12-نوفمبر-2024
جيل ضائع في غزة

ذكرت منظمات إغاثة دولية أن إسرائيل لم تلتزم بمجموعة من المطالب الأميركية التي تهدف إلى التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة، حيث انتهت المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لهذا الغرض اليوم الثلاثاء. 

وكانت الولايات المتحدة قد وجهت في 13 تشرين الأول\أكتوبر رسالة إلى إسرائيل طالبت فيها باتخاذ خطوات لتحسين الوضع الإنساني في غزة خلال 30 يومًا، محذرة من أنه في حال عدم الالتزام، قد تواجه إسرائيل قيودًا على المساعدات العسكرية الأميركية.

حذر خبراء في الأمن الغذائي من مجاعة وشيكة في شمال غزة، إذا لم تُتخذ إجراءات فورية لتخفيف الأزمة. لكن إسرائيل زعمت، في بيان صادر يوم الإثنين، أنها استجابت لمعظم المطالب الأميركية

وفي تقرير صادر عن ثماني منظمات إغاثة، منها أوكسفام، وهيئة إنقاذ الطفولة، والمجلس النرويجي للاجئين، جاء أن إسرائيل "لم تلب المعايير الأميركية التي تدعم الاستجابة الإنسانية، بل اتخذت خطوات أدت إلى تفاقم الوضع بشكل كبير في غزة، لا سيما في الشمال". 

وأضاف التقرير أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عملياته في شمال غزة منذ أكثر من شهر، مما أدى إلى حصار المستشفيات والملاجئ وإطلاق موجات جديدة من النزوح، وهو ما تدعي إسرائيل أنه يستهدف منع مقاتلي المقاومة الفلسطينية من إعادة تنظيم صفوفهم.

في غضون ذلك، حذر خبراء في الأمن الغذائي من مجاعة وشيكة في شمال غزة، إذا لم تُتخذ إجراءات فورية لتخفيف الأزمة. لكن إسرائيل زعمت، في بيان صادر يوم الإثنين، أنها استجابت لمعظم المطالب الأميركية، رغم أن بعض القضايا ما زالت قيد المناقشة وتتعلق بسلامة العمليات. كما أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بفتح معبر كيسوفيم اليوم الثلاثاء لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية عند معبر كرم أبو سالم. وتشمل المساعدات التي تدخل الغذاء، والمياه، والإمدادات الطبية، ومعدات المأوى إلى مناطق وسط وجنوب القطاع.

وأعلن منسق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية غسان عليان عن فتح معبر كيسوفيم لأول مرة، كجزء من التزام إسرائيل بزيادة كمية المساعدات إلى غزة. وبالرغم من هذه الخطوة، فقد أثار القرار غضب المستوطنين في كيسوفيم الذين بعثوا برسالة إلى الرئيس الأميركي عبروا فيها عن صدمتهم، مطالبين بإغلاق المعبر مجددًا.

وكانت واشنطن قد أعلنت الأسبوع الماضي أن إسرائيل ستعيد فتح معبر إضافي قبل انتهاء المهلة المقررة. في رسالة مؤرخة في 13 تشرين الأول\أكتوبر، طالب وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيين، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، إسرائيل بزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، مع تحديد مهلة 30 يومًا للاستجابة، تهدد الولايات المتحدة خلالها بتعليق جزء من مساعداتها العسكرية لإسرائيل.

ولم تصدر واشنطن بعد أي تعليق رسمي حول مدى استجابة إسرائيل للمطالب، ولكن وزارة الخارجية الأميركية ذكرت الأسبوع الماضي أن إسرائيل اتخذت بعض الإجراءات لتحسين وصول المساعدات، إلا أنها لم تحقق تقدمًا كافيًا في تحسين الوضع الإنساني في غزة.

ويسعى الاحتلال إلى فرض سيطرته على شمال غزة وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، وذلك ضمن استراتيجية عسكرية تهدف إلى فرض حصار شامل على القطاع. ويمنع هذا الحصار إدخال الغذاء والماء والأدوية إلى المناطق المحاصرة، بينما بدأ الوضع الإنساني في وسط وجنوب القطاع يزداد سوءًا بسبب نفاد المواد الأساسية، بما في ذلك الدقيق، مما دفع السكان إلى استخدام دقيق فاسد وغير صحي.