اتهمت نقابات عمالية، إدارة مدرسة "الفريندز" في رام الله والبيرة، بفصل معلم الرياضيات لديها عامر علي محمد بشكل تعسفي، بعدما منعته سلطات الاحتلال من دخول فلسطين مع بداية الفصل الدراسي الأول وحتى نهايته، وهو قرار تبرره إدارة المدرسة بأنه "في مصلحة الطلبة، وهذه فوق الجميع".
المعلم عامر محمد، عاد إلى فلسطين في شهر آب/أغسطس، إلا أن سلطات الاحتلال لم تسمح له بالدخول، وطلبت منه استصدار تصريح خاص للسماح له بالدخول
يقول المعلم عامر محمد لـ "الترا فلسطين" إنه لم يكن يحمل الهوية الفلسطينية وإنما الجواز الأمريكي، وفي كل عام في العطلة الصيفية يسافر إلى أمريكا مع عائلته، ثم يعود بعد شهرين مع بداية العام الدراسي، مضيفًا أنه سافر في شهر حزيران/يونيو 2022 إلى الولايات المتحدة، وعاد إلى فلسطين في شهر آب/أغسطس، إلا أن سلطات الاحتلال لم تسمح له بالدخول، وطلبت منه استصدار تصريح خاص للسماح له بالدخول.
وأوضح عامر محمد، أن زوجته وطفلهما دخلا لفلسطين، بينما عاد هو إلى الأردن، على أمل أن تنتهي القصة سريعًا عبر محاميه، ولكن بعدما أقام في الأردن أسبوعين تبين أن "القصة طويلة" فسافر إلى أمريكا بداية شهر أيلول/سبتمبر، على أن يتابع مع المحامي من هناك مسألة الحصول على تصريح الدخول.
وأضاف، أن المحامي أبلغه أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارًا بحصوله على هوية فلسطينية، وسلطات الاحتلال عرقلت دخوله لمنع حصوله على الهوية.
وأفاد عامر، أنه تواصل مع المدرسة ووضعهم في صورة الوضع، لكن المدرسة ردت بأن عليه العودة وتسلّم إنذار، ثم وصله قرار في بداية شهر تشرين ثاني/نوفمبر بإنهاء عقده.
إثر ذلك، تواصل عامر محمد مع اللجنة العمالية في المدرسة، ونفذوا إضرابًا ليوم واحد، ثم بعد وساطات من الأهالي وجهات رسمية تم منحه مهلة شهر للعودة في بداية شهر كانون أول/ديسمبر، لكنه عبر عن رفضه، وطلب منحه إجازة بدون راتب لمدة فصل دراسي، إلا أن إدارة المدرسة رفضت الطلب.
وبيّن المعلم عامر محمد، أنه حصل على تصريح الدخول في منتصف شهر كانون أول/ديسمبر، ودخل البلاد في نهاية الشهر ذاته وتسلم الهوية الفلسطينية، مضيفًا أنه تواصل مع مجلس الأمناء وإدارة مدرسة "الفريندز" في رام الله للعودة إلى عمله، لكن تم رفض طلبه.
حصل على تصريح الدخول في منتصف شهر كانون أول/ديسمبر، ودخل البلاد في نهاية الشهر ذاته ثم تواصل مع مجلس الأمناء وإدارة مدرسة "الفريندز" في رام الله للعودة إلى عمله، لكن تم رفض طلبه
وأضاف، أنه تواصل مع نقابة العاملين في المدارس الأهلية، التي اقترحت منحه إجازة لمدة عام بدون راتب، وقد وافق المعلم عامر محمد على المقترح، لكن إدارة مدرسة "الفريندز" لم ترد على المقترح بشكل رسمي، وتمسكت بقرار فصله بشكل نهائي.
في المقابل، لا تنكر رانية معايعة، مديرة مدرسة "الفريندز" قرار فصل المعلم عامر محمد، لكنها تنفي وجود أي شيء شخصي تجاهه، مؤكدة رفضها تحويل المسألة إلى "شخصية" أو "وطنية"، لأنها "مسألة إدارية"، وفق قولها، فالمعلم عامر تكرر غيابه عدة مرات عن عمله، ويتكرر ذلك في بداية كل عام دراسي، وفي إحدى السنوات تأخر لمدة سنة كاملة وأخذ إجازة لمدة عام بدون راتب.
وقالت معايعة في تعقيب لـ الترا فلسطين: "نأسف لهذا القرار ولكن الإدارة أقدمت عليه حرصًا على مصلحة الطلبة في الدرجة الأولى".
وعبّرت رانية معايعة عن رفض إدارة المدرسة ومجلس الأمناء لكافة إجراءات الاحتلال، خاصة فيما يتعلق بمنع الفلسطينيين من حقهم في العودة لموطنهم، والحدّ من حرية الحركة لهم في فلسطين وخارجها.
وأوضحت أن المعلم المفصول كان مقيمًا في الضفة بشكل مخالف -وفق الذريعة الإسرائيلية- وينتظر صدور التأشيره له، "ولكنه للأسف أقدم على السفر ولم يستطع العودة بسبب إجراءات الاحتلال الظالمة، والمشكلة الأكبر بأنه لم يُعلم المدرسة أو ينسّق معها، وهذا تركها في وضع حرج مع الطلبة وأولياء أمورهم" حسب قولها.
أوضحت رانية معايعة، أن المعلم المفصول سافر من الضفة ولم يعلم المدرسة أو ينسق معها، ثم لم يستطع العودة، وهذا تركها في وضع حرج مع الطلبة وأولياء أمورهم، وهذا أوجب على المدرسة توفير معلم آخر
وأشارت إلى أن المعلم عامر محمد يعلّم الرياضيات لآخر مرحلة البكالوريا الدولية، "وهذا الصف جدًا مهم، وقد اشتكى الأهالي من عدم وجود معلم لأبنائهم، وهو ما أوجب على المدرسة توفير معلم آخر"، مضيفة أنهم عرضوا عليه أن يبقى كأولوية في التوظيف في حال توفر شاغر مستقبلاً.
ورغم تبرير مديرة "الفريندز"، إلا أن رئيسة نقابة العاملين في المدارس الأهلية رائدة منصور أكدت رفضهم لقرار إدارة المدرسة. تقول رائدة منصور، إن المعلم عامر محمد تغيّب قسرًا وليس لأنه يريد التغيب، مشددة أنهم يرفضون تشريعات الاحتلال حول الدخول إلى الضفة الغربية، وبالتالي فإنهم يرفضون قرار فصله، ويطالبون بإعادته لعمله.
وأوضحت رائدة منصور، أنهم تواصلوا مع الإدارة ولكنها رفضت مطالبهم، فتوصلوا مع اتحاد نقابات عمال رام الله، الذي بدوره تواصل أيضًا مع الإدارة، إلا أن الإدارة تمسكت برفض تغيير موقفها، "لكن بعدما تم إرسال كتاب للمدرسة وتهديدها بالتصعيد، طلبت المدرسة الجلوس معهم، ومنحها مهلة، إلا المهلة انتهت دون رد".
وأكدت، أنهم بصدد تنفيذ خطوات تصعيدية، بدأت ببيان للرأي العام، ومخاطبة النقابات والاتحادات وعدة جهات لشرح الوضع، وهذه خطوات أولية، بانتظار ما سيجري لتحديد الخطوات القادمة.
بدوره عبر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في رام الله والبيرة عن تضامنه الكامل مع نقابة العاملين في المدارس الأهلية "في خطواتها التصعيدية التي نتجت عن الإجراءات المجحفة الصادرة عن إدارة مدرسة الفرندز بحق الأستاذ عامر"، مطالبين بإعادته للعمل.
