29-أغسطس-2024
صفقة تبادل الأسرى

(Getty) بحسب تقديرات مصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات، فإن الوسطاء يسعون إلى الضغط على إسرائيل وحماس لقبول الحل الجديد للقضايا

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الوسطاء في اتفاق غزة، سيطرحون مقترحًا جديدًا "خلال أيام" لحل قضايا الخلافية المرتبطة في محور فيلادلفيا وممر نتساريم، عبر "إيجاد حل وسط بين إسرائيل وحماس"، وذلك بعد بداية جولة جديدة من المفاوضات الفنية في العاصمة القطرية الدوحة.

وبحسب تقديرات مصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات، فإن الوسطاء يسعون إلى الضغط على إسرائيل وحماس لقبول الحل الجديد للقضايا.

هآرتس: من الصعب حتى الآن التأكد من إمكانية تحقيق أي تقدم ملموس. والفجوات بين الجانبين كبيرة

وغادر وفد إسرائيلي يضم ممثلين عن الموساد والشين بيت والجيش الإسرائيلي إلى الدوحة في قطر صباح الأربعاء. وفي حديث لصحيفة "هآرتس"، قال دبلوماسي أجنبي: "من الصعب حتى الآن التأكد من إمكانية تحقيق أي تقدم ملموس. والفجوات بين الجانبين كبيرة".

ومن المتوقع أن يعمل الوفد الإسرائيلي على سد الفجوات في عدد من القضايا مع ممثلين من الولايات المتحدة وقطر ومصر، الذين يجرون محادثات في الوقت نفسه مع حماس. 

ويواصل الوفد الإسرائيلي، الذي لا يضم قادة المؤسسة الأمنية، المحادثات بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدت في إسرائيل بعد محادثات سابقة عقدت في القاهرة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وكانت مصادر إسرائيلية، قالت في وقت سابق إنه لم يُتَوَصَّل إلى أي اختراق بشأن ما يسمى "الخطوط الحمراء" التي حددها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن بينها الحواجز على طول ممر نتساريم، والاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود بين مصر وغزة، ومسألة من سيكون مسؤولًا عن معبر رفح.

وقال مصدر مصدر سياسي إسرائيلي للإذاعة العبرية العامة، عصر يوم الخميس: "خلافًا لما نشر، لم توافق إسرائيل على أي تهدئة في القتال لصالح عملية التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة".

وأكد المتحدث الرسمي باسم حماس، جهاد طه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنّ الحركة قد وافقت على الهدنة الإنسانية لمدة سبعة أيام منذ أن أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في 16 من شهر آب/أغسطس الجاري، على أن تقوم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بعملية تطعيم.

وقال طه، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إنّ حركة حماس "تدعو كافة المنظمات والهيئات الإنسانية للقيام بواجبها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى الاحتلال الموافقة على ذلك وعدم المراوغة والتسويف ووضع بدائل عبر تحديد أماكن لبدء عملية التطعيم وعدم الالتزام بأية هدنة إنسانية".

وأضاف: "لذلك تطالب حركة حماس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية، القيام بواجبها الإنساني والإغاثي تجاه شعبنا، وفضح ممارسات الاحتلال غير الإنسانية، خاصةً محاولاته إفشال مشروع البدء بعملية تلقيح حوالي 640 ألف طفل دون سن العاشرة بالإضافة إلى 50 طفلًا ولدوا بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023".

وفي السياق، رجحت مصادر مصرية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، بدء هدنة إنسانية في غزة خلال أيام لتنفيذ حملة تطعيم شلل الأطفال. 

وأوضحت أنّ الهدنة المتوقعة، تستمر من ثلاثة إلى خمسة أيام خلال ساعات النهار، ولن تشمل مناطق تواجد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت المصادر نفسها، إلى أنّ هدنة تطعيم الأطفال تم نقاشها في القاهرة خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وكانت مصادر خاصة، قد قالت، قبل خمسة أيام، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه أمام تعثر المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى اتفاق لوقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة، بدأ الوسطاء العمل على التوصل إلى هدنة إنسانية تتراوح بين أربعة أيام وأسبوع لتلبية الاحتياجات الإنسانية وإدخال تطعيمات شلل الأطفال، ومواد النظافة في ظل تفشي العديد من الأمراض بين النازحين والخوف من تفشي الحالة الوبائية بالقطاع. 

وفي يوم أمس، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية، إن دولة الاحتلال وافقت على طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بتنفيذ وقف لإطلاق النار في غزة، وليس في إطار مفاوضات تبادل الأسرى، لغرض تطعيم أهالي غزة ضد شلل الأطفال.

وأوضحت القناة الإسرائيلية، أن "القرار اتخذ من قبل نتنياهو والمؤسسة الأمنية. ولم يُبْلَغ الوزراء في الحكومة الإسرائيلية". ووصفت حركة حماس الأنباء عن الهدنة بـ"تلاعب جديد ومراوغة مكشوفة لمواصلة حرب الإبادة الجماعية والقتل المُمنهج ضد شعبنا".

وفي صباح اليوم، اقتحم عدد من أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، يوم الخميس، السياج الحدودي للقطاع في محاولة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية. 

رجحت مصادر مصرية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، بدء هدنة إنسانية في غزة خلال أيام لتنفيذ حملة تطعيم شلل الأطفال

وذكرت العائلات عبر منشور على منصة "إكس" أن "العائلات المكلومة اخترقت السياج الحدودي، وركضت نحو قطاع غزة، تصرخ من أجل الاقتراب من أحبائها قدر الإمكان". وأوضحت أن الهدف من تحركهم هو "المطالبة بصفقة تعيد أحباءهم، سواء كانوا أحياءً لإعادة التأهيل أو قتلى لدفنهم في وطنهم". 

وفي وقت سابق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن نتنياهو "استبعد وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي واللواء نيتسان ألون من المناقشات الأخيرة حول صفقة التبادل، حتى لا يضغطوا عليه للتراجع في ملف نتساريم وفيلادلفيا". مضيفةً: "تم استبعاد الثلاثي من المناقشات التي أجراها نتنياهو قبل مغادرة الفريق إلى القاهرة وبعد عودته".