لكل غرفةٍ في السجن، طبّاخ، يُعيّن نفسه أو يُعَيَّن في هذا المنصب. وفي العادة يكتسب الطبّاخ مهاراته من السجن نفسه، فالسجن له أكله، وطرق الطهي الخاصة.
بعد أن يمُر (الطبّاخ) في تراتبية، يبدأ فيها متذوِّقًا عاديًا، ثم مساعدًا للطبّاخ تقتصر مهمّاته على تحضير أغراض الطبخ وتقطيع ما يلزم تقطيعه، وأن يكون حاضرًا لـ "يشحد" من الغرف الأخرى أي صنف غير موجود، ويحتاجه الطباخ، الفلفل مثلًا.
أحيانًا يحظى مساعد الطبّاخ الذي يُسمّى في العبرية "عوزير"، بشرف تحضير الفطور للغرفة.
للطبّاخ في غرفة السجن، احترام وهيبة..ويا حبيبي إن "حرِد" أو تعكّر مزاجه
وللطبّاخ في غرفة السجن، احترام وهيبة، فهو يتولى أيضًا -في العادة- الأمور الإدارية لغرفة السجن، وشؤون المخزون. ويا حبيبي إن "حرِد" هذا الطبّاخ أو تعكّر مزاجه، أو انتقد أحد رفاق أسره مذاق الطعام الذي يطهوه. سيُعلِّق عمله كطبّاخ، حينها، وسيبادر أحدهم للطبخ، وبالطبع ستكون التجربة كارثية، ولا مفرّ من أن يعتذر أسرى الغرفة -جميعًا- للطبّاخ، إلى أن يستردّ وقاره، ويشمت كثيرًا.
يكتسب الطباخ منزلةً رئيسة في غرفة السجن، وهو يحلم في الغالب أن يصبح طبّاخًا في مطبخ السجن، مع أمهر طهاة السجن.
لقد كنت "العوزير" لفترة لا بأس بها، آملًا بالتطوّر، لكنني خرجت قبل ذلك.