15-أغسطس-2024
إسرائيل تترقّب تصاعد المخاوف من رد إيران وحزب الله وتحذير من حرب استنزاف

إسرائيل تترقّب: تصاعد المخاوف من رد إيران وحزب الله وتحذير من حرب استنزاف

بينما تترقّبُ "إسرائيل" ردًا إيرانيًا على اغتيال إسماعيل هنية وسط طهران، تُخصص وسائل الإعلام الإسرائيليّة تغطيات مكثّفة وتركّز على رد إيران وحزب الله المرتقب، وتناقش هذا الملف مع كبار المحللين العسكريين من أبرز الجنرالات السابقين.

تتناول التغطيات الإعلامية الإسرائيلية التقييم الاستراتيجي للوضع الأمني، وتوقعات التحرك الإيراني وحزب الله، وكذلك خيارات إسرائيل المتاحة، وانتشار القوات الأميركية ودورها في الردع أو تخفيف حدة التوتر

يشير يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، في مقابلة مع القناة 12 إلى حالة التوتر والقلق المستمر التي تعيشها إسرائيل نتيجة انتظار الرد المحتمل من إيران وحزب الله. ويقول إن هذا الوضع يشبه حرب استنزاف متعددة الجبهات، حيث لا يقتصر التوتر على الجبهة الشمالية فقط، بل يشمل الجنوب وغزة وحتى شمال الضفة الغربية. ويضيف أن هذا الوضع أصبح مقلقًا للغاية بعد مرور 10 أشهر من العمليات العسكرية المتواصلة التي أدت إلى تآكل الإنجازات العسكرية.

 

من جانبه، يؤكد اللواء عاموس يدلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق، في لقاء مع القناة 12 أن إيران وحزب الله اتخذا قرارًا بالرد على عمليات الاغتيال التي استهدفت قياداتهم، ليس فقط للثأر، بل أيضًا لردع إسرائيل عن تكرار مثل هذه العمليات.

ومع ذلك، يشير يدلين إلى أن ردّ إيران وحزب الله سيكون حذرًا لتجنّب التصعيد إلى حرب شاملة.

أمّا اللواء احتياط غيورا آيلند، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، فأوضح عبر القناة 13 أن قرار إسرائيل بشن هجوم وقائي يعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية المتاحة. وإذا كانت هذه المعلومات دقيقة حول المواقع التي قد تُهاجم منها إسرائيل، فإن الخيار الصحيح هو الضربة الاستباقية، خاصة في لبنان حيث يكون الوضع أكثر وضوحًا. أما فيما يتعلق بإيران، فالوضع أكثر تعقيدًا.

ويشير آيلند إلى أن هناك ضغطًا أمريكيًا كبيرًا على إسرائيل لتجنب أي تصعيد قبل وضوح نوايا إيران، ما يجعل الموقف الإسرائيلي تجاه إيران دفاعيًا بحتًا.

وفقًا لإيتاي بلومنتال، مراسل الشؤون العسكرية في قناة كان، فإن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قد صادق على خطط عملياتية تشمل الجوانب الدفاعية والهجومية في منطقة الشرق الأوسط. لافتًا إلى أن حزب الله أكبر تحدٍ لإسرائيل، خصوصًا مع تزايد التوتر على الحدود الشمالية. وفي هذا السياق، وضعت إسرائيل العديد من طائرات سلاح الجو في حالة تأهب قصوى استعدادًا لإحباط أي هجوم محتمل من حزب الله.

وأشار بلومنتال إلى أن إسرائيل تعيش في حالة ترقب دائم للضربة المحتملة من إيران وحزب الله.

من ناحية أخرى، يشير ناتان غوتمان، مراسل قناة كان 11 في الولايات المتحدة، إلى أن الولايات المتحدة عززت وجودها العسكري في المنطقة بشكل غير مسبوق. ويشمل هذا الوجود حاملات طائرات تمثل خط الدفاع الأول ضد الطائرات المسيرّة، بالإضافة إلى نشر سرب من طائرات F-22 ومقاتلات "هارير" في قبرص، استعدادًا لأي مواجهة محتملة مع لبنان، كما توجد سفن حربية مزودة بأنظمة اعتراض للصواريخ الباليستية تحسبًا لأي هجوم من قبل إيران أو الحوثيين.

ويضيف غوتمان أن الولايات المتحدة عززت أيضًا قدرتها الهجومية من خلال نشر الغواصة "جورجيا" المزودة بصواريخ موجهة، ما يزيد من قدرة الرد في حال استهداف قواعدها العسكرية في المنطقة.

وتطرقت موريا أسرف وولبيرغ، مراسلة الشؤون السياسية في قناة 13، إلى الجهود الأمريكية المستمرة لتأخير أو تقليل حدّة الرد الإيراني وحزب الله على الأحداث الأخيرة.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله لن يقوم بأي رد فوري بالتزامن مع زيارة المنسق الأمريكي عاموس هوخشتاين إلى لبنان، ما يعكس تأثير الدبلوماسية الأمريكية في تهدئة التصعيد المحتمل.