28-أغسطس-2024
التطعيم ضد شلل الأطفال

(Getty)

قالت القناة الـ13 الإسرائيلية، إن دولة الاحتلال وافقت على طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بتنفيذ وقف لإطلاق النار في غزة، وليس في إطار مفاوضات تبادل الأسرى، لغرض تطعيم أهالي غزة ضد شلل الأطفال.

وأوضحت القناة الإسرائيلية، أن "القرار اتخذ من قبل نتنياهو والمؤسسة الأمنية. ولم يُبْلَغ الوزراء في الحكومة الإسرائيلية". ووصفت حركة حماس الأنباء عن الهدنة بـ"تلاعب جديد ومراوغة مكشوفة لمواصلة حرب الإبادة الجماعية والقتل المُمنهج ضد شعبنا".

طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بوقف إطلاق النار خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "هذا ليس وقف إطلاق نار، ولكن تخصيص أماكن معينة في القطاع للتطعيم، وطُرِح الموضوع في مجلس الوزراء، وحظي بدعم الوزراء".

وتتواصل المفاوضات بشأن صفقة التبادل، وأعلنت القناة الـ13 الإسرائيلية، مساء اليوم الأربعاء، أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي لا يشكل جزءًا من الاتفاق.

وطالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بوقف إطلاق النار خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي. ووفق المصدر الإسرائيلي "القرار اتخذه نتنياهو والجهاز الأمني، ولم يُبْلَغ الوزراء".

وأضافت القناة الإسرائيلية: "بحسب الموقف الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، فإن القطاع ليس على حافة الوباء، وهذه الخطوة تأتي كإجراء وقائي".

وذكر مكتب نتنياهو أن "التقرير غير صحيح. وهذه ليست هدنة، بل مجرد تخصيص أماكن معينة في القطاع. كما عُرِض الأمر على مجلس الوزراء، وحظي بدعم الوزراء".

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق: إنَّ "حديث المجرم نتنياهو عن تخصيص أماكن ومربعات معيَّنة داخل قطاع غزَّة من أجل إتاحة الفرصة للتطعيم ضد شلل الأطفال، ليس موافقة على هدنة إنسانية طالبت بها الأمم المتحدة ومنظمات دولية، وإنما هو تلاعب جديد ومراوغة مكشوفة لمواصلة حرب الإبادة الجماعية والقتل المُمنهج ضد شعبنا، والإمعان في الموت البطيء لأطفال غزَّة".

وأضاف الرشق: "هذه الطريقة المشبوهة التي يحاول نتنياهو وحكومته فرضها، من شأنها  إفشال خطوة الامم المتحدة، وحرمان مئات الأطفال من التطعيم ضد شلل الأطفال. والمطلوب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط بكل الوسائل على نتنياهو بقبول هدنة إنسانية شاملة في قطاع غزَّة، للتمكّن من تنفيذ التطعيم لكل أطفال القطاع، وفق دعوة الأمم المتحدة، وليس انتقاء أماكن معيّنة تختارها حكومة الاحتلال الفاشية كما تشاء، لتواصل ممارسة جرائمها الوحشية بحقّ المدنيين والأبرياء العزَّل". 

واستمر في القول: "نجدّد دعمنا لمبادرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بضرورة البدء الفوري والعاجل في هدنة إنسانية شاملة في كامل قطاع غزَّة، تسمح بتنفيذ حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، لكل أطفالنا في القطاع، الذين يعيشون مأساة حقيقية جراء تفشي الأمراض والأوبئة، بسبب استمرار الاحتلال في عدوانه وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ أكثر من عشرة أشهر".

وفي يوم أمس، حذرت الأمم المتحدة من أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتزايدة في غزة تعيق قدرتها على تقديم المساعدات الإنسانية، وتفاقم من الوضع الإنساني المتردي في القطاع، وذلك قبيل بدء حملة تطعيم حاسمة لمكافحة انتشار فيروس شلل الأطفال.

ومن المقرر أن تبدأ حملة تطعيم واسعة النطاق للأطفال ضد شلل الأطفال نهاية الأسبوع الجاري، بعد اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس في غزة منذ 25 عامًا. وقد أصيب طفل بالشلل الجزئي نتيجة الفيروس، فيما يحذر الخبراء الصحيون من أن الفيروس قد ينتشر بسرعة في ظل الظروف الصحية المتدهورة والاكتظاظ السكاني في المخيمات التي تؤوي آلاف الفلسطينيين النازحين.

وقال جوناثان كريكس، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في المنطقة: "من المؤكد أنه من شبه المستحيل تنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال على نطاق واسع في منطقة تشهد نزاعًا نشطًا".

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة: "هذه أوامر الإخلاء تجعل عملنا شبه مستحيل". وأضاف أن العمليات الإنسانية المستمرة في غزة تمثل "قطرة في بحر" مقارنةً باحتياجات 2.2 مليون فلسطيني محاصرين في القطاع.

وفي 23 آب/أغسطس، قالت وزارة الصحة في غزة: "مع بدء دخول مستلزمات حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال إلى قطاع غزة، فإنه من الضروري وقف إطلاق النار لإنجاح الحملة".

وأضافت: "حملة التطعيم لن تكون مجدية وحدها في ظل عدم توفر المياه الصحية، ومستلزمات النظافة الشخصية وانتشار مياه الصرف الصحي بين خيام النازحين، وفي ظل عدم توفر بيئة صحية سليمة".