29-أغسطس-2024
تحرش جنسي من جندي إسرائيلي في شابة بالخليل

(Getty) اشتكت شابة من الخليل من تحرش جندي إسرائيلي بها، وبحسب سكان المدينة، فإن هذه ليست الحالة الوحيدة

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن تحرش جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في شابة من مدينة الخليل، خلال مرورها عبر أحد الحواجز داخل المدينة.

ووفق الصحيفة، اشتكت شابة من الخليل من تحرش جندي إسرائيلي بها، وبحسب سكان المدينة، فإن هذه ليست الحالة الوحيدة.

حادثة التحرش التي وقعت على حاجز بالخليل، كشفت عن شهادات النساء في الخليل حول المعاملة المهينة التي يتعرضن لها من جنود الجيش الإسرائيلي على الحواجز منذ اندلاع حرب غزة

وقالوا إنه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، ساءت معاملتهم على الحواجز. قالت سيدة: "بدأ جندي يلتقط صورًا لنا، ويقول: كم هي جميلة". وشهد آخرون بشأن تفتيش الهاتف والتصريحات الوقحة.

وأفادت مواطنة فلسطينية من مدينة الخليل، بأن جنديًا إسرائيليًا، تحرش بها جنسيًا على حاجز في المدينة، عندما أنزل سرواله قبل نحو أسبوعين، بينما كانت تسير بمفردها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحادثة التي وقعت على الحاجز، كشفت عن شهادات النساء في الخليل حول المعاملة المهينة التي يتعرضن لها من جنود الجيش الإسرائيلي على الحواجز منذ اندلاع الحرب، وخاصة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك التقاط صور لهن، والإشارة إلى مظهرهن، وتفتيشهن وتفتيش هواتفهن، مع تحرش لفظي.

ووقعت الحادثة التي شهدت عليها السيدة، مساء السبت 17 آب/أغسطس، على الحاجز المعروف باسم "تمار" في حي تل الرميدة بمدينة الخليل. وقالت: "نحن نمر دائمًا عبر نقطة التفتيش هذه، ونعطي بطاقة هويتنا، ونمر عبر جهاز الكشف عن المعادن، وهذا أمر طبيعي". مضيفةً: "فعلت ذلك، وعندما جئت لمغادرة نقطة التفتيش أوقفني جندي آخر وقال: أرني حقيبتك. وبعد أن فعلت ما قاله، خلع الجندي سرواله وملابسه الداخلية جزئيًا، وأظهر لها عضوه التناسلي. وقال: هل تريدينه؟ تعالي وانظري". واستمرت في القول: "خرجت من الحاجز بصدمة، ولم أعرف ما الذي يحدث، شعرت وكأن أحدهم صفعني".

وقالت إنها عندما عادت إلى المنزل أخبرت أختها وجارتها بما حدث. وأشارت إلى أنها "انهارت ولم تعرف ماذا تفعل". وفي وقت لاحق من ذلك المساء، أخبرت أيضًا أحد سكان الحي، بسام أبو عيشة، بالحادثة، وتواصل مع مديرية التنسيق والارتباط الفلسطينية، التي تواصلت بدورها مع الاحتلال الإسرائيلي، وذهبت إلى الحاجز مع والدتها رفقتهم، وتعرفت الفتاة على الجندي الإسرائيلي.

وفي اليوم التالي، اتصل ضابط الإدارة المدنية، المسؤول عن المستوطنة اليهودية في الخليل، في أبو عيشة، وطلب منه مقابلته. والتقى الاثنان عند تقاطع قريب. وبحسب أبو عيشة، عندما وصل كان هناك نحو ثمانية جنود آخرين يحيطون به. وقال: "بدأ يهددني قائلًا: من أنت وماذا تفعل هنا، هذه ليست وظيفتك، أنا الحكومة هنا. وقال إن قصتها [أي الشابة] كلها كذبة، ولا تتدخل وتصنع قصصًا وأفلامًا. سترى وجهي الثاني". 

وبعد الحادثة، قررت عائلة الشابة، من سكان المنطقة H2 في الخليل، الانتقال إلى بضعة أيام إلى منزل أقاربها الواقع في الجانب الخاضع لسيطرة السلطة الفلسطينية من الخليل (H1). وقالت لصحيفة "هآرتس": "لقد فعلنا ذلك حتى أتمكن من تغيير الجو. لقد كنت منهكة ومكتئبة بسبب ذلك. الآن أصبح الأمر أسهل بالنسبة لي، ولكن عندما أريد المرور عبر نقطة التفتيش، أخشى أن يحدث الشيء نفسه مرة أخرى".

وبحسب أربعة من سكان الحي الذين تحدثوا إلى "هآرتس"، فإن قصة الشابة خطيرة بشكل خاص، لكنها تجسد روحًا عامة تسمح بالتحرش وإذلال النساء اللاتي يمرن عبر نقاط التفتيش. وقالت طفلة من الحي، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، إنها قبل نحو أسبوعين عندما كانت تمر عبر حاجز "تمار" مع شقيقتها، لم يسمح لهما جندي بالمرور، وأجرى اتصالًا بالفيديو مع صديقه و"بدأ يتحدث إلينا، ويقول إننا جميلات، ثم يلتقط صورًا لنا ويقول: انظروا إلى هذه، كم هي جميلة. وهو يتحدث إلى صديقه، ويقول له كلمات بذيئة. وبعد نصف ساعة عند نقطة التفتيش، سمح لنا بالمرور".

وفي مرة أخرى، قالت فتاة من الخليل، إن أحد الجنود طلب منها السماح له بالبحث عن الصور في هاتفها وهو ممسك بيدها، بالقرب من الحاجز المعروف باسم "الشرطي". وأضافت: "أمسك بيدي وطلب مني أن أفتح الهاتف. قلت له هذه صوري الخاصة، وأنا محجبة، لماذا أفتحها؟". وأضافت: "لقد رأى كل شيء. كان يتصفح الصورة تلو الصورة. وأمسك بيدي لمدة خمس عشرة دقيقة، ونظر إلى هاتفي الخلوي". وفي حالة أخرى، قالت إن أحد الجنود قال لها: "سأنتظرك في المرة التالية يا جميلة".

وتابعت الفتاة: "إنه ليس جنديًا واحدًا. أحيانًا يقول أحدهم: أعطني رقمك". ووفق "هآرتس": بدأت الفتيات يخشين الذهاب إلى نقطة التفتيش بمفردهن، مشيرةً إلى أن سلوك جنود الجيش الإسرائيلي يجعل الشابات يخافن من المرور عبر الحاجز عندما يكن وحدهن. وقالت سيدة من سكان الحي: "عندما أذهب إلى العمل، أتأكد من وجود أي شخص آخر على الحاجز. إذا كان هناك أحد، أذهب للحاجز، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا أفعل".

كما شهدت إحدى سكان المدينة أنه منذ اندلاع الحرب، كان عليهم المرور عبر جهاز كشف المعادن في كل مرة يكونون فيها في طريقهم إلى منازلهم، وتعني التعليمات الجديدة أن الجنود يطلبون منهم أحيانًا خلع بعض ملابسهم.

ووفق سيدة، قالت "هآرتس"، إن "التحرشات أصبحت شائعة"، مضيفةً: "دخلت إلى الحاجز وأرسل الجندي قبلة"، وأشارت سيدة أخرى إلى أن كلمات مثل "عاهرة"، وغيرها من أصبحت شائعة على الحواجز.

وأضافت مراسلة "هآرتس": "على عكس الإسرائيليين، الذين قد تبدو الكلمات أقل حدة بالنسبة لهم، يوضح سكان الخليل مرارًا وتكرارًا مدى غرابة هذه التصريحات، وحجم الإهانة الذي تحمله. وخلال المقابلة، طلبوا إيقاف التسجيل عندما كرروا بعض الكلمات التي يستخدمها الجنود".

وفي مرة أخرى، قالت سيدة من سكان الحي، كانت عند نقطة التفتيش مع امرأة أخرى، وعندما مرت عبر جهاز الكشف عن المعادن، صدر صوت طنين بسبب وجود ملابس داخلية في حقيبتها. مشيرةً إلى أنها "لم تكن ترغب في إظهارها للجندي، فقال إن ذلك مستحيل، دون أن يراها. لقد بقيت هناك لمدة نصف ساعة تقريبًا". 

وقالت شابة أخرى إنه ذات مرة، وهي في طريقها إلى المدرسة، طُلب منها خلع سترتها، لكن جهاز الكشف استمر في الرنين. وطلب منها الجندي خلع الحجاب فرفضت. وبعد تدخل الناشطين الاجتماعيين في الحي، سمحوا لها بالمرور.