18-يونيو-2024
فشل الميناء الأميركي العائم

(Reuters)

قالت منظمات إغاثة إن الميناء الأميركي البحري المؤقت الذي تبلغ تكلفته 230 مليون دولار والذي بناه الجيش الأميركي في غضون مهلة قصيرة لتسريع المساعدات الإنسانية إلى غزة قد فشل إلى حد كبير في مهمته، ومن المحتمل أن ينهي عملياته قبل أسابيع من الموعد المتوقع أصلًا، بحسب "نيويورك تايمز".

وأشار تقرير "نيويورك تايمز"، إلى أنه خلال شهر أيار/مايو الماضي، عمل الميناء الأميركي العائم لمدة 10 أيام فقط. وفي بقية الوقت، كان يتم إصلاحه بعد أن حطمته الأمواج الهائجة، أو تم فصله لتجنب المزيد من الضرر أو توقف مؤقتًا بسبب مخاوف أمنية.

وأضافت: "لم يكن المقصود من الميناء أبدًا أن يكون أكثر من مجرد إجراء مؤقت بينما ضغطت إدارة بايدن على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المواد الغذائية والإمدادات الأخرى إلى غزة عبر الطرق البرية، وهي طريقة أكثر فعالية بكثير لتقديم الإغاثة. ولكن حتى الأهداف المتواضعة للرصيف من المرجح أن تكون غير كافية"، كما يقول بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين.

الميناء الأميركي العائم قبالة ساحل غزة فشل في مهمته وقد يتم تفكيكه مطلع الشهر المقبل 

وأوضح التقرير أنه كان من المتوقع استمرار الميناء الأميركي العائم في العمل حتى أيلول/سبتمبر، ولكن الآن قد يتم تفكيكه في غضون وقت مبكر من الشهر المقبل، فيما تأمل الولايات المتحدة "الضغط على إسرائيل لفتح المزيد من الطرق البرية".

وكتب ستيفن سيملر، المؤسس المشارك لمعهد إصلاح السياسات الأمنية، في مقال لمجلة " فن الحكم المسؤول "، وهو أحد منشورات معهد كوينسي، أن الميناء الأميركي "لا يعمل، على الأقل بالنسبة للفلسطينيين". وأضاف سملر أن الميناء الأميركي لم ينجح إلا في توفير "غطاء إنساني" لسياسة إدارة بايدن بدعم القصف الإسرائيلي لغزة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنه بالإضافة إلى توصيل المساعدات مع إغلاق العديد من الطرق البرية، سلط الميناء الضوء على الحاجة الملحة لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية بشكل عام إلى غزة. لكن تحديات المشروع أحبطت وخيبة أمل كبار المسؤولين في إدارة بايدن.

وبحسب مصادر أميركية، فإن "هناك نقطة مضيئة واحدة، وهي أن الميناء لم يتعرض بعد لهجوم". رغم استخدام إسرائيل محيطه في عملية استعادة أربعة أسرى من مخيم النصيرات انتهت في مجزرة مروعة.

وحول فاعلة الميناء الأميركي عمومًا، قال عمال الإغاثة لـ"نيويورك تايمز": إن ما يعادل سبع شاحنات فقط من المساعدات تصل إلى غزة عبر الرصيف كل يوم عندما يعمل، وهو أقل بكثير من الهدف المتمثل في زيادة عدد الشاحنات إلى 150 شاحنة يوميًا.

وبعد عملية النصيرات، أفادت مصادر لـ"الترا فلسطين" أن حركة حماس، تقوم بتحقيق "هادِئ" في تورط الولايات المتحدة في عملية النصيرات، سواء عبر استخدام الميناء الأميركي العائم أو شاحنة المساعدات التي اقتحمت القوة الإسرائيلية الخاصة بها مخيم النصيرات.

وقال قيادي في حركة حماس لـ"الترا فلسطين": "في كل فترة نُقيم داخليًا المرحلة التي مضت، وبالتأكيد بعد الذي جرى السبت في النصيرات، وحال ثبت في عمليات البحث والتحري، أن عملية الاحتلال في النصيرات، نفذت عبر منطقة الميناء، فإن الحركة في قطاع غزة ستتخذ قرارًا مفصليًا فيما يخص الميناء أو الممر".

وتابع القيادي من حماس، الذي اشترط عدم ذكر اسمه للحديث عن موضوع حساس: أنه من "الوارد وبشكلٍ كبير أن يكون التواجد الأميركي في منطقة الميناء البحري، قد استخدم لأعمال تجسسية ولا يوجد عاقل يشكك بهذه الاحتمالية"، مؤكدًا أن "الأهداف السياسية والأمنية من الميناء، غير غائبة عن حركة حماس وتحت الرقابة".

وحينها، قال عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي علي أبو شاهين في تصريحات لـ"الترا فلسطين"، إنه رغم نفي الإدارة الأميركية المشاركة، لكن هناك مؤشرات وتسريبات إعلامية تشير إلى أن الإدارة الأميركية متورطة بما حصل في النصيرات، سواء عن طريق الممر البحري أو على مستوى الخدمات الاستخبارية والتعاون اللوجستي".

وأضاف القيادي في الجهاد الإسلامي أبو شاهين: "كل ما سبق، يشير إلى أن الإدارة الأميركية متورطة وغطت العدوان، إذ كان هناك تبريرات من الإدارة الأميركية، ولم تتم إدانة المجزرة رغم كلامهم الدائم عن رفضهم لما يجري في رفح والتظاهر بالاهتمام بالخسائر الإنسانية، وهذا دليل تورط الإدارة الأميركية".

وتابع:" نحن نرصد ما يجري على المستوى السياسي والميداني ونتعامل معه، وأي مسألة تثبت فيها ضرر على الشعب الفلسطيني والمقاومة سنتعامل معها في حينه، وفقًا لما يثبت لنا من معطيات، وسيُبنى على الشيء مقتضاه".

وقال عضو المكتب السياسي ومسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج، عمر مراد لـ"الترا فلسطين" إن عملية النصيرات تؤكد "استخدام الميناء الأميركي لمواجهة شعبنا".

وتابع مراد: "الشبهة بأن الميناء الأميركي استخدم في مجزرة النصيرات قائمة، وإذا ثبتت الشبهات عبر التحقيقات التي تجريها المقاومة حاليًا بشكل قاطع، حينها لن نتردد لا نحن ولا غيرنا من قوى المقاومة على الأرض من وضع الرصيف الأميركي في دائرة الاستهداف".

وأضاف القيادي في الجبهة الشعبية: "حاليًا هناك جهد كبير عبر المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة على ضوء قرار مجلس الأمن أمس، لكن في حال فشلت هذه الجهود واستئناف استخدام الميناء الأميركي ضد المقاومة، حينها لا شيء سيكون خارج نطاق الاستهداف، ولدينا استعداد وإمكانيات لتوجيه ضربات مؤلمة لكل القوى المتآمرة على شعبنا نحن وقوى المقاومة في كل مكان".

وفي وقت سابق، وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الميناء الأميركي العائم بـ"كذبة إنسانية باعت أميركا من خلاله الوهم للعالم، واستخدمته كغطاء لتجميل موقفها المنحاز والشريك للاحتلال في عدوانه على شعبنا".