الترا فلسطين | فريق التحرير
أطلق مجهولون فجر الجمعة، النار، وأحرقوا مركبة عضو بلدية مدينة نابلس، مؤيد دويكات، في منطقة عسكر البلد، شرق المدينة، في مشهد تكرر مؤخرًا، وهو ما تؤكده الشرطة الفلسطينية.
قوبلت حادثة الاعتداء على ممتلكات عضو بلدية نابلس، بحالة استنكار شديدة في الأوساط المجتمعية التي حذّرت من اشتعال نار الفتنة في المدينة
واليوم السبت، نظمت بلدية نابلس وعائلة دويكات ومؤسسات المدينة والقوى الوطنية، اعتصامًا أمام مبنى البلدية تعبيرًا عن رفض حادثة إطلاق النار التي تكررت في الآونة الأخيرة مع آخرين.
يروي عضو بلدية نابلس مؤيد دويكات لـ "الترا فلسطين" أنّ زوجته وأولاده سمعوا فجر أمس حركة في محيط المنزل، وكالعادة ظنوا أن جيش احتلال يتواجد في المنطقة، وطلبت زوجته من الأولاد عدم الخروج، ولكن الحركة زادت وسمعوا صوت إطلاق نار وانفجار، ما دفعهم لإيقاظ والدهم، ومن ثم كان هناك دخان ورائحة حريق.
وأضاف في تعقيب لـ"الترا فلسطين" أنهم خرجوا من باب جانبي وإذا بسيارته مشتعلة تمامًا، فاتصلوا بالإطفاء وأجهزة الأمن، لكن الإطفاء لم تتمكن من إخماد النار المشتعلة في السيارة بشكل قوي بواسطة مادة قوية الاشتعال.
وأفاد دويكات، أن المباحث الجنائية حضرت وعاينت الموقع، والتحقيقات جارية من خلال سحب تسجيلات الكاميرات، وتحليل المعلومات وربطها ببعضها، ولكن حتى الآن لم يبلغ بأي نتائج.
ونفى دويكات وجود أي عداوات أو مشاكل شخصية مع أي أحد، وقال إن علاقته مع الجميع قوية وطيبة، ولكن من الوارد أن يكون على خلفية عمله في البلدية، ولكن لا يريد أن يستبق الأحداث.
وحول إن كان اتخذ قرارات أو شارك ضمن لجان في المجلس أثارت رفض آخرين، قال دويكات "أنا منذ دخولي المجلس البلدي ولدي نشاط، وعضو في عدة لجان ومكلف ضمن لجان بعدة ملفات، ولكن لم يحصل شيء يستدعي هذا الاعتداء بهذا الحجم".
وأمس الجمعة، اجتمع المئات من أبناء عائلة دويكات في ديوان العائلة في بلدة عسكر، قرب نابلس.
وعلم "التر فلسطين" أن العائلة قررت إصدار بيان صحفي جرى اليوم تلاوته خلال الوقفة، وعبّر عن موقف العائلة بشكل واضح، وكان هناك قرار آخر بتشكيل لجنة لمتابعة القضية والوصول إلى الفاعلين عبر الجهات الرسمية والمعنية والإصرار على كشفهم وتقديمهم للعدالة.
بدوره، أكد المتحدث باسم الشرطة لؤي ارزيقات في تصريح لـ"التر فلسطين"، أن الشرطة فتحت تحقيقًا في الحادثة.
رئيس بلدية نابلس: سنكون سدًا منيعًا أمام الفتنة
وخلال الوقفة اليوم، استنكر رئيس بلدية نابلس سامي حجاوي، حرق سيارة زميلهم، وقال إن "هذا العمل مستهجن بكافة المقاييس في الوقت الذي تتعرض نابلس لانتهاكات الاحتلال تكون مثل هذه الأعمال مدانة بكل تأكيد".
ووجّه حجاوي "رسالة واضحة لكل من يريد أن يفتعل فتنة في هذه المدينة"، بالقول: "سنكون سدًا أمام أي فتنة لأن العدو الوحيد هو الاحتلال"، كما وجّه رسالة لعناصر الأجهزة الأمنية طالبهم فيها بالإسراع في كشف الفاعلين، لتجنّب تكرار أعمال تهدد السلم الأمني وتزعزع الاستقرار.
عائلة دويكات: محاولة لزرع الفتنة
وحذّر بيان عائلة دويكات من "ظاهرة برزت مؤخرًا ومورست سابقًا من قبل خفافيش الليل من قبل خونة ومندسين بهدف زرع الفتنة والنيل من صمود شعبنا من خلال الاعتداء على أملاك المواطنين". وقالت العائلة: "ننظر لهذه الأعمال الإجرامية الدنيئة كامتداد لأساليب ومحاولات الاحتلال الإجرامية للنيل من شعبنا".
واعتبرت العائلة أن "ما حدث من اعتداء، والتطاول على حرمة منزل (مؤيد دويكات) يشكل جريمة دنيئة تمارسها خفافيش الظلام في محاولة لزرع الفتنة وضرب النسيج الأهلي المتين بين أبناء شعبنا".
وأكدت العائلة على موقفها المتمثل بتحريم الاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، وحثت الأجهزة الأمنية على بذل جهدها والإسراع بكشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة.
كما أكدت أنها بالرغم من قدرتها على ملاحقة المجرمين بما لديها من إمكانيات، إلا أنها تضع الأمر أمام الجهات المختصة إيمانًا منها بسيادة القانون.
ليست أول مرة
وحول تكرار هذه الحوادث في نابلس، أكد الناطق باسم الشرطة، العقيد لؤي ارزيقات، أن هذه الحالة موجودة، وتحاول الأجهزة الأمنية بكل الطرق السيطرة عليها، وبشكل يومي هناك ضبط سلاح والقبض على أشخاص خارجين عن القانون.
لكن ارزيقات بيّن لـ"الترا فلسطين" أن هؤلاء الأشخاص يتسترون في مناطق مصنفة (ج) خارج سيطرة السلطة، على حد قوله، مضيفًا أنهم "يستغلون اقتحامات الاحتلال لتنفيذ بعض الجرائم أثناء وجود الاحتلال، وهذه من المعيقات أمام الأجهزة الأمنية".
ونفى ارزيقات أن ترقى هذه الأعمال إلى مستوى الجريمة المنظمة، قائلاً إنها خلافات مالية أو عائلية أو ثأرية.
نقابة المهندسين: غياب العقاب يولّد المزيد من الاعتداءات
وأصدرت نقابة المهندسين في نابلس، تصريحًا جاء فيه أن "أفعال الظلام هذه تأتي في سياق تهديد السلم الأهلي واستقواء الخفافيش بأوقات انتشار جيش الاحتلال ليلًا"، وطالبت المحافظة والأجهزة الأمنية وجميع الجهات المعنية بالقيام بواجبها كون الحدث فيه تهديد مباشر لحياة مواطن وعائلته وشخصية عامة لها دورها المجتمعي.
واعتبرت أن "غياب العقاب وملاحقة الجُناة مع تكرر مثل هذه الأحداث (إطلاق النار على سيارتي المهندس يزن مصباح جبر، والأستاذ أيمن المصري) لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاعتداءات المماثلة".