عشيّة الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين، اختار مجموعة من الفنانين الفلسطينيين والعالميين، التّعبير عن حكايات النكبة بطريقة فن "الكوكمس"، أو القصص المصورة.
20 فنّانًا من فلسطين وخارجها، اختاروا التّعبير عن حكايات النكبة بطريقة فن "الكوكمس"، أو القصص المصورة
داخل حوش الصاع، في البلدية القديمة برام الله، اجتمعت أعمال هؤلاء الفنانين لتقديمها في معرض "شارع التحرير- عمارة 48"، وهو الأول من نوعه الذي ينظم في فلسطين.
ويشارك في المعرض 17 فنانًا فلسطينيًا من داخل فلسطين وخارجها، إلى جانب 3 فنانين دوليين.
ويقول القائم على أعمال المعرض الفنان الفلسطيني محمد سباعنة لـ"الترا فلسطين"، إن المعرض يقام لإحياء ذكرى النكبة الـ75، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة عبر فن الكومكس.
وفن الكومكس بحسب ما يعرّفه سباعنة، هو فن القصص المصورة، وهو أحد اللغات البصرية التي تستخدم في العالم، وبدأ منذ عام 1895 من خلال مجموعة من الصحف.واشتهر فن الكومكس أكثر خلال الحربين العالمية الأولى والثانية، وخلال الحرب العالمية الثانية استخدم لتحفيز الشارع الأمريكي للانخراط في الحرب.
ويعرّف فنانون مشاركون عن أنفسهم بأنهم "مجموعة من الفلسطينيين، ربما كانت الصدفة إحدى الأسباب التي جمعتنا، ولكن من المؤكد أن حُبّنا لهذه اللغة البصرية كان سببًا لإصرارنا على هذا المشروع".
ويقول القائمون على المعرض: "في الحالة الفلسطينية لم ينته المؤرخ من كتابة التاريخ بعد، النكبة مستمرة، وتأخذ أشكالًا مختلفة في آلات الهدم والتهجير، لم ينته المؤرخون، لكن علينا ترجمة ما يحصل عبر الفنون المختلفة".
وتابعوا، في لافتة عُلّقت عند مدخل المعرض: "ما تزال النار التي اشتعلت منذ خمسة وسبعين عامًا تستعر، لهذا كان علينا أن نبدأ سرديّتنا عبر هذا الشكل من أشكال الفنون البصرية، حتى لو كانت البداية متأخرة قليلًا"، مشيرين إلى أنّ هذا الفن القادر على حمل الحكايات الصغيرة والكبيرة، يستثمر عناصر الخيال في بناء مشاهد حيّة للحظات تكلست في الوعي الخطابي أو ضاعت منه ربما، ليكون الفن قادرًا على تشكيل خطاب شعبي وخطاب للنخبة أيضًا".
ويشارك في المعرض فنانون من قطاع غزة، عمل بعضهم تحت القصف في الأيام الأخيرة، في إصرار منهم على إنجاز مشاركتهم. أما من هم من خارج فلسطين فيؤكدون من خلال أعمالهم على إصرارهم بأن تكون لوحاتهم الفنية إحدى أشكال عودتهم من الاغتراب.
تجدر الإشارة إلى أنّ معرض "شارع التحرير - عمارة 48" الذي يقام في البلدة القديمة بمدينة رام الله، وافتُتح مساء الإثنين، يستمر حتى الأول من حزيران/ يونيو المقبل، من الثانية ظهرًا وحتى الثامنة مساء كل يوم، عدا الجمعة والأحد.