27-أغسطس-2024
مستوطنون أثناء اقتحام المسجد الاقصى

مستوطنون أثناء اقتحام المسجد الاقصى

كشف التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان" أن وزير التراث في الحكومة الإسرائيلية، عميحاي إلياهو، المنتمي إلى حزب "القوة اليهودية" بزعامة ايتمار بن غفير، يعتزم تخصيص مليوني شيقل لتمويل اقتحامات استيطانية مُنظّمة لانتهاك حرمة المسجد الأقصى.

وزارة التراث الإسرائيليّة تسعى لتمويل اقتحامات المستوطنين التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى، ولتقديم رواية "مزوّرة" عن الأقصى والقدس

وقال التلفزيون الإسرائيلي إن وزارة التراث تسعى لبدء الاقتحامات التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى خلال الأسابيع المقبلة، وذلك تحضيرًا لفترة الأعياد اليهودية.

وصادق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومجلس الأمن القومي على خطة وزارة "التراث". وكرر مكتب نتنياهو الزعم بأنه "لا يوجد تغيير في الوضع الراهن في جبل الهيكل"، في الوقت الذي يكرر ايتمار بن غفير الإعلان عن أن سياسته ستغيّر الوضع الراهن بالسماح لليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى بالصلاة فيه.

وبحسب مراسل الشؤون السياسية في "قناة كان"، مخائيل شميش، فإنّ المجموعات اليهودية المتطرّفة التي تعمل لهدم المسجد الأقصى لم  تعد هامشية، وبات يؤيّدها كثير من السياسيين والحاخامات،والمنظمات التي تحظى  بدعم من داخل الكنيست، ولديها علاقات وقنوات اتصال مباشرة مع وزراء اسرائيليين،.

يستخدم الاحتلال الإسرائيلي مصطلح "جبل الهيكل" للإشارة إلى المسجد الأقصى الذي تبلغ مساحته 144 دونمًا

وأضاف شميش أن جولات الاقتحام للمسجد الأقصى تهدف لتعزيز الرواية الإسرائيلية من خلال اقتحامات "إرشادية" تستهدف عشرات الآلاف من اليهود والزوار الأجانب، وذلك بالتزامن مع جهود ايتمار بن غفير، لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى.

وتتضمن الاقتحامات الإسرائيلية والتي كان آخرها صباح الثلاثاء، وقادها المتطرّف يهودا غليك،  تقديم شروحات حول "التراث اليهودي" في المسجد الأقصى، مع ترويج الوزارة الإسرائيلية مزاعم بأن هذه المعلومات ستكون "نقية وخالية من الحقائق البديلة".

وفي سياق ذي صلة، كشف شميش أن المدير العام لوزارة التراث، إيتي غرنك، تواصل مع المدير العام لمكتب بن غفير للحصول على موافقة الشرطة لتنظيم هذه الاقتحامات، والتي حظيت بموافقة نائب قائد منطقة القدس في شرطة الاحتلال.

تسعى وزارة "التراث" الإسرائيلية إلى تزوير تاريخ القدس المحتلة والمسجد الأقصى بالترويج للأساطير اليهودية

وأكدت وزارة التراث أن هذه الاقتحامات ستتيح لعشرات الآلاف من اليهود ومئات الآلاف من السياح الأجانب سنويًا فرصة التعرف على "التراث اليهودي" ، بمعلومات دقيقة خالية من أي "حقائق بديلة أو سرديات زائفة"، التي تعتبرها الوزارة جزءًا من "أجندة معادية للسامية".

من جهتها، أوضحت شرطة الاحتلال التابعة لوزارة الأمن القومي التي يقودها ايتمار بن غفير أن هذه الزيارات ستنظّم ضمن إطار الزيارات التقليدية في منطقة "جبل الهيكل" ووفقًا للقوانين السارية.

ويرى الباحث الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب أن التعاليم الدينية اليهودية تُحرِّم على اليهود اقتحام المسجد الأقصى لآداء شعائرهم الدينية، وهذا الحظر يحظى بإجماع الحاخامات، وقد ظل هذا الموقف ثابتًا خلال فترة الاستيطان اليهودي في فلسطين وأثناء الاحتلال البريطاني.

وأشار أبو عرقوب إلى أن مجموعة صغيرة من الحاخامات المتطرفين، في منتصف التسعينات من القرن الماضي، رأت أن تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة غير كافٍ لإشعال حرب دينية وإنهاء عملية السلام. ولذلك، أصدرت فتوى تُجيز لليهود اقتحام المسجد الأقصى، وهذه الفتوى كانت محصورة بين أقلية في ذلك الوقت، ولكنها تحظى الآن بتأييد معظم أعضاء الكنيست من حزب الليكود، الذي يقوده بنيامين نتنياهو. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوزير ايتمار بن غفير قام باقتحام المسجد الأقصى عدة مرات منذ توليه منصبه، ما أدى إلى انتقادات من مسؤولين أميركيين.

ويوم أمس الإثنين، ألمح ايتمار بن غفير، إلى أنه يدعم بناء كنيس داخل المسجد الأقصى.وقال بن غفير لإذاعة الجيش إن "السياسات المتبعة تسمح لنا بالصلاة في الأقصى، بالإمكان إقامة كنيس في المكان". وأكد أنه "سيبني كنيسًا" في المسجد الأقصى.

واختارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم أمس عنوان "الذارع العسكرية لـ بن غفير" لمقالها الافتتاحيّ الذي كرّسته لتوجيه انتقاد لاذع لوزير الأمن القومي الإسرائيلي، ايتمار بن غفير، مؤكدة أنه يستغل سلطاته لدعم الإرهابيين اليهود.و أشارت إلى أن ايتمار بن غفير يستغل سلطاته وموارده كوزير للأمن القومي لدعم الإرهابيين اليهود الذين يُعتبرون "الذراع العسكرية للمنظمة التي ينتمي إليها ويمثّل مصالحها في الحكومة".