02-سبتمبر-2024
جرافات الاحتلال تدمر دوار السينما في جنين

جرافات الاحتلال تدمر دوار السينما في جنين. تصوير: وهاج بني مفلح

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، لليوم السادس على التوالي، ضمن عملياتها العسكريّة التي أعلنتها في شمال الضفة الغربية.

وفي هذا اليوم، واصلت عناصر الفصائل الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في مخيم جنين، بالتزامن مع أصوات انفجارات بين الفينة والأخرى، ناجمة عن تفجير عبوات محليّة الصنع بآليات الاحتلال، واستهداف قوات الاحتلال المنازل بالقذائف الصاروخية، وتفجير ما يعثر عليه من عبوات.

جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص على الصحفيين، في وسط جنين، ثم لاحقتهم الجرافات ومنعتهم من التغطية

وقال أحد الصحفيين الميدانيين، كان من بين شهود العيان في جنين لـ"الترا فلسطين"، إن العملية العسكريّة مستمرة في المخيم بعد انسحاب قوات الاحتلال يوم أمس من الحي الشرقي، مع تدميره بشكل كامل.

وأضاف، بأن قوات الاحتلال استقدمت 4 جرافات عسكريّة بعد ظهر اليوم نحو دوار السينما في وسط مدينة جنين، وشرعت بتخريب الشوارع والبنية التحتية بشكل استعراضي، ومن ثم انسحبت من المنطقة، لتعود بعد حين وتشرع بالتخريب مرة أخرى.

وأضاف أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص على الصحفيين، ثم لاحقتهم الجرافات ومنعتهم من التغطية، مع تدمير واجهات المحلات والدوار بشكل كامل.

أما في المخيم، قال الصحفي إن حدة الاشتباكات تراجعت اليوم، مع استمرار حركة نزوح المواطنين، فيما تقوم فرق من الهلال الأحمر الفلسطيني بتوزيع مساعدات على الأسر العالقة في داخل المخيم.

من جانبها، أفادت الصحفية ابتهال افطيمة، بأن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 18 شهيدًا وأكثر من 30 إصابة من يوم الأربعاء الماضي.

وأضافت فطيمة بأن قوات الاحتلال ما زالت تحاصر المستشفى الحكومي وجرفت الطرق المؤدية إلى مستشفى ابن سينا، وبقي مستشفى الرازي والتركي في طوباس هما المتاحين لنقل المصابين.

وأكدت فطيمة بأن العملية العسكرية تتركز اليوم في داخل المخيم وبالتحديد في حارة الدمج وفي حارة الألوب وأمام مستشفى جنين الحكومي.

ونوهت فطيمة إلى أن بعض جثامين الشهداء لم توارى الثرى حتى اليوم، وما زالوا في الثلاجات، بسبب استمرار العدوان، حيث أن هناك شهيدين في مستشفى جنين الحكومي، وشهيدين في مستشفى الرازي، وشهيدين في مستشفى ابن سينا.

بدوره، أفاد مساعد محافظ جنين وعضو لجنة الطوارئ منصور السعديّ إن حجم الخسائر لا يمكن حصره طالما أن قوات الاحتلال ما زالت تهاجم المدينة ومخيمها، لكنها تقدر بعشرات ملايين الشواقل، "فلم يتبق شارع ولا شبكة مياه ولا صرف صحي ولا شبكات كهرباء وهواتف وحتى الملعب البلدي، كلها طالها التدمير".

وتابع السعدي لـ"الترا فلسطين"، بأن ما يجري هو "حملة مسعورة" طالت كل شيء في المدينة والمخيم.

وقال السعدي، إن بعض المناطق تتواجد فيها قوات الاحتلال ولم يتمكنوا من الوصول إليها، بالتالي ما زالت الصورة غير مكتملة بالنسبة إليهم.

وأكد السعدي، بأن قوات الاحتلال بعد الانسحاب من المنطقة الشرقية انتقلت إلى داخل المخيم، بالإضافة إلى اقتحامات لبعض القرى والبلدات كما جرى في قباطية والزبابدة وكفر دان وغيرها.

ماذا ستفعل السلطة الفلسطينية؟

وفي ذات السياق، كشف وزير الحكم المحلي سامي حجاوي لـ"الترا فلسطين"، بأنه من المقرر أن يتوجه يوم الأربعاء المقبل إلى محافظة جنين لعقد اجتماع فيها، وفي حال انسحبت قوات الاحتلال سوف يُعقد الاجتماع في المدينة، أما في حال استمرار الاقتحام، فسوف يُعقد في إحدى البلدات القريبة في قباطية أو زهرة الفنجان وهناك أكثر من موقع محتمل.

وقال حجاوي، إن الاجتماع سوف يضم رؤساء الهيئات المحلية في كل محافظة جنين من أجل ترتيب الأمور للتدخل وتجنيد الآليات والمعدات والعمال، والفرق الممكنة للمساعدة في تجاوز الأزمة، في أسرع وقت ممكن.

وحول إن كان هناك وزراء آخرين سوف يتوجهون للمحافظة، قال حجاوي إن وزارة الأشغال العامة سوف تشارك في الاجتماع، لكن هذا الاجتماع بالمجمل هو مخصص للهيئات المحلية، على أن يتوجه وزراء آخرين للمحافظة بينهم وزير الداخلية، وسوف يكون هناك عدة جولات وزيارات.

وقال حجاوي، إن الكشف عن أي أرقام حول حجم الخسائر هو سابق لأوانه مع استمرار التدمير، وأي أرقام خرجت هي غير دقيقة، وبعد الانسحاب سوف تبدأ الفرق الفنيّة والهندسيّة في حصر الضرر.

وأكد حجاوي أن هذا الاقتحام غير مسبوق والتدمير الذي حصل في الحارة الشرقية والمدينة والمخيم غير مسبوق، وهناك تعمد ليس فقط لخلع الأسفلت بل الحفر في أعماق البنية التحتية من أجل تخريبها، لكن الحكومة سوف ترصد المبالغ اللازمة لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وفق قوله.

مدير عام الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر: حصار المشافي أدى إلى ازدياد ضغط العمل، وذلك بسبب احتياج كل مريض لسيارة إسعاف للدخول إلى المستشفى أو الخروج منها، وهو ما يستغرق وقتًا كبيرًا

من جانبه، قال مدير عام الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في شمال الضفة أحمد جبريل، إن طواقم الهلال ما زالت تقوم بواجبها الإنساني كالمعتاد رغم كل المعيقات والاعتداءات المستمرة بحق الطواقم.

وأفاد جبريل في تعقيب لـ"الترا فلسطين"، أن قوات الاحتلال اعتدت جسديًا ولفظيًا وبشكل وحشيّ على طواقم الإسعاف، وهو ما أدى إلى إصابة أحد العناصر أثناء تقديمه الخدمات الصحيّة والإنسانيّة في محافظة جنين وغيرها.

وأكد جبريل، أن طواقم الهلال لا تزال تقوم بخدماتها الإسعافية والاغاثيّة، رغم أن الطواقم تواجه صعوبات في الوصول إلى داخل المخيم كما كان في الحيّ الشرقي في جنين، وهناك حصار للمستشفيات يشكل تحدٍ آخر للطواقم.

ونوّه جبريل بأن حصار المشافي أدى إلى ازدياد ضغط العمل، وذلك بسبب احتياج كل مريض لسيارة إسعاف للدخول إلى المستشفى أو الخروج منها، وهو ما يستغرق وقتًا كبيرًا في ظل إجراءات مشددة وتفتيش جسدي واعتداء لفظي.

وحول التواصل مع الصليب الأحمر، قال جبريل "نسعى جاهدين للتنسيق مع الصليب الأحمر من أجل الوصول إلى كافة المناطق، ولكن للأسف الشديد التنسيق يأخد وقتًا كبيرًا، وفي أكثر الأوقات يفشل، ولكن طواقمنا تمكّنت من إيصال عدد لا بأس فيه من احتياجات المواطنين من ماء ودواء وغذاء".