14-أغسطس-2024
إيران عازمة على الرد

(Getty) قال السفير الأميركي لدى تركيا إن الولايات المتحدة تطلب من تركيا وحلفاء آخرين لهم علاقات مع إيران إقناعها بخفض التوترات في الشرق الأوسط

أعلنت البعثة الإيرانية لدی الأمم المتحدة أن إيران لیس لها أي ممثلین في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة والتي ستعقد یوم الخمیس.

وأوضحت الممثلیة الإيرانية لدی الأمم المتحدة، أنه "لا یوجد أي مشارکة أو ممثلین لإيران في مفاوضات وقف إطلاق النار بین حماس وإسرائيل بوساطة قطر ومصر وأميركا"، وفق ما ورد في وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.

قال مسؤول أميركي "هناك الكثير من التخطيط، من قبل إيران وحزب الله، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد"

وجاء النفي الإيراني، بعدما زعمت وکالة رویترز، یوم الثلاثاء، أن "إيران تدرس إرسال ممثل ولأول مرة إلی المشارکة في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة رغم أنه من المتوقع ألا یشارك الممثل في الإجتماعات مباشرة".

وردًا علی سؤال وسائل الإعلام الأميركية عما إذا کانت إيران ستوفد ممثلًا عنها للمشارکة في مفاوضات وقف إطلاق النار، قالت البعثة الإيرانية: "نحن لم نشارك في المفاوضات غیر المباشرة المتعلقة بوقف إطلاق النار بين حماس والكیان الصهیوني والتي تجری بواسطة قطر ومصر وأميركا کما لیست لدینا أية نیة حالیًا للمشارکة فیها".

وکما رفض مصدر إيراني مطلع في تصریح لوکالة "إیسنا" الإيراتية، ما ورد في تقرير "رویترز" في هذا الشأن.

وفي وقت سابق، قال ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار إن "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة نتيجة للمحادثات المأمولة هذا الأسبوع هو وحده الذي سيمنع إيران من الرد المباشر على إسرائيل لاغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها"، وفق "رويترز".

وقال مصدران لـ"رويترز" إن "إيران تدرس إرسال ممثل إلى محادثات وقف إطلاق النار. ومع ذلك، قالا إن الممثل لن يحضر الاجتماعات بشكل مباشر، لكنه سيشارك في مناقشات خلف الكواليس للحفاظ على خط اتصال دبلوماسي مع الولايات المتحدة أثناء استمرار المفاوضات"، وهو ما تنفيه المصادر الإيرانية.

وقال مصدران كبيران مقربان من حزب الله اللبناني إن "طهران ستمنح المفاوضات فرصة لكنها لن تتخلى عن نواياها بالرد"، بحسب "رويترز".

بدوره، أکد الرئیس الإيراني مسعود بزشكیان في اتصال هاتفي مع رئیس الوزراء البریطاني کیر ستارمر علی أن "صمت الأوساط الدولیة حیال جرائم کیان الاحتلال غیر المسبوقة والمناهضة للبشریة یتعارض مع القوانین الدولیة حیث یحرض الكیان علی استمرار الجرائم ویهدد السلام والأمن في المنطقة والعالم".

وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأميركي بايدن للصحفيين إنه يتوقع أن تتوقف إيران عن مهاجمة إسرائيل إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في الأيام القليلة المقبلة.

وقال مسؤول أميركي "هناك الكثير من التخطيط، من قبل إيران وحزب الله، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد".

وأكد بايدن أنه يشعر بـ"القلق إزاء هجوم إيراني محتمل على إسرائيل وتداعياته على اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار". وقال إن التوصل إلى اتفاق أصبح أكثر صعوبة لكنه لن يستسلم. وأضاف بايدن "سنرى ما ستفعله إيران. سنرى ما سيحدث".

وعندما سئل عما إذا كان يتوقع أن تتوقف إيران عن توجيه ضربة انتقامية إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قال بايدن: "هذا توقعي".

وفي وقت سابق، قال السفير الأميركي لدى تركيا إن الولايات المتحدة تطلب من تركيا وحلفاء آخرين لهم علاقات مع إيران إقناعها بخفض التوترات في الشرق الأوسط.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الثلاثاء، إن الدعوات الصادرة عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا لإيران بضبط النفس فيما يتصل بإسرائيل "تفتقر إلى المنطق السياسي وتتناقض مع مبادئ القانون الدولي، وتمثل طلبًا مبالغًا فيه"

وأصدرت الدول الأوروبية الثلاث بيانًا، يوم الإثنين، تدعو فيه إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن شن هجمات ضد إسرائيل عقب اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران الشهر الماضي.

ويقول المحللون إنه من "المؤكد تقريبًا" أن إيران سترد على الضربات الإسرائيلية، لكنها ستسعى إلى تجنب بدء حرب شاملة.

وقال فرزين نديمي، زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إيران تريد أن يكون ردها أكثر فعالية بكثير من هجوم 14 نيسان/أبريل".

وفي وقت سابق، أكدت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن طهران رفضت تحذيرات وعروضًا حول مفاوضات غزة واستئناف المفاوضات النووية لثنيها عن مهاجمة إسرائيل، مشيرة إلى أن أطرافًا أوروبية ووسطاء (بينها وبين الولايات المتحدة) طالبوا إيران بتجنب مهاجمة إسرائيل، لمنح المزيد من الوقت لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وأوضحت المصادر أن طهران أبلغت الأطراف بأن المفاوضات في حاجة إلى ضغوط عملية على الاحتلال لوقف الحرب، و"ليس شراء المزيد من الوقت لمواصلتها". 

وبحسب المصادر ذاتها، لم يكن القرار الأميركي باستئناف المفاوضات، الخميس، ضمن تفاهم مع طهران، والهدف من الخطوة "غير الصادقة" هو ممارسة الضغط لتجنب الردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

ولفتت إلى أن إيران أكدت للأطراف التي تواصلت معها أن ردها "حتمي ولن يلغى"، مشيرة إلى أن الأطراف الأوروبية والغربية باتت على قناعة بحتمية الرد، وأصبحت تطالب بالحد من نطاقه وشدته. 

وقالت المصادر إن طهران أكدت للأطراف التي تواصلت معها أنها "تريد فقط تأديب الكيان الصهيوني على تجاوزه الخطوط الحمراء، ولا تسعى إلى حرب"، لكنها أبلغت أميركا وأوروبا أن أي رد إسرائيلي على الهجوم سيجلب ردًا إيرانيًا أقوى. 

وبحسب المصادر، أبلغت إيران الأطراف الأخرى بأن أي تدخل أميركي أو غربي في أي هجوم إسرائيلي سيؤدي إلى إشعال حرب شاملة في المنطقة، لافتة إلى أن تكثيف الاتصالات الأوروبية المباشرة خلال الأيام الأخيرة جاءت بعد فشل الأطراف الوسيطة بين الإدارتين الإيرانية والأميركية في إقناع إيران بعدم مهاجمة إسرائيل.