، غير أنّه عجز عن إثبات فعاليّته نظرًا لعدم القدرة على رصد تأثير غمر النفق بالمياه على المقاتلين، إضافة لعدم امتلاك معلومات استخبارية عمّا إذا كان بداخل النفق جنود أسرى في يد رجال حماس.
وبيّن التحقيق أنّ مهندسي حماس من خبراء الأنفاق استعدّوا جيّدًا خلال التخطيط لبناء الأنفاق لاحتماليّة قيام الجيش بغمرها بالمياه، فشيّدوا مصارف فعّالة.
واعتمدت "هآرتس" في تحقيقها على محادثات مع مصادر مطلعة على تطوير المشروع وتشغيله، وإلى وثائق وبروتوكولات من مناقشات مغلقة شارك فيها كبار ضباط الجيش والمهنيين الذين كشفوا عن الإخفاقات.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في كانون ثان/ يناير أن نظام "أتلانتس" لإغراق الأنفاق بمياه البحر لم يدمر سوى بضعة كيلومترات منها في قطاع غزة، بعد أن قال إن وحدات من الجيش ووزارة الأمن طوّرت عددًا من الأدوات لضخ المياه فيها. وزعم في حينه أن خطته تضمّنت عملًا شاملًا ضمّ تحليل خصائص التربة ونظام المياه في المنطقة.
وفي حينه، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، القول: "جئنا إلى الحرب دون حل حاسم لمسألة الأنفاق"، وأنّه "كلما كانت الأنفاق بعيدة عن البحر اكتشف الإسرائيليون أنه من الصعب تدفق المياه تحت ضغط عال عبر الأنابيب".
