13-أغسطس-2024
مستوطنون يؤدون السجود الملحمي في المسجد الأقصى

مستوطنون يؤدون السجود الملحمي في المسجد الأقصى

قالت الخارجية الفلسطينية إنّها تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيد الإسرائيليّ الحاصل في المسجد الأقصى، وذلك بعد أن اقتحم باحاته ما لا يقل عن 2958 مستوطنًا متطرّفًا منذ صباح اليوم الثلاثاء، عشيّة ما يسمّونه "ذكرى خراب الهيكل"، بينهم الوزيران المتطرّفان ايتمار بن غفير ويتسحاق فاسرلوف، وعضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هليفي.

وزيران وعضو كنيست من بين 1800 مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى عشيّة ما يسمّونه ذكرى "خراب الهيكل" المزعوم، وأدوا رقصات تلمودية وسجودًا ملحميًا، ورفعوا العلم الإسرائيليّ

وتأتي هذه الاقتحامات بعد دعوات من قبل منظمات استيطانيّة متطرفة لاقتحام واسع للأقصى، في ذكرى ما يعرف بـ"خراب الهيكل" المزعوم.

وقالت الأوقاف الإسلامية في القدس إنّ إجمالي المستوطنين المقتحمين اليوم للمسجد الأقصى وصل إلى 2958، بعد أن كانت أعلنت ظهرًا أنه جرى إغلاق باب المغاربة بعد اقتحام 2250 من المتطرفين اليهود للمسجد.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو أداء المستوطنين المقتحمين للمسجد ما يُعرف بـ "السجود الملحمي"، وسط رقصات وغناء استفزازي، ورفع العلم الإسرائيلي داخل باحات المسجد، بوجود شرطة الاحتلال التي منعت دخول المصلين المسلمين.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إنّ المستوطنين قاموا بتدنيس باحات المسجد، وأدوا طقوسًا تلمودية في مشهد غير مسبوق من عمليات الاقتحام، ورفعوا العلم الإسرائيلي في باحاته. وأضافت أن قوات الاحتلال عرقلت دخول المصلين إلى باحات المسجد الأقصى ونشرت قوات كبيرة على أبوابه لتسهيل عمليات الاقتحام.

وأصدرت رئاسة الوزراء الإسرائيلية بيانًا حول اقتحام المسجد الأقصى جاء فيه أنّ  السياسات في (الحرم القدسي) تخضع مباشرة للحكومة وزعيمها، ولا توجد سياسة خاصة لأي وزير، لا لوزير الأمن القومي ولا لأي وزير آخر. والحدث الذي وقع هذا الصباح يشكل استثناءً للوضع الراهن، وسياسة إسرائيل فيما يتعلق بالحرم القدسي لم تتغير.

وحوّلت شرطة الاحتلال البلدة القديمة من القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت المئات من عناصرها خاصة عند بوابات المسجد الأقصى، وشددت إجراءاتها العسكرية.

ويوم أمس الإثنين اقتحم ما لا يقل عن 411 مستوطنًا باحات المسجد، فيما اقتحمه نحو 370 يوم الأحد.

وحذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، من تداعيات الاستفزازات الخطيرة لاقتحامات المستعمرين الإرهابيين للمسجد الأقصى المبارك، محمّلا حكومة الاحتلال مسؤولية هذه الممارسات وخطورتها في استفزاز مشاعر شعبنا والعرب والمسلمين.

أبو ردينة: ندين ونحمّل الاحتلال مسؤولية الاستفزازات الخطيرة في المسجد الأقصى.
أبو ردينة: ندين ونحمّل الاحتلال مسؤولية الاستفزازات الخطيرة في المسجد الأقصى

وقال أبو ردينة: نطالب الإدارة الأميركية بالتدخل بشكل فوري لإجبار حكومة الاحتلال على وقف هذه الاستفزازات بحق الأماكن الدينية المقدسة، والحفاظ على الوضع التاريخيّ والقانوني في مدينة القدس، ووقف العدوان في قطاع غزة، والاعتداءات في الضفة الغربية إذا ما أرادت منع انفجار المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

وأشار إلى أن هذه الاستفزازات تأتي في إطار الحرب الشاملة التي تشنها حكومة الاحتلال المتطرفة بحق شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وشدد على أن "السلام والأمن في المنطقة بأسرها لن يتم دون حل عادل لقضيتنا وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية".

وجاء في بيان وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاقتحامات الاستفزازية للأقصى انتهاك لحرمة المقدسات، وهي تمهيد لفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه وتهويده.

الخارجية الفلسطينية: ننظر بخطورة بالغة إلى التصعيد الحاصل جراء اقتحامات غلاة المستعمرين المتطرفين للمسجد الأقصى وإقدامهم على أداء طقوس تلمودية وترديد أغان، وأداء رقصات استفزازية في باحاته

وأضافت أنها تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيد الحاصل جراء اقتحامات غلاة المستعمرين المتطرفين للمسجد الأقصى بحجج وذرائع واهية، وإقدامهم على أداء طقوس تلمودية وترديد أغان، وأداء رقصات استفزازية في باحات المسجد، وكذلك إقدام قوات الاحتلال وشرطته على تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية لحماية المستعمرين ومسيراتهم، بما ينتج عن ذلك من تقييدات وعقوبات جماعية بحق المقدسيين والمواطنين.

واعتبرت الوزارة أن الاقتحامات غير شرعية وغير قانونية، وتندرج في إطار الاستهداف الإسرائيلي المتواصل للقدس ومقدساتها، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية.

 

من جهته، استنكر حزب التجمّع الوطني الديمقراطي اقتحام المسجد الأقصى من قبل قيادات اليمين ودعا للرباط فيه. وقال إن المسجد الأقصى حق فلسطيني خالص ومكان صلاة وعبادة للمسلمين ولن يغير هذه الحقيقة التاريخية أيا كان من العابرين والفاشيين على اختلاف أسمائهم وانتماءاتهم. 

وأضاف التجمّع في بيانه: "إن هذه الحرب تحصل كجزء من حرب شاملة تخوضها المؤسسة الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، حيث تستمر المجازر المرتكبة بحق أهلنا في قطاع غزة ومحاولة تحويل كل شيء فيها إلى خراب بهدف تهجير وإبادة الفلسطينيين فيها، كما يشتد الخناق على أهلنا في الضفة من اعتداءات يومية وتدمير للبنى التحتية واعتقالات وحشية لا تتوقف، كما تأخذ الحرب على أهلنا في الداخل شكلًا آخر من خلال إعطاء المجال لقوى الجريمة والعنف لتقض مضاجع مجتمعنا وتفتته من الداخل تحت رعاية المؤسسة التي تحمي المجرمين وتحتضنهم، هذا بالإضافة إلى سياسات الإرهاب والتخويف والترعيب الممارسة يوميًا تجاه كل من يعبر عن موقف أخلاقي وانساني ضد الحرب على أهلنا في غزة". 

وأنهى التجمّع بيانه بدعوة "عموم أهلنا في الداخل الفلسطيني لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المُبارك والقدس الشريف في ظل هذه المحاولات البائسة لتدنيسه وتقسيمه الزماني والمكاني، حيث تقع علينا مسؤولية كبيرة في الرباط في القدس ومقدساتنا فيها رفضًا لتدنيسها والاعتداء عليها وعلى حقنا فيها".