18-أغسطس-2024
أطباء إسرائيليون

كشفت القناة 13 الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن معطيات تشير إلى تزايد ظاهرة الهجرة الجماعية للأطباء الإسرائيليين إلى الخارج، وهي ظاهرة تفاقمت بشكل ملحوظ بعد الحرب الأخيرة التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر. 

هذه الهجرة، التي كانت في السابق مجرد تهديدات خلال فترة الانقلاب القضائي، أصبحت الآن واقعًا ملموسًا، مما يزيد تعقيد أزمة نقص الأطباء في إسرائيل، بحسب القناة. 

ولا تقتصر أسباب هذه الهجرة على الخوف من الحرب، بل ترتبط أيضًا بحالة الانقسام الاجتماعي والسياسي الناتجة عن تلك الحرب.

يتجاوز 25% من الأطباء الحاليين في إسرائيل سنّ 67 عامًا، فيما يواجه الأطباء بعد عودتهم إلى إسرائيل صعوبات في الاندماج مجددًا بسبب غياب برامج دعم فعالة

ولإظهار حجم القلق الذي يعمّ القطاع الصحي، أجرت القناة مقابلة مع البروفيسور غيل فاير، النائب الطبي لمدير عام مستشفى إيخيلوف، الذي أعرب عن قلقه العميق إزاء هذه الظاهرة. وقال فاير: "في فترة الانقلاب القضائي، هدد العديد من الأطباء بمغادرة إسرائيل إذا نُفِّذَت الإصلاحات. ومع بداية الحرب في السابع من أكتوبر، تحولت هذه التهديدات إلى واقع، حيث ارتفعت أعداد الأطباء المغادرين بشكل كبير".

وأوضح فاير أنه في البداية كان ينكر وجود هذه الظاهرة، لكنه أدرك خطورتها بعد أن رأى الأرقام الفعلية، واصفًا ما يحدث بأنه "مغادرة صامتة" تصاعدت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.

ولم تكشف القناة عن المعطيات الدقيقة التي تبرز نطاق ظاهرة الهجرة الجماعية الصامتة للأطباء، إلا أن فاير أكد أن عددًا من كبار الأطباء في مستشفى إيخيلوف، قد غادروا على ما يبدو بلا نيّة للعودة، من بينهم أطباء يُعتبرون من أبرز الأطباء في إسرائيل والعالم.

وحول أسباب هذه الهجرة وتأثيراتها على إسرائيل، يشير الباحث والصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب لـ"الترا فلسطين"، إلى أن إسرائيل تواجه أزمة حادة في نقص الأطباء نتيجة لعدة عوامل مترابطة. من أبرز هذه العوامل، اقتراب نسبة كبيرة من الأطباء من سن التقاعد، حيث يتجاوز 25% من الأطباء الحاليين سن 67 عامًا. ويُقدر عدد الأطباء الإسرائيليين العاملين في الخارج بحوالي 3,700 طبيب، وهو ما يؤدي إلى نقص حاد في الأطباء المتاحين داخل دولة الاحتلال. كما يواجه الأطباء بعد عودتهم صعوبات في الاندماج مجددًا بسبب غياب برامج دعم فعالة.

وتعاني إسرائيل بشكل خاص من نقص حاد في أطباء التخصصات الحرجة مثل التخدير والجراحة العامة والأمراض النفسية وطب الأطفال. ويؤثر هذا النقص بشكل كبير على مناطق مثل النقب والجليل، التي تعاني من صعوبات كبيرة في الحصول على رعاية طبية متخصصة.

وتعتمد إسرائيل بشكل كبير على الأطباء الذين تلقوا تعليمهم في الخارج. حيث أظهرت الإحصاءات أن 58% من الأطباء الجدد في إسرائيل عام 2022 كانوا من خريجي مدارس طبية أجنبية. ورغم هذا الاعتماد، تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في تدريب الأطباء المحليين، إذ أن عدد الطلاب الذين يدرسون الطب في الجامعات الإسرائيلية لا يزال أقل بكثير من متوسط دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD).