08-أغسطس-2024
فيديو يوثق جريمة اغتصاب أسير في سجن سديه تيمان

دعت الأمم المتحدة إلى ضمان المساءلة في قضية الاعتداء الجنسي على أسير فلسطيني من قبل جنود إسرائيليين في معتقل "سدي تيمان"، بعد أن كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن فيديو يوثق جريمة الاغتصاب. 

وأشار فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إلى المعاملة اللا إنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية. وأوضح حق أن الأمم المتحدة نشرت تقارير تعبر فيها عن قلقها حيال أوضاع المعتقلين الفلسطينيين، مضيفًا أن "زملاءهم في مجال حقوق الإنسان في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة سيواصلون متابعة هذه الادعاءات، مؤكدًا على ضرورة التحقيق فيها بدقة وضمان المحاسبة".

لا تزال النيابة العسكريّة الإسرائيلية تحقق مع الجنود المشتبه بهم دون توجيه لائحة اتهام حتى الآن

وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية، بما في ذلك القناة 12، فيديو مسرب يوثق اعتداء جنود إسرائيليين جنسيًا على أسير فلسطيني من غزة، كان يعمل في مكافحة المخدرات في الشرطة ولا علاقة له بحماس، في معتقل سدي تيمان، مما أثار ضجة كبيرة في إسرائيل منذ 29 تموز/يوليو الماضي عندما وصلت النيابة العسكرية للتحقيق مع 9 جنود متورطين في الاعتداء، حيث أطلق سراح 5 منهم لاحقًا.

ولا تزال النيابة العسكريّة الإسرائيلية تحقق مع الجنود المشتبه بهم دون توجيه لائحة اتهام حتى الآن. 

وشكّل التحقيق غضبًا لدى بعض المسؤليين الإسرائيليين،إذ رفضت وزيرة الاستيطان والمهام القومية الإسرائيلية، أوريت ستروك، اعتقال الجنود المتهمين ووصفت ذلك بأنه عمل إجرامي. وأكدت الوزيرة أن سلوك مكتب المدعية العامة العسكرية في هذه القضية يسبب ضررًا استراتيجيًا لإسرائيل، داعية إلى تحقيق عاجل ومعاقبة المسؤولين عن تسريب مواد التحقيق. كما طالبت في رسالة بعثت بها إلى سكرتير الحكومة بإجراء مناقشة عاجلة في الاجتماع القادم للحكومة.

من جهته، أطلق عدد من اليمينيين الإسرائيليين، بينهم وزراء ونواب، دعوات لإطلاق سراح الجنود، معتبرينهم أبطالًا.

فيما تطالب 5 مؤسسات حقوقية إسرائيلية، في التماس قدمته إلى المحكمة العليا منذ أيّار/مايو الماضي، بإغلاق سجن سدي تيمان بشكل فوري ونهائي.

ونشرت القناة 12 الإسرائيلية، ليل الأربعاء، فيديو يوثق جريمة اغتصاب نفذها خمسة جنود من وحدة القوة 100 ضد شرطي فلسطيني من وحدة مكافحة المخدرات، تم اعتقاله من مخيم جباليا واحتجازه في سجن سديه تيمان.

الأسير الغزّي نُقل إلى المستشفى بعد ساعات من الاعتداء وهو في حالة نزيف، حيث وصفت جراحه بالخطيرة جدًا

وفقًا للقناة، يُظهر التوثيق أسرى من غزة ممددين على الأرض وعيونهم مغطاة. وقام جنود خدمة الاحتياط من القوة 100، المكلفة بحراسة منشأة سديه تيمان، باقتياد الشرطي من زاوية المنشأة وهم مدركون لوجود الكاميرات الأمنية، ثم حاولوا إخفاء الاعتداء الجنسي باستخدام الدروع.

وأضافت القناة أن الأسير الغزّي نُقل إلى المستشفى بعد ساعات من الاعتداء وهو في حالة نزيف، حيث وصفت جراحه بالخطيرة جدًا.

وأوضح التقرير الطبي أن إصاباته ناتجة عن إدخال جسم صلب في مؤخرته. وتم اعتقال المشتبه بهم بعد ثلاثة أسابيع من الاعتداء، ومنذ ذلك الحين جرى تمديد اعتقالهم عدة مرات.

وأكدت القناة أن الضحية ليس قياديًا في كتائب القسام، ولم يُعتقل في بداية الحرب، بل هو لاجئ من مخيم جباليا وشرطي في مكافحة المخدرات بغزة، ولم يكن عنصرًا في قوات النخبة ولم يشارك في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأظهرت نتائج فحص جهاز الكذب أن الجنود الخمسة كذبوا في الشهادات التي أدلوا بها خلال التحقيقات التي أجرتها الشرطة العسكرية في جيش الاحتلال.

وسلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأضواء على شهادات تؤكد ارتكاب عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي تعذيب جنسي واغتصاب بحق أسير فلسطيني، وبحسب المعلومات التي تلقتها "هآرتس"، فإن المعتقل في معسكر سديه تيمان، أصيب بتمزق في الأمعاء، وإصابة بالغة في فتحة الشرج والرئتين، وكسور في الأضلاع، ونقل إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية.

وكشفت شهادات بثها التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان"، الإثنين الماضي، تفاصيل جديدة عن الجريمة مما يؤكد أن الاعتداءات الجنسية على الأسرى تشكل ظاهرة شائعة تشمل الأسرى الذين يحتجزهم الجيش ومصلحة السجون "شاباص".