05-أغسطس-2024
نتنياهو وغالانت

غالانت ونتنياهو.. الخلاف يتعمّق

مع تكرار الأنباء التي تفيد بعزم رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو إقالة وزير جيشه يؤآف غالانت، انضمّ نحو 90 ألف إسرائيليّ لمجموعات صامتة على تطبيق "واتساب" حملت عنوان "التحضير لليلة غالانت 2"، بهدف بناء بنية تحتية لحشد جماهيري كبير.

بهدف بناء بنية تحتيّة لحشد جماهيري.. انضمّ نحو 90 ألف إسرائيليّ لمجموعات صامتة على تطبيق "واتساب" حملت عنوان "التحضير لليلة غالانت 2"

وجاء هذا الحشد الصامت على واتساب، تعبيرًا احتجاجيًا على نيّة نتنياهو إقالة غالانت، بعد أن كان تراجع عن هذه الإقالة مع اتّساع رقعة الاحتجاجات على التعديلات القضائية في نيسان/ ابريل العام الماضي، وكذلك احتجاجًا على عزمه إقالة المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا من منصيهما، وفقًا لموقع واللا.

وبدأت المبادرة الاحتجاجيّة بعد ظهر الأحد، بقيادة "يايا فينك" عضو حزب العمل وأحد قادة الاحتجاج ضد الحكومة. وقد أوضح فينك أنهم لن يسمحوا "بإقالة وزير الجيش والمستشارة القضائية. نحن نسمع عن المزيد والمزيد من الخطط بإقالتهم بالفعل في الأسابيع المقبلة، ونحن هنا للاستعداد مسبقًا. كم عدد الأشخاص الذين سيكونون قادرين على النزول إلى الشوارع ووقف عمليات تسريح العمال هو أمر متروك لنا!".

وأضاف أنّ "أي محاولة من جانب رئيس الحكومة للإضرار بالأمن أو الديمقراطية، خاصة في أوقات الحرب، سيتم الرد عليها من خلال نزول مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع. السرعة التي يتظاهر بها عشرات الآلاف من الإسرائيليين ذوي التفكير القيمي، هو أمر مذهل. نحن نقول بصوت واضح: بيبي لا تجرؤ".

وكان موقع "واللا" كشف أن نتنياهو كان يعتز إقالة غالانت عقب عودته من زيارة الولايات المتحدة، غير أن أحداث مجلس شمس وماتبعها من اغتيال فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، واغتيال إسماعيل هنية في طهران، أجّل هذه الخطط حتى انتهاء الاستعدادات لردود الفعل وتبادل الضربات.

وأوضحت مصادر مقرّبة من نتنياهو أن "قرار إقالة غالانت قد اتخذ بالفعل. وأنها ليست مسألة إذا، وإنما متى". أضافت المصادر أن إحدى الخطط المدروسة في محيط نتنياهو هي استبدال وزير الجيش، ومن ثم استبدال رئيس الأركان هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز الشاباك رونين بار.

ويخشى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن يكون هدف نتنياهو هو الاستيلاء على قمة المؤسسة الأمنية وإجراء تعيينات لشخصيات تروق له، لتكوين قيادة أمنية خاضعة له وتطيع أوامره.

وسابقًا، أقال نتنياهو غالانت من وزارة الجيش في 2023 إثر معارضته للانقلاب على القضاء، لكنه انسحب في أعقاب الاحتجاج العام الذي اندلع ليلة الإقالة، ما أصبح يعرف باسم "ليلة غالانت"، التي شارك فيها مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين نزلوا للتظاهر في الشوارع. ومنذ ذلك الحين، هناك من حول نتنياهو مهتمون بإتمام الخطوة وإقالة غالانت من منصبه، لكن الخوف من احتجاج شعبي آخر واسع النطاق أعاق الخطط حتى الآن.

وكشف التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان" أن رئيس حكومة الاحتلال ينوي إقالة وزير جيشه ورئيس الأركان ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك"، فيما أكدت القناة 13 أن جدعون ساعر الذي يطالب بشغل منصب وزير الجيش ينوي الانضمام للحكومة، بينما نُشرت تسريبات أظهرت حالة التوتر المتفاقمة بين نتنياهو والمستوى العسكري والاستخباري.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أنه وعلى خلفية التوتر على الحدود الشمالية، يزعم مسؤولون في النظام السياسي والمحيطون برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن دخول عضو الكنيست جدعون ساعر إلى الحكومة الائتلاف قريب جدًا. ويشارك رئيس شاس أرييه درعي أيضًا في المحادثات. وانتظرت الأحزاب فترة العطلة الصيفية للكنيست حتى يصبح من الصعب زعزعة استقرار الائتلاف، ومن الأسهل التمهيد لهذه الخطوة.

وأضافت ذات القناة: "بحسب المصادر نفسها، تشير التقديرات إلى أن نتنياهو يحتاج إلى ائتلاف واسع ومستقر لاتخاذ قرارات بشأن العملية العسكرية واسعة النطاق في الشمال. وسبق أن أعرب مسؤولون مقربون من ساعر عن استعدادهم للانضمام إلى الحكومة إذا تم تعينيه ووزيرًا للجيش، لكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا هو الخيار الوحيد المطروح حاليًا على الطاولة. ومن وجهة نظر ساعر، فهو مستعد حاليًا للانضمام، والآن سيتعيّن على نتنياهو أن يقرر هذا الأمر.

وفي آذار/ مارس أعلن ساعر استقالته من حكومة الطوارئ التي كان عضوًا فيها منذ تشكيلها بعد وقت قصير من اندلاع الحرب. وقال ساعر حينها إن "طريقة إدارة الحرب لا تقرّبنا من الأهداف، ولم نأت إلى الحكومة لندفئ الكراسي، فالحكومة الموسعة أصبحت برلمانًا معزولًا عن المعلومات".

واستعرضت دانا فايس محللة الشؤون السياسية في قناة 12 ما وصفته بـ "النقاش المثير والصعب الذي وصل إلى رفع الصوت بشكل حاد جدًا بين رئيس الحكومة نتنياهو وقادة الجيش والمخابرات" بالقول: "حضر النقاش رئيس الحكومة ووزير الجيش والوزير رون ديرمر ورئيس اﻷركان ورئيس الموساد ورئيس الشاباك رونين بار، وقال رئيس الشاباك لرئيس الحكومة: "لديّ شعور أن رئيس الحكومة ﻻ يريد المقترح المطروح على الطاولة، وإن كانت هذه هي النية، فقل لنا".

وقال اللواء احتياط نيتسان ألون لنتنياهو: "أنت تعلم أن كل المعايير التي أضفتها غير مقبولة ولن تكون هناك صفقة.

وقال رئيس الموساد: "إذا ماطلنا فقد نضيّع الفرصة، يجب علينا استغﻼل الفرصة". فضرب نتنياهو الطاولة وقال لهم: "أنتم ﻻ تعرفون كيف تجرون مفاوضات بصﻼبة، أنتم ضعفاء وعاجزون وأنتم تقوّلوني ما لم أقُل، وبدلًا من الضغط على رئيس الحكومة، اضغطوا على السنوار".