17-يوليو-2024
حماس بعيدة عن الهزيمة

(Getty) لا يظهر نتنياهو والجناح اليميني المتطرف في حكومته أي علامات على مرونة أكبر في المفاوضات

تستمر التقديرات في دولة الاحتلال الإسرائيلي، في التأكيد على أن "حركة حماس لا تواجه هزيمة قريبة" في قطاع غزة، رغم مرور أكثر من 9 أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأفاد المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، أن جيش الاحتلال لا يعتقد بأن "حماس تواجه هزيمة وشيكة"، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال "يستعد لصراع طويل الأمد ويعترف بأن أي اتفاق سوف يتطلب تنازلات كبيرة من جانب إسرائيل".

وجاء تحليل "هآرتس"، بعنوان "الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الضغوط العسكرية تؤتي ثمارها، لكنه يقول إن حماس لم تُهزم بعد".

يترافق تقدير جيش الاحتلال، مع ضغوط المؤسسة الأمنية تجاه إنجاز صفقة تبادل مع حركة حماس

وقال هارئيل: "يعتقد كبار القادة الإسرائيليين أن الظروف أصبحت أفضل الآن لإبرام صفقة مع حماس. وفي الوقت نفسه، لا يظهر نتنياهو والجناح اليميني المتطرف في حكومته أي علامات على مرونة أكبر في المفاوضات".

ويترافق تقدير جيش الاحتلال، مع ضغوط المؤسسة الأمنية تجاه إنجاز صفقة تبادل مع حركة حماس، إذ تقول هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي: إن "سلسلة النجاحات التي تحققت في المعارك، خلقت ظروفًا أفضل للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى".

وأشار هارئيل إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إلى أن مصير قائد كتائب القسّام محمد الضيف "لا يزال غير مؤكد"، دون الإشارة إلى أي تقدير بـ"نجاح عملية الاغتيال". وأضاف: "لا تزال حماس تتمتع بالقدرة على إطلاق الصواريخ، بما في ذلك على تل أبيب والقدس، ولكن بأعداد محدودة فقط مقارنة بما كانت عليه عندما بدأت الحرب".

أمّا عن وجود جيش الاحتلال في قطاع غزة، قال إن الجيش الإسرائيلي لديه حاليًا ثلاث قيادات فرقية في غزة، وهي فرقة غزة بالقرب من السياج الحدودي والمنطقة العازلة على الجانب الغزي منه؛ والفرقة 162 في رفح، وفرقة احتياطية (حلت الفرقة 252 محل الفرقة 99 هذا الأسبوع) في ممر نتساريم الذي يقسم غزة إلى نصفين. مضيفًا: "مع ذلك فإن القوات الكاملة لا تعمل حاليًا تحت قيادة هذه القيادات. فقد غادرت بعض فرق الألوية القتالية غزة للاستراحة والاستعداد لاحتمال شن هجمات أخرى في وقت لاحق".

وتابع عاموس هارئيل، أن جيش الاحتلال "خطط في الأصل لتصوير نهاية القتال في رفح، والتي من المتوقع أن تنتهي في غضون بضعة أسابيع، باعتبارها نهاية المرحلة المكثفة من الحرب واستخدامها للإعلان عن هزيمة الجناح العسكري لحماس، وبالتالي فقد حان الوقت لصفقة التبادل. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عارض هذا بشدة (وفي الواقع، لم يكن هناك نصر واضح). وبدلًا من ذلك، من المفترض أن تؤكد هيئة الأركان العامة على المكاسب التي أنتجتها الضغوط العسكرية إلى جانب الحاجة إلى المضي قدمًا في صفقة التبادل".

وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء: "الآن، تم خلق فرصة محدودة لإعادة الرهائن إلى ديارهم. هذه فرصة عابرة. لدى إسرائيل التزام أخلاقي ووطني بإعادة الرهائن إلى ديارهم . يتمتع الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الأخرى بالقدرة والحرية الكاملة في العمل لاستئناف العمليات المكثفة بعد أي اتفاق، في أي مكان وفي أي وقت مطلوب". أدلى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتزل هاليفي بتعليقات مماثلة في بيان صحفي هذا الأسبوع.

ويعقب هارئيل، بالقول: "لكن نتنياهو -وبالتأكيد الجناح اليميني المتطرف في حكومته- لا يُظهر أي علامات على مرونة أكبر في المفاوضات. فقد أكد على مطالبه باستمرار الوجود الإسرائيلي في ممر نتساريم وممر فيلادلفيا بطريقة تنتهك التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الرئيس الأميركي جو بايدن قبل حوالي ستة أسابيع".

وأوضح هارئيل: "على الجانب الإسرائيلي، فإن العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق هي إصرار نتنياهو على منع المسلحين من العبور من جنوب غزة إلى شمالها. أما بالنسبة للوزراء من حزب الصهيونية الدينية، فإنهم يتنافسون فيما بينهم على من يستطيع أن يضع المزيد من الأطراف في المفاوضات".

وقال رئيس حزب الصهيونية الدينية وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش يوم الاثنين إنه يعارض إطلاق سراح الأسرى الكبار بموجب أي اتفاق. وقالت الاستيطان المتطرفة أوريت ستروك، يوم الثلاثاء، إنها تعارض إخلاء ممر نتساريم وطريق فيلادلفيا. ويعلق هارئيل، قائلًا: "يبدو أن الحزب [حزب سموتريتش] لم يعد يحاول حتى إخفاء معارضته الشاملة للصفقة".

واستمر في القول: "نظرًا لإحباطهم من مراوغة نتنياهو وعرقلة اليمين المتطرف، تحاول عائلات الأسرى تكثيف الاحتجاجات في الفترة التي تسبق زيارة نتنياهو لواشنطن وخطابه أمام الكونغرس الأسبوع المقبل. ونشرت عائلات خمسة من مراقبات الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، لقطات تظهرهم أثناء الأيام الأولى من أسرهم. ويبدو أن إسرائيل حصلت على تلك اللقطات قبل عدة أشهر. كما التقى آباء مراقبين آخرين، قُتلوا أثناء المعركة في موقع نحال عوز، بنتنياهو يوم الثلاثاء وأخبروه عن بناتهم. ومع ذلك، رفض نتنياهو طلبًا تقدم به بعض الآباء لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في الإخفاقات التي أدت إلى الحرب".