21-أغسطس-2024
وقال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "الآن أصبح واضحًا: نتنياهو يفضل احتجاز الرهائن في أكياس الجثث على المخاطرة بحياته السياسية"، مشيرًا إلى أن "استعادة الرهائن القتلى هو خيار الحكومة الإسرائيلية: فهي تتجنب التنازلات وتمنع الرهائن من الكشف عن تفاصيل حول أسرهم أو عن تخلي الدولة عنهم"، مضيفًا: "نتنياهو، الذي تمسك بالسيطرة على طرق غزة الرئيسية واستئناف القتال، أشار إلى زعيم حماس السنوار: لا صفقة".

(Getty)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واتفاق تبادل الأسرى يتضمن جدولًا مفصلًا لانسحابات الجيش الإسرائيلي من غزة، في حين أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن "الجيش الإسرائيلي يجب أن يبقى في الممرات الاستراتيجية في في غزة"، مشيرًا إلى محور فيلادلفيا وممر نتساريم.

وأشار بلينكن إلى أن "الاتفاق واضح للغاية بشأن الجدول الزمني ومواقع انسحابات الجيش الإسرائيلي من غزة، ووافقت إسرائيل على ذلك"، وفق قوله.

كتب رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ألوف بن، مقالة تحت عنوان "هدف حرب نتنياهو ليس إعادة الرهائن بل احتلال غزة"

والتقى بلينكن مع نتنياهو، يوم الإثنين، لمدة ثلاث ساعات، وبعد ذلك صرح هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل قبلت "اقتراحًا تقريبيًا" طرحته الولايات المتحدة على الطاولة الأسبوع الماضي. ويهدف هذا الاقتراح إلى سد الفجوات بين إسرائيل وحماس فيما يتعلق بتنفيذ اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 أيار/مايو للتوصل إلى اتفاق.

وخلال زيارة بلينكن وفي أعقابها، أصر نتنياهو على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يبقى في "ممرين أمنيين حيويين في غزة: فيلادلفيا و نتساريم"، وفق التصور الإسرائيلي.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "في حين تظل العديد من تفاصيل الخطة غير واضحة، فإن أجزاء على الأقل من الاقتراح الأميركي بدت متوافقة مع المطالب الجديدة التي أضافها نتنياهو في أواخر تموز/يوليو، مثل بقاء القوات الإسرائيلية على طول حدود غزة مع مصر". مضيفةً: "بموجب الاقتراح الأميركي الجديد، ستتمكن القوات الإسرائيلية من مواصلة دورياتها في جزء من تلك المنطقة الحدودية، وإن كان بأعداد مخفضة". واستمرت في القول: "طلب المسؤولون الأميركيون تأجيل المفاوضات المتعمقة بشأن مطلب إسرائيل بفحص الفلسطينيين النازحين العائدين إلى شمال غزة، وقال المسؤولون إن هذا يترك عقبة رئيسية أخرى دون حل".

ووفق صحيفة "هآرتس"، هاجم مصدر مشارك في المفاوضات بشأن صفقة التبادل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب تصريحاته يوم أمس، قائلًا: إنها "تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق، وتزيد من الشكوك، وترسل إشارة إلى حماس والوسطاء بأن نتنياهو غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق". 

وفي وقت سابق، كشف التلفزيون العربي، استنادًا إلى مصادر خاصة، تفاصيل المقترح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ووفقًا للتفاصيل، ينص المقترح على أن وقف إطلاق النار الدائم سيكون بندًا للتفاوض في المرحلة الثانية من المحادثات، بينما "يناقش وقف إطلاق النار ضمن سقف زمني محدد".

وأضافت المصادر أن المقترح يربط بشكل مباشر بين عمليات الإغاثة وموافقة جميع الأطراف على شروط الاتفاق. كما يتضمن المفاوضات الفنية حول محور فيلادلفيا، ويوصي بإيجاد آلية رقابة على عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة. في الوقت نفسه، يشير المقترح إلى ضرورة التفاوض على إعادة الإعمار في المرحلة الثانية، لكنه لا يتضمن انسحابًا إسرائيليًا من قطاع غزة في المرحلة نفسها. وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل رفعت عدد الأسرى الذين تطالب بإبعادهم إلى 150 أسيرًا، مما يعكس تعقيدًا إضافيًا في المفاوضات. 

نتنياهو لا يريد الأسرى

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي يوسي فيرتر: "يظهر تصريحان لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأول يوم الأحد والثاني يوم الثلاثاء، موقفه الحقيقي تجاه الأشخاص الذين يسميهم ’رهائننا الأعزاء، الأحياء والأموات’". مشيرًا إلى أن نتنياهو "يتفاوض على إطلاق سراح الرهائن دون التفكير في من هو المسؤول عن أسرهم، وكأنهم سلكوا طريقًا خاطئًا، وانتهى بهم المطاف في أنفاق غزة. وفي حين يتحدث الجهاز الأمني الإسرائيلي عن القيم، فإن هناك قيمة واحدة فقط تهمه [أي نتنياهو]: البقاء".

من جانبه، كتب رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ألوف بن، مقالة تحت عنوان "هدف حرب نتنياهو ليس إعادة الرهائن بل احتلال غزة"، مشيرًا إلى أن تصريحات نتنياهو "تنسف المفاوضات"، قائلًا: "57 عامًا من الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية تعلمنا أنه لن يتم غدًا إنشاء مدينة يهودية كبيرة في غزة؛ ’الاحتلال الزاحف’ سوف يتقدم قافلة تلو الأخرى، وبؤرة استيطانية تلو الأخرى".

وكتب القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك، مقالة بعنوان "خدعة أخرى: الولايات المتحدة سمعت نتنياهو يقول ’نعم’ لاتفاق غزة بطريقة ما. لكنه لم يفعل"، مشيرًا إلى أن "واشنطن تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بإلحاح جديد، في محاولة لتجنب اندلاع حرب إقليمية قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر. ولكن الأيام القليلة المقبلة سوف تشير إلى ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام أدوات النفوذ التي اختارت عدم استخدامها خلال الأشهر العشرة الماضية"، قاصدًا تجاه نتنياهو.

وقالت والدة أحد الأسرى في غزة لنتنياهو: "أنت من يقول: لن يكون هناك اتفاق. فماذا سيحدث؟ الضغط العسكري؟ ما الذي ستغزوه؟ نحن في كل شبر من غزة، ما هو هدفك التالي؟ غزو البحر. هيا أخبرنا بما شئت، كيف تنوي إعادة مختطفينا إلى وطنهم أحياء؟".

وقال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "الآن أصبح واضحًا: نتنياهو يفضل احتجاز الرهائن في أكياس الجثث على المخاطرة بحياته السياسية"، مشيرًا إلى أن "استعادة الرهائن القتلى هو خيار الحكومة الإسرائيلية: فهي تتجنب التنازلات وتمنع الرهائن من الكشف عن تفاصيل حول أسرهم أو عن تخلي الدولة عنهم"، مضيفًا: "نتنياهو، الذي تمسك بالسيطرة على طرق غزة الرئيسية واستئناف القتال، أشار إلى زعيم حماس السنوار: لا صفقة".